تشيلي: اجلاء مليون شخص إثر زلزال عنيف

نشر في 17-09-2015 | 10:58
آخر تحديث 17-09-2015 | 10:58
No Image Caption
أجلت السلطات التشيلية مليون شخص بسبب تحذير من حصول تسونامي بعد زلزال عنيف ضرب وسط البلاد مساء الأربعاء وأسفر عن سقوط خمسة قتلى ومفقود واحد، والقتلى هم امرأتان وثلاثة رجال.

ونُقِلَ القسم الأكبر من الأشخاص الذين تم اجلاؤهم إلى المناطق المرتفعة في المدن الساحلية.

وقال مساعد سكرتير وزارة الداخلية محمود الاوي "نأسف لوفاة خمسة مواطنين تشيليين... ونقدم تعازي الحكومة لجميع أقربائهم"، مضيفاً "نقدر عدد الذين تم اجلاؤهم بمليون شخص".

وأفاد الاوي عن إعلان حال الكارثة في مقاطعة تشوابا حيث مركز الزلزال بقوة 8,3 درجات بحسب المعهد الجيولوجي الأميركي.

وقال المسؤول "إنه سادس اقوى زلزال في تاريخ تشيلي والأقوى للعام 2015 على الصعيد العالمي".

وأطلقت البحرية التشيلية انذاراً من وقوع مد بحري على مجمل سواحل البلاد الواقعة على المحيط الهادىء، وتم الابقاء خلال الليل على الأمر باجلاء سكان المدن الساحلية باستثناء مناطق لوس لاغوس وايسين وماغايانيس في الجنوب.

ومن المفترض أيضاً اجلاء سكان جزيرة الفصح التي تبعد 3750 كلم عن سواحل تشيلي، فيما صدر تحذير من حصول تسونامي في الجانب الآسيوي من المحيط الهادئ، يتعلق خصوصاً ببولونيزيا الفرنسية.

وعلى ساحل تشيلي، وصلت أمواج عاتية إلى وسط عدد من المدن في منطقة كوكيمبو حيث مركز الزلزال وفالبارايسو على مسافة 120 كلم غرب العاصمة، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون.

وقالت الرئيسة ميشال باشليه "حتى وإن كان تسونامي حصل فعلاً، إلا الدفعات الأخيرة من الأمواج تتراجع، لكننا نعرف أن هزات ارتدادية قد تحصل ولذلك سنستمر في تقييم الوضع على مدار الساعة".

وتوقفت الدروس في مدارس البلدات الساحلية في المنطقة الوسطى الشمالية، الأكثر تضرراً من الزلزال، وحرمت حوالي 245 ألف عائلة من التيار الكهربائي على المستوى الوطني.

ووقع الزلزال عند الساعة 19,54 (22,54 تغ) في البحر، على مقربة من مدينة ايلابل البالغ عدد سكانها 31 ألف نسمة وحيث أصيب عشرة أشخاص بجروح وانهار عدد كبير من المنازل وانقطع التيار الكهربائي.

وحدد المعهد الأميركي للجيولوجيا مركز الزلزال على بعد 230 كلم شمال سانتياغو قرب ايلابل.

وأحصيت ليل الأربعاء الخميس نحو عشرين هزة ارتدادية كان بعض منها قوياً، فاضطر الناس إلى البقاء في حالة استنفار وترقب.

وتسبب الزلزال في سانتياغو، العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 6,6 ملايين نسمة، بحالة ذعر غير مسبوقة، حملت آلاف الأشخاص على النزول إلى الشوارع، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

وقال بابلو سيفوينتيس، أحد سكان العاصمة، لاذاعة كوبيراتيفا، "خرجنا من بنايتنا، وبدأ كل شيء يهتز بقوة".

وروت غلوريا نافارو التي تقيم في سيرينا شمال البلاد حيث لحقت أضرار جسيمة بمركز تجاري غير أن عشرات الأشخاص تمكنوا من الخروج منه في الوقت المناسب، "كان الناس يركضون في كل الاتجاهات، ولم نكن نعرف في أي اتجاه نركض".

وشعر بالهزة الأرضية سكان بوينوس ايرس التي تبعد 1400 كلم وقد اهتزت المباني فيها، كما تأثرت الإنارة العامة.

وقالت سيلينا اترافي "65 عاماً" التي تسكن في برج من 25 طابقاً في حي بالفانيرا قرب وسط المدينة، لوكالة فرانس برس، "بدأ الذعر يسيطر عليها، فالبرج لم يتوقف عن الاهتزاز".

وكتبت ماريا فرناندا ميخيا، مؤلفة كتب الأطفال المقيمة في جنوب بوينوس ايرس على موقع فيسبوك "كل شيء تحرك في الشقة! من حسن الحظ أن البناية محصنة ضد الزلازل، وجميع الجيران نزلوا مذعورين، لكن الأمور على ما يرام".

وشعر بالهزة أيضاً سكان عدد كبير من مناطق الأرجنتين، مثل كاتامركا وتوكومان "شمال" ومندوزا "غرب" وكوردوبا "وسط".

وتقع تشيلي على ما يسميه علماء الجيولوجيا حزام النار في المحيط الهادئ، حيث تلتقي صفائح تكتونية يؤدي احتكاكها ببعضها البعض إلى نشاط زلزال وبركاني كثيف، ولذلك يبقى البلد متحسباً لمثل هذه الكوارث.

وفي فبراير 2010، اجتاح زلزال بلغت قوته 8,8 درجات وتلاه تسونامي قرى بكاملها على ساحل وسط جنوب تشيلي، وأسفر عن 523 قتيلاً و24 مفقوداً وتسبب بأضرار بلغت قيمتها 30 مليار دولار.

back to top