كبش فداء

نشر في 02-01-2016
آخر تحديث 02-01-2016 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب بعد سنوات من العناء والإضافة والحذف والترحيل والتعديل، أخيرا توصل العباقرة في وزارة التربية إلى أن المناهج لا بد من تصحيحها، ووضع مناهج جديدة تتماشى مع فكر وعقل وقدرات الطالب الكويتي.

ألف مبروك لوزارة التربية على هذا التوصل والإنجاز غير المسبوق، على الرغم من أن الدولة صرفت ملايين الدنانير على الكتب وطباعتها، لتعود الوزارة إلى الاستعانة بالمناهج القديمة لأنها كانت أفضل مناهج للطالب الكويتي.

لا نريد أن ندخل في متاهات ودهاليز المناهج وحيثياتها، ولكن دعونا نمر مرور الكرام على الآلية المتبعة في تأليف الكتب والمادة، ليست هناك معايير علمية أكاديمية فنية يخضع لها تأليف المادة، كل ما هنالك تشكيل لجنة من ثلاثة أو أربعة أشخاص، وهم عبارة عن موجهين ومعلمين في وزارة التربية يعملون في تخصص المادة، ونحن لا نشكك في قدراتهم الفنية، فهم أهل الميدان والأقرب إليه، ولكن تأليف المواد والكتب الدراسية يتطلب دخول جهات تعليمية عامة وخاصة (جامعة الكويت والتطبيقي ومجلس الجامعات الخاصة ووزارة التربية بقطاعاتها التعليمية المختلفة)، لتكون هناك خطة متضمنة جدولاً زمنياً، وتعقد جلسات يتم فيها التباحث والتشاور في تأليف المادة من جميع الجوانب، لا أن يوضع المنهج بيد أربعة أشخاص فقط، وجميعهم من وزارة التربية، كما لابد أن يعطى تأليف وإعداد المنهج الزمن الكافي لإعداده وتجهيزه وعدم الاستعجال في طرحه وتعميمه دون تجربته، حتى يتم اكتشاف أخطائه وقصوره.

الإجراء الذي قامت به الوزارة هو إصدار قرار بتشكيل الفريق في شهر أكتوبر، وطلب منه تسليم الكتاب في نهاية ديسمبر، فهذا لا يعقل ولا يقبل، وما هو إلا سباق مع الزمن ونتائجه سلبية مئة في المئة.

التطوير مطلوب، ومعالجة الأخطاء خير وسيلة للنهوض والاستمرار، ولكن يجب أن يكون كل هذا وفق معايير وشروطات تسنده وتعينه لينجح، ليس «بالمهايط» والسباق مع الزمن، واتخاذ أسلوب العجلة والسرعة في الإنجاز، حتى إذا ما تم ننسبه إلى أنفسنا، وإذا فشل قدمنا كبش الفداء.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top