الغردقة... ريفييرا البحر الأحمر وعروسه

نشر في 12-09-2015
آخر تحديث 12-09-2015 | 00:01
بشمسها الساطعة وبحرها الفيروزي وشعابها المرجانية تنفرد بأجمل شواطئ العالم
اذا كانت الاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط، فان الغردقة المعروفة بين روادها بـ «ريفييرا البحر الاحمر» هي عروس البحر الاحمر، نظرا لجمال شمسها الساطعة وبحرها الفيروزي وشعابها المرجانية. وبالرغم من أنها مدينة شهدت جميع العصور الغابرة في مصر، فإنها تعتبر حديثة المولد، فقد اكتشفت قيمتها السياحية في مطلع القرن العشرين، فأصبحت أحد أهم واقوى المقاصد السياحية في مصر.

من القاهرة إلى مدينة الأحلام عاصمة محافظة البحر الأحمر، وصل الوفد الإعلامي العربي إلى مطار الغردقة الجوي على متن طائرة مصر للطيران، في رحلة استغرقت نحو ساعة واحدة، فبعد يومين مكثهما في قاهرة المعز بدعوة كريمة من هيئة تنشيط السياحة المصرية، زار خلالها أبرز معالم العاصمة المصرية وجال في شوارعها، اتجه إلى الغردقة كما هو مخطط مسبقاً في برنامج الرحلة ليظل فيها أربعة أيام كاملة، استمتع خلالها بشمس الغردقة الساطعة، وببحرها الفيروزي، وشعابها المرجانية الرائعة.

وتأتي أهمية مدينة الغردقة أو ريفييرا البحر الأحمر مقصدا سياحيا لمحبي البحر الأحمر، لكونها تنفرد بأجمل شواطئ العالم المطلة على البحر الأحمر، فهي قبلة محبي الرياضات المائية والباحثين عن الأنشطة الترفيهية، وأقام الوفد الإعلامي في فندق ماريوت الغردقة الذي يوفر العديد من الخدمات الفندقية والترفيهية المتميزة، فضلا عن طلته الخلابة على البحر الأحمر.

 ومعروف أن مدينة الغردقة التي أنشئت على ساحل البحر الأحمر إلى أن أصبحت عاصمة البحر، اكتسبت اسمها من أشجار الغرقد ذات الارتفاع الكبير، الذي ينمو بكثرة في هذه المنطقة، حيث كان الصيادون يأتون من شبه الجزيرة العربية، ويلتقون عند شجر الغرقد الذي كان نقطة التقاء الصيادين بعد الانتهاء من الصيد، ومن هنا اشتق اسم مدينة الغردقة.

وتعتبر مدينة الغردقة من أكبر المدن المصرية على ساحل البحر الأحمر، حيث تغطي مساحة 40 كم من الشريط الساحلي للبحر الأحمر، وتعد الوجهة السياحية المفضلة للمصريين والسائحين الوافدين من شتى بقاع العالم، فهي تجمع بشكل فريد بين الصحراء والشواطئ الخلابة.

وتضم الغردقة حوالي 24 جزيرة من أهمها جزيرة الزبرجد أمام ساحل برنيس، وجزيرة أبومنقار أمام شيراتون الغردقة، وجزيرة الجفتون التي تعتبر أول محمية طبيعية في البحر الأحمر والتي تشهد ظاهرة طبيعية مذهلة، لكونها من أهم المواطن الطبيعية لطيور النورس، حيث يسكنها نحو 50 في المئة من طيور النورس في العالم، إضافة إلى أنواع أخرى من الطيور والزواحف. كما تضم هذه الجزيرة الغنية بالحياة الفطرية 14 موقعاً من أجمل مواقع الغوص بالغردقة، حيث تتميز برمال شواطئها الناعمة ومناظرها الجميلة.

سهل حشيش... لا يطوفك

ومن ضمن المقاصد التي لا يمكن تفويت الفرصة لزيارتها في الغردقة منتجع سهل حشيش، الذي يبعد عن مطار الغردقة مسافة 20 كم فقط، ويضم مجموعة متنوعة من الفنادق العالمية والمناطق المخصصة للغوص وملاعب الجولف ومجمعاً لصالات السينما، إلى جانب مرسى "مارينا" الشهير.

فهذا المنتجع الذي كان ضمن برنامج الرحلة لا يعد من أشهر منتجعات الغردقة فحسب، بل انه احد أكثر المنتجعات جمالاً على ساحل البحر الأحمر بأسره، ويعد هذا المنتجع المقصد المثالي للنزلاء الراغبين في الخصوصية والرفاهية، فيستطيعون استخدام شاطئه الخاص، والمتاجر الراقية والمخصصة لتلبية الاحتياجات اليومية للنزلاء، إلى جانب مراكز اللياقة البدنية والصحية.

كما يضم سهل حشيش العديد من المنتجعات والفنادق الفاخرة التي ترمي إلى خلق البيئة المثالية للقادمين لإمضاء عطلة أحلامهم في الغردقة حيث تقع تلك الفنادق على بعد 18 إلى 25 دقيقية بالسيارة ومتوافر فيها المرافق الترفيهية، منها على سبيل المثال مراكز الاسترخاء والمرافق الرياضية المختلفة والمسابح، ومراكز خاصة للغوص المجهزة بجميع المعدات اللازمة، لضمان أمن واستمتاع المقيمين فيه، فضلاً عن العروض الفنية والترفيهية التي تقدمها الفنادق.

وفي خليج سوما تجد عشاق الإثارة والمغامرات، حيث يشتهر بمجموعة متنوعة من الأنشطة والرياضات البحرية المعروفة عالميا، والتي تشمل الغوص، والتزلج على الماء، وركوب الأمواج، بالإضافة إلى الإبحار في الطوافات وزوارق الليزر للمحترفين والمبتدئين.

وعلى بعد 20 كلم عن مطار الغردقة ناحية الشمال تجد منتجع الجونة، الذي وصل اليه الوفد الإعلامي في صباح اليوم الأخير للرحلة.

 وبحسب ما تمت مشاهدته فإن المنتجع يعد الوجهة المناسبة للباحثين عن الاستجمام والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية في آن واحد، فلهواة الاستجمام، يضم المنتجع الكثير من الفنادق التي تعتبر من التحف المعمارية العالمية كفندق شيراتون ميرامار وفندق ومنتجع موفنبيك، بالإضافة الى مجموعة من الفنادق العالمية لقضاء أمسيات رائعة.

وفي الجونة يستمتع السائح بأنشطة متعددة خلال النهار تشمل الرياضات مثل التنس، والاسكواش، وركوب الدراجات، وركوب الخيل، والكرة الطائرة الشاطئية، وغير ذلك من الأنشطة الترفيهية، أما في المساء فتمنح الجونه زائريها فرصة لقضاء سهرة فريدة من نوعها في قلب الصحراء الساحرة، حيث يمكنهم الاستمتاع بالعشاء وسط أجواء احتفالية ذات طابع بدوي.

ليالي الغردقة... ألف ليلة وليلة

ألف ليلة وليلة، هو اسم العرض اليومي طوال السنة الذي تقيمه قرية ألف ليلة وليلة في مسرحين ضخمين جداً. عندما تصل إلى القرية وتدخل الى الباب تشعر كأنك في "خان الخليلي"، حيث المحال هناك تبيع قطعا تذكارية وتراثية، ومطاعم صغيرة وكافيتريات إلى جانب مقاهي تدخين الأرجيلة، كل هذا بإمكانك عمله إلى أن يبدأ العرض الأول، وهو عرض للفنون الشعبية المصرية تتخلله فرقة للرقص الشعبي على وقع الفلكلور المصري.

وبعد الاستمتاع بهذا العرض يتم الانتقال إلى مدرج مثل ملعب الكرة لمشاهدة عرض الصوت والضوء، والذي استمع خلاله رواد العرض إلى التاريخ المصري العظيم الذي امتد نحو 5 آلاف سنة.

منتجع بورت غالب

ويعد منتجع بورت غالب، الذي يتميز بموقعه بين الصحراء الشرقية الساحرة والبحر الأحمر الغني بالشعاب المرجانية الخلابة، من أهم المناطق السياحية، ويضم 309 غرف رئيسية مزودة بجميع مظاهر الرفاهية والراحة، و14 جناحا تطل جميعها على البحر الأحمر، أو البحيرة الصناعية أو الحدائق الساحرة.

واستكمل الوفد جولته في البحر الأحمر في مدينة مكادي السياحية، التي تقع المدينة في قلب خليج مكادي جنوب مدينة الغردقة بحوالي 30 كم، ذلك الخليج المائي ذو الطبيعة الرومانسية الرائعة، ويعد من الأماكن السياحية المتكاملة، ومشروع مدينة مكادي مصمم كمنتجع سياحي فريد لمن يبحث عن أسلوب معيشة المنتجعات.

وفي حديثه مع الوفد الإعلامي، قال الدليل السياحي علاء قمر، إن مدينة الغردقة يوجد بها قرابة 160 فندقا، فأغلبية الفنادق العالمية المعروفة موجودة بالغردقة، وتوفر كل أنواع الترفيه للنزلاء، حيث يوجد بها الأنشطة البحرية متمثلة في مراكز الغوص والاكوا سنتر.

وشرح قمر للوفد الإعلامي أهم المناطق الموجودة بعاصمة البحر الأحمر، ومنها منطقة الدهارdown town، وهي معروفة بالبازارات والمقاهي والاكواريوم (متحف الأحياء المائية)، إضافة إلى منطقة السقالة، وهي منطقة البازارات الرئيسية، ثم منطقة الممشى السياحي بطول 4 كم، والتي يوجد فيها 3 مناطق سياحية في المسافة بين الغردقة وسفاجا جنوبا.

أخيرا وليس آخر، قال الدليل السياحي قمر للوفد الإعلامي العربي، الذي ضم صحافيين من الكويت، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية: "لمن يبحث عن عطلة مليئة بالأنشطة والتشويق للغوص، أو لممارسة الرياضات المائية، أو الاستجمام والترفيه، عليه زيارة الغردقة، فأبوابها مفتوحة أمامكم وترحب دائماً بكم".

 باقة ورد لـ «قمر»

باقة ورد إلى الدليل السياحي في هيئة تنشيط السياحة علاء قمر، الذي رافق الرحلة خلال وجوده بمدينة الغردقة، وشعر كل من اقترب منه بمدى حبه لعمله واخلاصه له، ونرسل مع الباقة الدعاء له بأن ينعم الله عليه بموفور الصحة والعافية، وأن تظل البسمة مرسومة على وجهه.

... وأخرى للمقدم عبدالرحيم الزهيري

باقة زهور معطرة إلى المقدم عبدالرحيم الزهيري من المباحث الجنائية في مديرية أمن البحر الأحمر، على حسن تعامله مع الوفد الإعلامي، فهو شعلة نشاط، يعطيك ألف عافية... وعساك ع القوة.

شكراً مصطفى عبده

رسالة شكر وباقة ورد يجب توجيهها إلى الجندي المجهول اختصاصي السياحة في هيئة تنشيط السياحة المصرية مصطفى عبده، الذي يعد الصندوق الأسود للمعلومات الخاصة بالمواقع الأثرية في مصر، فلا يوجد سؤال ليس له إجابة عنده، فأثرى النقاش في ردوده على استفسارات الوفد الإعلامي بشأن بعض المواقع التي تم زيارتها.

مصر «ادخلوها آمنين»... وربيع السياحة يعود من جديد

لم يكتف الوفد الإعلامي العربي بما قاله رئيس الهيئة العامة للتنشيط والسياحة المصرية سامي محمود، إن «مصر آمنة» لتكون مصدر معلومته الوحيدة، بل حرص الوفد على أن يتحرى دقة ما ذكره المسؤول في الحكومة المصرية بنفسه، حيث قضى الصحافيون العرب ستة أيام كاملة بين القاهرة والغردقة تجولوا في شوارعهما في جميع الأوقات، ولم يصادفهم ما يجعلهم يقولون غير ما ذكره محمود.

الوفد الإعلامي تجول في جميع ساعات النهار والليل في شوارع القاهرة والغردقة، ووجد انتشارا واسعا لقوات الأمن في أنحاء أم الدنيا، والسائحون يملأون شوارع الغردقة ليلا ونهارا (منهم من يمشي على الأقدام، وآخر عن طريق التاكسي الجوال، وثالث عبر سيارة قام باستئجارها)، ومعها تأكد الوفد أن الأمن في مصر عاد إلى شوارعها من جديد.

الشرطة في خدمة الشعب شعار وزارة الداخلية المصرية، لكن في المناطق السياحية الشرطة في خدمة السائحين، فالحكومة المصرية، حسب ما افاد المسؤول في هيئة تنشيط السياحة، تتخذ كل التدابير اللازمة لتأمين السائحين القادمين إلى مصر من جميع الجنسيات، استشعاراً منها بأهمية ذلك من كل النواحي.

وإذا كان الإعلام ينشر بين حين وآخرى أنباء عن حدوث تفجير ارهابي هنا أو هناك، الا انه لم يشهد يوما حدوث اي تفجير في أي منطقة سياحية يقصدها السائحون، وهنا كان تنبيه سامي محمود بأن مصر آمنة، لكن مشكلتها في الاعلام الذي يسلط الضوء على السلبيات ويترك الإيجابيات.

 «الجريدة» أثناء حديثها مع سائحة من روسيا بواسطة مترجم مصري في مقهى بمدينة الغردقة، عبرت الأخيرة عن سعادتها وحبها الشديدين لمصر ولأهلها الذين لم تفارق البسمة وجوههم، وعن الوضع الأمني قالت «لم أشعر بأي شيء يقلقني في رحلتي، بل بالعكس أشعر بأمان تام».

أما عن رأيها في مدينة الغردقة فقالت «راحة غريبة شعرتها فيها، ورغم أنني معتادة النوم مبكرا فإنني افعل عكس ذلك الآن حتى استفيد من كل دقيقة أقضيها فيها، فجميع الأماكن التي زرتها كانت محل سعادة بالنسبة إليّ».

وفي حديث مع المقدم عبدالرحيم الزهيري من مديرية أمن البحر الأحمر (الذي كان مرافقا للوفد الاعلامي خلال زيارته الرسمية للمناطق الأثرية)، أكد أن مصر ستظل بلد الأمن والأمان، وان عيون الشرطة لا تنام، وتسهر من أجل توفير الجو الملائم لزائري مصر الكرام، مشددا على أن الغردقة ستظل واحة الأمن والأمان.

 على كل، وإذا كان الرببع العربي، كما قال رئيس هيئة تنشيط السياحة، خريفا على السياحة في مصر، فإن هذا الخريف قد انتهى وبدأ ربيع السياحة يعود من جديد، بفضل الجنود المجهولين من رجال الجيش المصري والشرطة المصرية... فادخلوها بسلام آمنين.

back to top