خطاب سامٍ في وقت حامٍ وأمن وافٍ

نشر في 31-10-2015
آخر تحديث 31-10-2015 | 00:01
 ترفة العنزي مما جاء في الخطاب السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل الشريعي الـ14: "لقد ظلت الكويت بعون الله وفضله دار أمن وأمان وواحة رخاء واستقرار، ينعم أهلها بالحرية والتراحم وسط محيط تستعر فيه نيران الحروب الأهلية والصراعات الطائفية والعرقية، تخوضها جماعات وتنظيمات مسلحة أشاعت الفوضى والإرهاب، ونشرت الخراب والدمار، وتسببت في سقوط مئات آلاف القتلى والمصابين ونزوح آلاف المشردين من ديارهم".

وإذا حدث أن أخطأ فرد في حق الوطن أو المجتمع أو خان الأمانة وفرط بشرف الانتماء الوطني فلا يجوز أبدا التعميم على طائفته أو قبيلته بغير سند أو دليل، وأمام هذا الهاجس الذي بات يؤرق الجميع وعلى رأسهم والد الجميع وقائد الركب وربان السفينة إلى بر الأمان إن شاء الله، أخصص مقالتي لهذا الهاجس، فقد وردت لفظة الأمن صريحة في أكثر من موضع في القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".

 والأمن لغة من أمن يأمن فهو آمن، أي اطمأن ولم يخف، ويعني الاستقرار والاطمئنان، ويقولون أمن منه أي سلم، وأمَّن على ماله استودعه عند آخر، وهو سكينة للقلب يطمئن لها بعد اضطراب وخوف، والأمن ضد الخوف، والأمانة ضد الخيانة، وللأمن والحاجة إليه، لدى عالم الاجتماع ماسلو، أهمية قصوى في مدرجه المشهور، فتأتي الحاجة إلى الأمن مع الحاجات الرئيسة الغريزية بعد الأكل والمسكن، وهناك اشتقاقات ومسميات كثيرة للأمن، فقد دخلت هذه اللفظة على الكثير من المفاهيم، فغدونا نسمع عن الأمن السياسي والجنائي والأمن الدولي والأمن الداخلي والأمن الغذائي وغير ذلك الكثير.

 ولكنني سأركز على الأمن الاجتماعي، وهو مسؤولية تشترك فيها كل مؤسسات الدولة وهيئات المجتمع المدني وأفراد المجتمع، والأمن الاجتماعي يعني الحرص على استغلال كل الطرق والوسائل والسبل والإمكانات المتاحة في مجتمع ما لتحقيق الأمن الاجتماعي بهدف تأمين الاستقرار الداخلي للمجتمع، وحماية أمنه وتماسكه ووحدته الوطنية ومكتسباته المادية والمعنوية، ولتحقيق هذا المفهوم لا بد أن تتوافر ثلاثة عناصر رئيسة وأساسية، وهي العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، فبفقدان أحدها أو ضعفه يختل توازن المجتمع ويصيبه الضعف والترهل.

وبالمناسبة أحب أن أقدم خالص التحية والتقدير والشكر لنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وإلى جميع أركان الوزارة من وكلاء وضباط وأفراد الجهاز الأمني الذين يسهرون على حماية الأمن الداخلي للمجتمع، وإن كان هذا واجبهم، ولكن حقهم علينا أن نقدم لهم الشكر، خصوصاً ونحن نعيش في منطقة تغلي بأحداثها الأمنية على المستوى الداخلي والخارجي، والمتربصين بنا شراً كثر ينتهزون أي فرصة لتهديد الأمن الوطني خدمة لأسيادهم وتحقيقا لأطماعهم في هذا البلد المسالم، ونتمنى أن يكون العقاب صارما، وتنفيذه عاجلا لكل من يحاول الإخلال بأمن البلاد ونشر الفتن والمشاكل بالشارع الكويتي، فتصرف العصابات مرفوض جدا في كويت الخير، والحافظ الله يا كويت.

back to top