«ڤيينا 2» ينطلق بتوقعات منخفضة والمعارضة تندد بعدم دعوتها

نشر في 30-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-10-2015 | 00:01
• ظريف يلتقي لافروف وكيري

• «داعش» يعدم 200 حاولوا الانضمام إلى «جبهة النصرة»
انطلقت اجتماعات «ڤيينا 2» لإيجاد حل للأزمة السورية، باجتماع رباعي جمع واشنطن وموسكو والرياض وأنقرة، في حين يجري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لقاءات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري.

وسط توقعات تترواح بين المتفائلة والمتواضعة، انطلق مؤتمر «ڤيينا 2» أمس، بالاجتماع الرباعي الذي جمع وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي وجون كيري والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو، وذلك للتمهيد للاجتماع الموسع الذي سيضم للمرة الأولى إيران.

وتشكل مشاركة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، الذي اجتمع بلافروف وكيري بشكل منفصل قبيل الاجتماع الموسع، في المحادثات منعطفاً دبلوماسياً كبيراً، حيث إن طهران لم تُدع في 2012 لمؤتمر «جنيف - 1»، في حين سحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوتها للمشاركة في «جنيف-2» بعد اعتراض الولايات المتحدة والسعودية.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن ظاهر الأمر يبدو أن المشاركين في الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية قد توصلوا إلى نتيجة مفادها بأنه لا يتوفر حل معقول ومنطقي للأزمة السورية دون مشاركة ايران. وأكد ظريف، بعد وصوله إلى فيينا، أنه لم تطرح أي شروط مسبقة لمشاركة إيران في اجتماع فيينا، مضيفاً أن «محادثاتي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري تقتصر على الموضوع النووي فقط».

ويتناول الاجتماع، الذي تتوسع حلقته اليوم ليضم إلى الوزراء الأربعة نظراءهم الإيراني واللبناني جبران باسيل والمصري سامح شكري، والبريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني والأردني ناصر جودة والعراقي إبراهيم الجعفري، سبل تسوية النزاع في سورية ومصير رئيس النظام السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.

هدف موسكو الرئيسي

وقبيل اللقاء الأول، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الهدف الرئيسي من محادثات فيينا هو إطلاق حوار سياسي، وتضييق الخلافات المتعلقة بتسوية الأزمة.

وأكد كيري أن المحادثات لن تكون سهلة ولن تؤدي إلى حل سياسي فوري، لكنه اعتبرها أفضل فرصة لإنقاذ سورية من «الجحيم» وإعادة الانفتاح السياسي.

وقال كيري، في كلمة أمام معهد كارنيغي للسلام الدولي قبل مغادرته إلى فيينا، إن «لدى روسيا والولايات المتحدة أرضية مشتركة واسعة وكلا الجانبين يريدان سورية متحدة وعلمانية» حيث يمكن للمواطنين اختيار رئيسهم من خلال الانتخابات، معتبراً أنه لا يمكن السماح لـ«رجل واحد» (الأسد) بالوقوف في طريق السلام.

وكانت باريس والرياض أعلنتا أنهما ستطالبان بجدول زمني لرحيل الرئيس بشار الأسد.

دعوة المعارضة

من جانبها، أكدت المعارضة السورية السياسية أو المسلحة أنها لم تتلق دعوة لحضور الاجتماعات، وقال عضو ائتلاف المعارضة جورج صبرا أن عدم توجيه الدعوة لسوريين «تعبير عن عدم جدية المشروع»، مؤكداً أن «هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم».

وكرر صبرا معارضته لمشاركة إيران قائلاً: إنها «ليست طرفاً محايداً يمكنه أن يلعب دور الوسيط لأنها طرف في القتال الدائر على أرض سورية، فضباطها يقاتلون ويقتلون كل يوم على الجبهات».

وأشار بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لتجمع «جيش اليرموك» أحد فصائل الجيش السوري الحر لـ «رويترز»، إلى أنه لم توجه الدعوة لممثلي المعارضة المسلحة للمشاركة في اجتماع فيينا.

وقال الزعبي: «بالنسبة لإيران فهي جزء من المشكلة وليس الحل ومشاركتها في الاجتماع ستثبت ذلك للعالم، هذا الاجتماع تم قبوله من طرف السعودية وتركيا لتعرية إيران».

قصف درعا

ميدانياً، شنّت طائرات، يعتقد أنها روسية، غارات في محافظة درعا للمرة الأولى منذ بدء موسكو حملتها الجوية قبل نحو شهر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح، أمس، أن الضربات استهدفت مناطق في بلدات الحارة وتل عنتر وكفرناسج وعقربا في ريف درعا الشمالي.

وفي ريف دمشق، قتل ثمانية جراء غارات جوية استهدفت إحداها مستشفى ميدانيا في مدينة دوما.

وفي ريف حلب الجنوبي، أفاد المرصد بأن «قوات النظام تمكنت من استعادة السيطرة على أكثر من ست قرى بالإضافة الى تلال ومزارع» محيطة بها بعد طرد المعارضة، لكنها خسرت في المقابل «مسافات كبيرة من طريق خناصر أثريا» الحيوي، إثر هجوم عنيف لتنظيم «داعش».

كر وفر

كذلك استمرت عمليات الكر والفر في ريف حماة وريف اللاذقية بين قوات النظام التي سيطرت على عدد من البلدات والتلال، وفصائل المعارضة، التي استعادت سيطرتها على بلدة سكيك الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي.

في غضون ذلك، أكد المرصد السوري إقدام «داعش» على إعدام 200 من عناصره ينتمون لجنسيات شيشانية وآسيوية حاولوا الانشقاق والانضمام إلى «جبهة النصرة».

600 قتيل

ووثق المرصد مقتل 600 شخص منذ إطلاق موسكو حملتها الجوية قبل نحو شهر ثلهم مدنيون جراء استهدافها عشر محافظات من أصل 14 تقع غالبيتها تحت سيطرة المعارضة.

ووفق المرصد، فإن باقي القتلى البالغ عددهم 410 هم «279 من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة و131 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية»، موضحاً أن أربع محافظات بقيت بمنأى من الضربات الروسية، هي الحسكة الخاضعة بمجملها لسيطرة الأكراد في حين يوجد النظام في مركز المحافظة، بالإضافة إلى السويداء وطرطوس تحت سيطرة قوات النظام والقنيطرة في هضبة الجولان التي تتقاسم فصائل إسلامية وقوات النظام السيطرة عليها.

استهداف المستشفيات

ومع تزايد وتيرة الضربات الروسية، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» ،أمس، مقتل 35 عاملاً ومريضاً سورياً على الأقل في غارات استهدفت 12 مستشفى في محافظات إدلب وحلب وحماة، بينها ستة مستشفيات تدعمها المنظمة منذ نهاية شهر سبتمبر وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان. وأعلن اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية الثلاثاء الماضي أن ثلاثة مستشفيات يدعمها، أحدها في ريف حلب الشرقي واثنان في ريف حماة الشمالي، تعرضت لغارات جوية في غضون أسبوع.

ويوم الخميس قبل الماضي، أعلنت الجمعية الطبية الأميركية السورية أن طائرات روسية استهدفت في تسع ضربات جوية خمس مستشفيات ميدانية على الأقل في محافظات سورية عدة، مما أدى الى مقتل مدنيين وعدد من الكوادر الطبية.

(فيينا، دمشق، موسكو، واشنطن، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top