اوباما يهنىء بورما على الانتخابات.. والجيش يعد بانتقال هادىء للسلطة

نشر في 12-11-2015 | 14:30
آخر تحديث 12-11-2015 | 14:30
No Image Caption
أعلنت بورما الخميس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هنأ الأمة على اجراء انتخابات "حرة ونزيهة" فيما وعد قائد الجيش والحكومة بانتقال هادىء للسلطة بعد فوز حزب المعارضة اونغ سان سو تشي.

وقد هيمن الجيش على الساحة السياسية في بورما على مدى نصف قرن عبر مجلس عسكري حاكم ثم منذ العام 2011 عبر حكومة شبه مدنية يديرها حلفاؤه.

لكن حزب اونغ سان سو تشي "الرابطة الوطنية للديموقراطية" يتجه لفوز كبير في الانتخابات بعد حصوله على 85% من المقاعد بحسب النتائج التي أعلنت حتى الآن بعد انتخابات الأحد، ما يشكل خطوة كبرى في مسيرة الحزب الطويلة من أجل الديموقراطية.

وقال وزير الإعلام البورمي يي هتوت على صفحته الرسمية على فيسبوك أن أوباما "اتصل بالرئيس ثين سين لتهنئته وتهنئة الحكومة على نجاح تنظيم انتخابات تاريخية حرة ونزيهة".

وألقى الرئيس الأميركي بثقله في عملية الإصلاحات في بورما وزار هذا البلد مرتين منذ انتهاء الحكم العسكري في 2011.

وحث البلاد على معالجة عدم التسامح الديني وتشجيع ديموقراطية كاملة، كما شدد على معاناة أقلية الروهينغا المسلمين الذين منع عشرات الآلاف منهم من التصويت.

وفي اتصاله عبر أوباما للرئيس ثين سين عن "اعتزازه بهذا النجاح الانتخابي الذي يعد خطوة تاريخية"، مرحباً "بالإصلاحات الشجاعة" التي قامت بها الحكومة الانتقالية.

ولم يتسن الحصول على تأكيد لهذا الاتصال من قبل وزارة الخارجية الأميركية.

وبحلول صباح الخميس كانت الرابطة الوطنية ليدموقراطية حصلت على 273 مقعداً وينقصها 56 مقعداً لنيل الغالبية في البرلمان، ويرتقب أن تظهر نتائج رسمية إضافية الخميس.

وفي بيانين نشرا على فيسبوك، هنأ ثين سين وقائد الجيش الثوي مين اونغ هلاينغ حزب سو تشي على فوزه في الانتخابات ووعداً باحترام نتيجة الاقتراع والعمل مع الحكومة الجديدة.

ووعد قائد الجيش البورمي الذي يتمتع بنفوذ كبير الخميس "بالتعاون مع الحكومة الجديدة" التي ستشكلها اونغ سان سو تشي.

وقال الجنرال مين اونغ هلاينغ في خطاب أمام كبار المسؤولين العسكريين في البلاد نشر اليوم الخميس على صفحته على فيسبوك أن "الجيش سيفعل ما بوسعه بالتعاون مع الحكومة الجديدة"، وأضاف أنه "يمكن كسب ثقة الجمهور"، داعياً العسكريين إلى "الطاعة والانضباط".

وكان الرئيس ثين سين قال في بيان نشر مساء الأربعاء على الموقع الالكتروني للرئاسة "نريد أن نهنىء" اونغ سان سو تشي على "فوزها برضى الشعب" خلال أول انتخابات حرة منذ ربع قرن.

ودعت سو تشي الأربعاء إلى محادثات مصالحة وطنية مع قائد الجيش وثين سين مشددة على ضرورة حصول انتقال سلمي للسلطة.

لكن العديد من مناصري الرابطة الوطنية يشككون بالجيش وحلفائه في البرلمان المعروفين بقمعهم التحركات المطالبة بالديموقراطية والذي أدى إلى سقوط مئات القتلى وسجن آلاف.

وكان حزب سو تشي حقق فوزاً كبيراً في انتخابات العام 1990 لكن الجيش تجاهل النتائج وأحكم قبضته على السلطة.

وفيما واجه حزب الاتحاد والتضامن والتنمية المقرب من الحكم هزيمة في الانتخابات، لا يزال يحظى الجيش بحصة في البرلمان بموجب الدستور الذي صاغه.

وهذا يبقي سلطات كبرى في يده في مواجهة الدعم الشعبي الذي نالته الرابطة الوطنية للديموقراطية.

ويعين قائد الجيش 25 بالمئة من النواب العسكريين غير المنتخبين مما يمنح الجيش حق تعطيل القرارات في البرلمان. كما يعين وزراء أساسيين مثل وزيري الدفاع والداخلية.

والدستور الذي أعد عام 2008 يعرقل وصول اونغ سان سو تشي إلى الرئاسة كونه يمنع كل شخص متزوج من أجنبي أو له أولاد أجانب من شغل هذا المنصب.

وقد توفي زوج اونغ سان سو تشي البريطاني خلال الإقامة الجبرية التي كانت تخضع لها في بورما كما أن ابنيها بريطانيان.

وأكدت سو تشي أن حكومة ديموقراطية لن تسعى إلى المعاقبة على التجاوزات التي ارتكبها الجيش في السابق كما أن حصولها على غالبية برلمانية واسعة سيزيد من نفوذها في مواجهة كتلة الجيش.

ومع اتجاه حزبها للفوز، من المرجح أن تختار شخصاً لتولي الرئاسة بالوكالة عنها، في خطوة ستضعها في مواجهة مع الجيش.

وجرى التداول سابقاً باسم شوي مان الجنرال السابق وهو أيضاً رئيس البرلمان، كمرشح تسوية للرئاسة.

ودعي لاجراء محادثات مع سو تشي رغم أنه خسر مقعده في البرلمان.

وبموجب النظام السياسي المعقد في بورما فإن الرئيس ثان سين يتولى منصبه حتى مارس من السنة المقبلة ما يترك فترة انتقالية طويلة تمتد على أشهر يخشى المراقبون أن تظهر مشاكل سياسية خلالها.

back to top