موسكو تؤكد إسقاط طائرتها بقنبلة... والقاهرة تتمسك بالحذر

نشر في 18-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-11-2015 | 00:01
• وفد روسي استخباري إلى القاهرة... ورصد 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن الجناة

• الحكومة المصرية تأخذ التحقيق الروسي في الاعتبار وتعزز إجراءات الأمن في المطارات
أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الروسية ألكسندر بورتنيكوف، أمس، أن قنبلة انفجرت وأسقطت طائرة الركاب الروسية التي تحطمت في سيناء، أواخر أكتوبر الماضي، وتوعد بملاحقة الفاعلين ومعاقبتهم، في وقت قالت القاهرة إن التحقيقات التي تترأسها لم تتوصل إلى دليل على عمل جنائي وراء الحادث حتى الآن.

في خطوة اعتبرها مراقبون استباقاً للجنة التحقيقات الخماسية، في واقعة سقوط طائرة الركاب الروسية من طراز "إيرباص" A321 في وسط سيناء، أواخر أكتوبر الماضي، أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الروسية "FSB" ألكسندر بورتنيكوف، أمس أن عملاً إرهابياً تسبب في تحطم الطائرة التابعة لشركة "متروجيت" في سيناء، وقتل كل من كانوا على متنها 224 بينهم 220 روسياً.

وجاء في نشرة الكرملين، أن بورتنيكوف قال للرئيس فلاديمير بوتين: "يمكننا التأكيد أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي، تم عبر زرع عبوة ناسفة يدوية الصنع تزن كيلوغراما من مادة تي إن تي شديدة الانفجار عثر على آثارها في أجزاء من حطام الطائرة ومتعلقات الركاب، وأدى انفجارها إلى تحطم الطائرة في الهواء، وهو ما يفسر سبب انتشار أجزاء من جسمها على مسافة واسعة"، بينما توعّد بوتين بالعثور على المسؤولين عن تحطم الطائرة، أينما كانوا ومعاقبتهم، وأمر الأجهزة الخاصة بالعثور عليهم.

وقال بوتين: "إن روسيا، ليس للمرة الأولى، تواجه بأفعال الإرهابيين البرابرة، وعادة ما تكون هذه الأفعال دون سبب واضح، داخلي أو خارجي، وهذا ما حصل عند تفجير محطة القطارات في مدينة فولغوغراد عام 2013"، بينما رصد جهاز الأمن الروسي، مكافأة مالية قيمتها 50 مليون دولار أميركي، لمن يدلي بمعلومات تُفضي إلى القبض على المسؤول عن تفجير الطائرة الروسية.

وزعمت جماعة "ولاية سيناء" التي بايعت تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" المسؤولية عن إسقاط الطائرة، لكنها لم تكشف الكيفية التي قامت بها.

حذر مصري

في المقابل، واصلت القاهرة الحذر تجاه فرضية إسقاط الطائرة بواسطة قنبلة رجحتها تقارير استخباراتية بريطانية وأميركية في وقت سابق.

وقال رئيس الوزراء شريف إسماعيل عقب الاجتماع الحكومي الأسبوعي الذي عقد في شرم الشيخ، أمس، إن "مصر تقدر الألم الذي يشعر به الشعب الروسي". وأشار إلى اطلاع الحكومة على نتائج التحقيقات الروسية، مؤكداً أنها ستأخذ التحقيقات (الروسية) بعين الاعتبار".

وأصدرت الحكومة بياناً قالت فيه إنها لم تتوصل بعد لدليل يثبت أن عملا جنائيا أسقط الطائرة الروسية، في حين قال وزير الداخلية مجدي عبدالغفار انه سيتم "تشكيل مجموعات عمل أمنية لبحث سقوط الطائرة الروسية".

وأعلنت وزارة الداخلية تعزيز إجراءات الأمن في مطاراتها، بالتعاون مع خبراء من بلدان وممثلي شركات الطيران، وتعزيز إجراءات تفتيش الركاب والعمال عند دخولهم المطارات، لضمان "أقصى مستوى من الأمن".

من جانبه، رفض رئيس لجنة الإدارة المركزية في حادث تحطم الطائرة، أيمن المقدم، التعليق على التقارير التي أعلنتها روسيا، وقال لـ"الجريدة": إن "اللجنة مختصة فقط بتحليل الجانب الفني لسقوط الطائرة".

وفي حين كانت جريدة "الجريدة" انفردت يوم الجمعة قبل الماضي، بتاريخ 6 نوفمبر الجاري، بنشر معلومات عن التحقيق مع 8 من العاملين في مطار شرم الشيخ الدولي، ورصد مشتبه فيهم، نفت القاهرة أمس ما تناقلته وسائل الإعلام وعدد من وكالات الأنباء الدولية، بشأن توقيف 17 موظفاً في ميناء شرم الجوي، يشتبه في أن اثنين منهم ساعدا من زرعوا القنبلة المفترضة، وأكد مسؤول مركز الإعلام الأمني، أمس، أن الخبر عارٍ تماماً من الصحة.

وفد روسي

في غضون ذلك، قال مصدر مطلع إن اتصالات رفيعة تجري بين مسؤولين مصريين وروس، للوقوف على حقيقة الأمر، موضحاً أن مصر طلبت تقديم أدلة الاستخبارات الروسية، التي استندت إليها بشأن تحطم الطائرة بعمل إرهابي.

وزير الطيران المدني المصري، الطيار حسام كمال، قال لـ"الجريدة": "ليس لدينا ما نخفيه، ولجنة التحقيق المصرية مستمرة في عملها، وروسيا لم ترسل لمصر حتى هذه اللحظات المعلومات التي تم نشرها، وأكد أنه لن يتم التعامل مع الأمر على أنه أمر واقع وسننتظر نتائج التحقيقات، ولن نُخفي أي معلومات سواء قنبلة أو غيرها".

مصدر رفيع قال إن وفداً روسياً رفيع المستوى سيزور مصر خلال الساعات القليلة المقبلة، ويضم عناصر من الاستخبارات الروسية "KJB" ومسؤولين عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي لمقابلة مسؤولين مصريين، لاطلاعهم على ما توصَّلت إليه روسيا.

ردود فعل

المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، اللواء طيار هشام الحلبي، أعرب عن دهشته من إعلان موسكو أنها عثرت على آثار مواد متفجرة على حطام الطائرة، في الوقت الذي لاتزال فيه لجنة التحقيقات تباشر عملها، موضحاً لـ"الجريدة" أن اللجنة هي الجهة الوحيدة التي يحق لها إصدار تصريحات بشأن أسباب التفجير، وقال: "تحليل بيانات الحادث يحتاج إلى شهور وربما تصل إلى عام، وهو الأمر المُتعارف عليه في حوادث الطائرات".

بدوره، قال أستاذ القانون الدستوري في جامعة المنصورة، الشافعي بشير، إنه في حال أعلنت لجنة التحقيق في الحادث أن ناسفة هي سبب سقوطها فإنه يحق لروسيا مطالبة مصر بتعويضات لمواطنيها، وقال: "إعلان روسيا أنها ستلجأ إلى تطبيق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة يعني أنه من حقها تتبع المسؤولين عن تفجير الطائرة".

في السياق، قالت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، إن أكثر من 72 ألف سائح روسي تم إجلاؤهم حتى الآن من المنتجعات السياحية المصرية، بعد تعليق حركة الطيران الروسية مع مصر، وقال نائب رئيس الحكومة الروسية، أركادي دفوركوفيتش، إن الأجهزة المختصة قدرت عدد المواطنين الروس الموجودين في مصر في رحلات سياحية، في بداية نوفمبر الجاري بنحو 80 ألف شخص، لافتاً إلى أنهم يغادرون البلاد حالياً مع انتهاء إجازاتهم، دون أن تأتي بدلاً منهم أفواج سياحية جديدة من روسيا.

back to top