روسيا تضرب «داعش» لأول مرة... وغاراتها مستمرة 4 أشهر

نشر في 03-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-10-2015 | 00:01
No Image Caption
• موسكو تحمل على «الفتح» وتستهدف «تجمع العزة» المعتدل

• لافروف يدافع: هدفنا الإرهاب كما تفعل واشنطن

• قمة روسية - فرنسية في الإليزيه

• محادثات تفادي الاحتكاك الجوي بلا نتيجة

• «الائتلاف» يحذر من تصعيد النزاع
مع تصاعد الاتهامات والضغوط على موسكو لتركيزها على المعارضة السورية المعتدلة، ضرب سلاح الجو الروسي في اليوم الثاني من عملياته محافظة الرقة معقل تنظيم "داعش" لأول مرة، في حين أعلنت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب استمرارَ الغارات والعمليات في سورية نحو 4 أشهر بوتيرة تصاعدية.

شنّ الطيران الروسي لأول مرة مساء أمس الأول غارة على الرقة معقل تنظيم "داعش" في شرق سورية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 جهاديا بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أمس، أن ضربة نفذتها طائرة بدون طيار استهدفت الأطراف الغربية للمدينة ومنطقة مطار الطبقة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن غارة الرقة تأتي في سياق عمليات قصف استهدفت أيضاً محافظات حلب وإدلب وحماة، موضحة أن قاذفات تكتيكية من طراز سوخوي- 34 استهدفت بصورة خاصة "مركزاً للقيادة مموها في كسرة فرج" جنوب غرب الرقة، كما قصفت الطائرات "معسكر تدريب" للتنظيم قرب قرية معدان جديد على مسافة 70 كلم إلى الشرق.

وفي إدلب، نفذت المقاتلات الروسية أمس غارات على "جيش الفتح"، دمرت بحسب تلفزيون "الميادين" ومقره لبنان، "مراكز قيادية وتجمعات في جسر الشغور وجبل الزاوية بريف المحافظة، إضافة إلى استهداف واقع يسيطر عليها "تجمع العزة" المعتدل المدعوم من الغرب في محافظة حماة المجاورة.

وأعلن المرصد أمس مقتل 7 مدنيين بينهم طفلان وامرأة في غارات جبل الزاوية الخاضع لبلدة الهبيط المجاورة، مذكراً بأن الغارات الروسية الأولى أوقعت الاربعاء 28 قتيلا وفي اليوم نفسه اتهمت المعارضة موسكو بالتسبب في مقتل 36 شخصاً، ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقول إنه يتوقع "حرباً إعلامية".

أمد الحرب

ومع تصاعد المخاوف في روسيا من إطالة أمد الحرب، أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أليكسي بوشكوف أمس أن الغارات الجوية في سورية ستستمر "من ثلاثة الى أربعة أشهر" وأن وتيرتها ستتصاعد.

وأكد بوشكوف، لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية، أن ضربات الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لم تكن مجدية بالقدر الكافي، وانه ينبغي الانتقال الى مرحلة اخرى في مكافحة "داعش".

وقال: "أعتقد ان التكثيف هو المهم. الائتلاف الأميركي تظاهر بقصف داعش مدة سنة، وليس هناك نتيجة. ان قمتم بذلك بشكل اكثر فاعلية، اعتقد ان النتائج ستظهر"، مبيناً أن "20 في المئة فقط من عمليات (الائتلاف الدولي) حققت نتيجة".

واعتبر بوشكوف أن "الأسد ليس هو المسؤول الوحيد" عن الفوضى في سورية وما يواكبها من قتلى منذ اربع سنوات، مؤكدا ان "دول الشرق الاوسط وبقدر جزئي دول الغرب التي دعمت التمرد المسلح هي ايضا مسؤولة عن هذا الوضع".

قمة الإليزيه

سياسياً، أجرى بوتين مباحثات حول سورية في الاليزيه مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ومن ثم مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.

وتصافح الرئيسان الفرنسي والروسي وهما يبتسمان في وقت تقوم خلافات كثيرة بين الغرب وموسكو وخصوصاً حول الاهداف التي تقصفها الطائرات الحربية الروسية في سورية التي باشرت حملة جوية في هذا البلد.

وفي محاولة لتفادي حصول تصادم في المجال الجوي السوري، أجرى مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) محادثات مع مسؤولين عسكريين روس أمس الأول، لكن لم يتضح بعد إن كانت أفضت الى نتيجة.

وأعلن المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك أن مسؤولين من الوزارة تباحثوا مع نظرائهم الروس مدة ساعة في اتصال عبر الدائرة المغلقة اتسم بأجواء "ودية ومهنية"، موضحاً أنه شمل مسائل مثل الترددات التي يجب ان يستخدمها الطيارون في حالات الطوارئ واللغة التي يجب التواصل من خلالها بين مختلف الطواقم الجوية.

وأضاف "كنا واضحين جدا ان الحد الادنى من الاولوية يجب ان يكون ضمان سلامة عمليات الطواقم الجوية فوق سورية".

واستنكر مسؤولون عسكريون أميركيون الاربعاء الماضي ان روسيا لم تعط سوى "بلاغ" مبهم قبل ساعة فقط من بدء الغارات الجوية دون ان تحدد زمان الغارات او مكانها مكتفية بمطالبة الائتلاف الدولي بتفادي التحليق في المنطقة. وفي الوقت الذي تشن فيه مقاتلات الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات بشكل شبه يومي في سورية، فإن وزارة الدفاع الاميركية قلقة من ان يؤدي اي تصادم مع مقاتلات جوية روسية الى حادث دولي.

 تصعيد النزاع

وأعلن أعضاء الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أمس ان الغارات الروسية ستؤدي الى تصعيد النزاع، ودعوا روسيا الى التوقف فورا عن استهداف مقاتلي المعارضة السورية.

وجاء في بيان مشترك أصدرته بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة ونشر على موقع وزارة الخارجية الاميركية، ان "هذه الاعمال العسكرية ستؤدي الى تصعيد اكبر وستزيد من التطرف والاصولية". وذكر البيان أن الضربات في محافظات حماة وحمص وإدلب أوقعت إصابات في صفوف المدنيين "ولم تستهدف داعش"، داعياً الروس إلى وقف هجماتها ضد خصوم الأسد والتركيز على مقاتلة التنظيم المتطرف بدلا من ذلك.

تركيا تتهم

واتهم رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أمس روسيا باستهدف مقاتلي المعارضة المعتدلة بضرباتها الجوية بهدف دعم نظام الأسد.

وفي تصريحات للصحافيين الأتراك على متن الطائرة، التي اقلته من اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، قال داود اوغلو: "النتيجة مقلقة جدا والعملية برمتها تستهدف مواقع الجيش السوري الحر".

 وذكر أن "هذا بوضوح يدعم النظام السوري الذي شارف على الانهيار ويساعد متطرفي داعش"، وأضاف "لا أظن انه من المفيد تدمير المعارضة المعتدلة"، مؤكداً انه بينما ايران، الداعم الرئيسي الدولي الآخر للاسد، تقدم الدعم إلى العناصر العسكرية على الارض، تقوم روسيا بدعم النظام من الجو. واعتبر البيت الأبيض أن موسكو لن تتمكن من هزيمة "داعش" إذا استمرت في دعم الأسد، مبيناً أنه يتعين على روسيا دفع تكاليف ضرباتها.

«النصرة» و«داعش»

في المقابل، دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الضربات، مؤكداً أن بلاده تضرب اهدافا لـ"داعش" و"النصرة" وغيرها من المجموعات الارهابية" تماما كما يفعل الائتلاف الأميركي.

وقال، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة: "نحن متفقون مع التحالف في هذه النقطة ولدينا المقاربة نفسها" بشأن الضربات.

وردا على سؤال عن مدى شعور واشنطن بالتناغم مع موسكو حول اهداف الغارات، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هناك تناغما في "المفهوم، لكننا لم نصل بعد حد ضمان السلامة والأمن وتقاسم المسؤولية".

(دمشق، موسكو، واشنطن، باريس- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top