وجع الظهر... مرض العصر!

نشر في 08-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 08-12-2015 | 00:01
No Image Caption
هل تعلم أنك تحتاج إلى تشغيل ظهرك بين 1500 و2000 مرة في اليوم وأن وجع الظهر أحد أبرز الأسباب المعاصرة لاستشارة الأطباء وأول سبب للتوقف عن العمل، وأنه مسؤول أيضاً عن 50% من الأمراض المهنية؟
من الحوادث الخطيرة إلى حالات السقوط المؤسفة، من الكرسي الذي نمضي عليه اليوم أمام شاشة الحاسوب إلى الحركات الخاطئة التي نكررها عن غير قصد أثناء النوم، ومن العمل إلى الرياضة، تتعدد العوامل التي يمكن أن تسبب وجع الظهر.
الظهر مركز جميع التشنجات اليومية. لكن يطرح خبراء الصحة لحسن الحظ بعض الحلول التي تسمح بتخفيف الألم.
بغض النظر عن نشاطاتنا اليومية، يخضع الظهر باستمرار لضغوط شديدة لأن العمود الفقري هو العنصر الأساسي في الجسم ويضمن ثبات الهيكل العظمي. لذا يجب أن نتعلم جميعاً الحفاظ على صحة الظهر على مر الحياة ونتجنب استنزاف قوته بلا مبرر عبر حمل أوزان ثقيلة أو اتخاذ وضعيات تزيد الضغط على الأقراص. بشكل عام، يجب أن يحافظ العمود الفقري على شكله الطبيعي وانحناءاته. إذا كنت تشعر بالألم في أغلب الأوقات حين تنهض، يجب أن تزيد الاهتمام بظهرك وتستكشف الخطوات التي تريحه.

أول سبب للطبيب

بات وجع الظهر {مرض العصر} مع أنه يدخل في فئة الأعراض. يمتد الظهر من العنق إلى الردفين وغالباً ما يتركز الألم في أسفل الظهر أو على مستوى الكليتين نتيجة إصابة أو مشكلة في أسفل العمود الفقري. يمكن أن تتضرر جميع أجزاء العمود الفقري: الفقرات، الأقراص، المفاصل، الأربطة، العضلات... ويمكن أن تصيب هذه الأوجاع الأعصاب التي تنبثق من النخاع الشوكي وهذا ما يسمى بألم عرق النسا.

دور أساسي

يتألف الظهر من فقرات منفصلة أو شبه منفصلة وأخرى متلاحمة، ويشمل مفاصل عدة تضمن دعم الجمجمة وحركتها، وتحريك العنق والظهر، وترابط الضلوع التي تحيط بتجويف البطن، وحماية النخاع الشوكي. من الواضح إذاً أن الظهر يؤدي دوراً أساسياً في تحديد مستوى القدرات الجسدية والرشاقة.

السبب

من جهة، ثمة أسباب طبية للمشكلة: تشوهات في الفقرات منذ الولادة، أمراض في الأقراص الواقعة بين الفقرات أو الأربطة، فصال عظمي بسبب الشيخوخة، التهاب الفقار اللاصق، أمراض تنكسية... ومن جهة أخرى، يتعلق بعض العوامل بأسلوب الحياة: وضعيات سيئة خلال النشاطات اليومية (نوم، عمل، مدرسة، سيارة...)، حمل، إجهاد، بدانة، صدمات جسدية ونفسية، ضغط نفسي، رياضات مكثفة أو غير مناسبة، عدم معالجة التشنجات العضلية بالشكل المناسب.

وجع أسفل الظهر

يشتدّ هذا الوجع في منطقة أسفل الظهر ويصبح حاداً أو مزمناً إذا امتد لأكثر من شهر. لكن لا يمكن تحديد سبب واضح للمشكلة لأن الوجع لا يرتبط بمرض معين. يتركز الوجع في أسفل الظهر في 85% من الحالات، وهو تشخيص شائع بين المرضى الذين يواجهون إعاقات معينة في حياتهم لأسباب اجتماعية واقتصادية أو مهنية أو نفسية.

ما مصدر الوجع؟

بشكل عام، ينجم وجع الظهر عن تشنجات في الأربطة أو الأوتار غداة جهود عضلية مكثفة أو متكررة تؤدي إلى اضطراب توازن فقرات الظهر والمفاصل. يمكن أن يتعلق السبب بالعضلات أو الأربطة أو الأعصاب.

لكن قد يظهر بعض الأوجاع العضلية أحياناً من دون القيام بأي مجهود. وإذا استمرت هذه الأوجاع، قد تفرض الضغوط على الفقرات وتسبب ألماً في الأربطة التي تضمن في العادة ثبات مفاصل العمود الفقري. حين تشتد الضغوط على العضلات، يؤدي اختلال توازن الفقرات إلى الضغط على الأقراص الواقعة بين الفقرات.

بحسب موقع الوجع، قد تتعلق المشكلة بالعصب الفخذي أو العصب الوركي. يمتد وجع العصب الفخذي في الجهة الداخلية والعليا من الفخذ، بينما يمر وجع العصب الوركي وراء الردفين وينزل إلى القدم عبر الجهة الخارجية من القدم. لكن إذا ظهر الألم من دون بذل الجهود أو التعرض لأي إصابة مباشرة وإذا لم تنجح الأدوية في معالجته، يجب البحث عن مصدر التشنجات التي تؤدي إلى اختلال توازن المفاصل.

الفصال العظمي

يمكن التحدث عن الفصال العظمي إذا لم يكن مصدر الوجع محدداً. يترسخ هذا الخلل بعد عمر معين ويمكن معالجته عبر استعمال مسكنات الألم أو مضادات الالتهاب. لكن يواجه بعض الناس أعراض الفصال العظمي من دون أن يشعروا بوجع في الظهر. لذا قد يُعتبر الفصال العظمي عاملاً مؤثراً في بعض الحالات من دون أن يكون السبب الوحيد للمشكلة.

الضغط النفسي

قد يكون الضغط النفسي عاملاً مؤثراً أحياناً، لكن لا يمكن اعتباره المسؤول الوحيد عن الوجع. ما من رابط فيزيولوجي مباشر بين الضغط النفسي ووضع الفقرات، لكن قد يكون التأثير غير مباشر.

قوة تأثير العضلات

تتصل العضلات بالعمود الفقري، لذا يمكن تفسير آلية ترسخ الألم بالطريقة التالية: تربط العضلات بين الوركين والعمود الفقري. إذا حصل تشنج في أي جزء منها، يضطرب الورك المرتبط بذلك الجزء ويتقوس العمود الفقري وينحني العَجْز الواقع بين الوركين ويتخذ خطاً أفقياً. هذا الوضع يسبب وخزاً بين الفقرات ويشكّل مصدراً للوجع في المرحلة اللاحقة.

رابط بالنظام الغذائي

لفهم مصدر الوجع الحقيقي، يجب تفسير الأوجاع غير المبررة التي نشعر بها عند النهوض من السرير أو أثناء التحرك في الحياة اليومية.

قد يؤدي الضغط على مسار نظام الأوعية الدموية المرتبط بأحد العضلات إلى فرط التوتر العضلي. لذا يجب تحديد موقع الضغط وسببه: في هذه الحالة، ترتبط المشكلة بالمساحة الواقعة بين مضخة القلب والحوض، أي البطن الذي يشمل جميع الأعضاء الهضمية.

نظام غذائي سيئ

تنجم الاضطرابات الهضمية عن أكل مفرط أو نظام غذائي سيئ. على المدى الطويل، تستنزف هذه العوامل قوة البنكرياس والكبد. كذلك، ينعكس فائض السموم المتراكمة (قهوة، شاي، شوكولاتة، تبغ، مشروبات غازية) على أداء الكبد، ولا تعود المادة الصفراء قلوية بالدرجة نفسها وتعجز عن إبطال مفعول حموضة المعدة. نتيجةً لذلك، لا يعود الرقم الهيدروجيني للجهاز الهضمي يتماشى مع عمل أنزيمات البنكرياس. فتضطرب عملية هضم المأكولات وتستلم الأمعاء الدقيقة عناصر لم تهضمها المعدة بالشكل المناسب. لذا يضعف غشاؤها ويصبح قابلاً للاختراق ويعجز عن تصفية المخلفات الهضمية. في هذه الحالة، تفرض حموضة الجهاز الهضمي إنتاج كمية مفرطة من الأنزيمات على حساب تركيب الأنسولين. هكذا يؤدي نقص الأنسولين إلى تراجع امتصاص السكر في الخلايا وزيادة تركز السكر في الدم، فيتحول فائض السكر إلى دهون. الوزن الزائد عامل مؤثر آخر على وجع الظهر. ينتج بعض الخلطات الغذائية، مثل إضافة اللبن أو الجبنة البيضاء إلى وجبات طعام التي تشمل الحبوب أو النشويات، تركيبات مختمرة تسبب النفخة.

مشتقات الحليب

حين تشيد الحملات التسويقية بمنافع مشتقات الحليب وتدعو المستهلكين إلى تناول الحليب على الفطور والألبان على الغداء والأجبان على العشاء، يسهل أن نفسر ارتفاع عدد المصابين بوجع في الظهر: أولاً، توقف 50% من الناس عن تصنيع أنزيم اللاكتاز الذي يفكك اللاكتوز إلى سكر يستطيع الجسم هضمه. ثانياً، من الشائع أن نجمع بين القهوة أو الشاي ونوع من مشتقات الحليب غير المختمرة على الفطور. لذا يسهل أن تضطرب عملية الهضم بسبب الجمع بين حمض الطنطاليك الموجود في القهوة أو الشاي ومشتقات الحليب.

تدابير وقائية

قد يؤدي وجع أسفل الظهر المزمن الذي يترافق مع هشاشة الغضروف إلى إضعاف منطقة أسفل الظهر وقد يسبب تشوهات في العمود الفقري مثل الجنف. حتى لو تلاشى الألم، يجب أن يحصل الغضروف على عنصرين مهمين: الكوندروتن والغلوكوسامين. ويجب إضافة السيليكا العضوية إليهما لأنها تسمح بتصنيع ألياف الكولاجين والإيلاستين التي تحافظ على مرونة الأربطة.

تأثير درجة الحموضة

يشتبه الأطباء في بعض الحالات بتأثير وظيفة الكبد لأن الكبد يحرق السكريات والدهون. يتحول فائض السكريات إلى دهون وينتج الجسم الأحماض وأكسيد الكربون. لإبطال مفعول الحموضة، يستعمل الجسم مخزونه من الكالسيوم الذي يشكل أساس الهيكل العظمي والمغنيسيوم الذي يساهم في ترخية العضلات.

نصائح فاعلة

خطوات حذرة

• عند القيام بمختلف الحركات، يجب أن يبقى جذع الجسم مستقيماً.

• استند إلى المغسلة خلال تنظيف الأسنان.

• لا تنحنِ فوق طاولة العمل لأي سبب.

• لا تلقِ بالركبتين معاً على الأرض لرفع ثقل معين. أبق واحدة من الركبتين على الأرض فقط.

• لا تنهض فجأةً من السرير: استدر على جنبك وارفع جذع الجسم ثم استند إلى يديك وانهض.

• للنهوض عن الأريكة، قرّب الردفين من الطرف وضع يديك على ركبتيك واستند إلى ذراعيك كي تنهض.

البدء منذ الطفولة

يجب البدء بحماية الظهر في مرحلة مبكرة جداً. لذا يجب ألا يحمل الطفل حقيبة ثقيلة. لحماية الطفل في الصفوف الأولى، يجب اختيار حقيبة عملية ومزودة بعجلات من دون أن يقطع مسافات طويلة.

وقف العادات السيئة

ثمة حركات كارثية بالنسبة إلى الظهر:

• حمل أوزان ثقيلة جداً.

• حمل الأغراض من دون ثني الركبتين.

• الانحناء عبر ثني الجسم إلى النصف بدل ثني الركبتين بهدوء.

• عدم توزيع الأوزان على جهتَي اليسار واليمين وحملها على جهة واحدة من الجسم.

رياضات فاعلة

إذا كنت تشعر بالألم، لماذا تتابع ممارسة رياضات غير متماثلة مثل التنس والإسكواش؟ في هذا النوع من الرياضات، تتركز الجهود على جهة واحدة من الجسم وتؤدي هذه الوضعية طبعاً إلى تفاقم الألم. إذا كنت لا تستطيع التوقف عن هذه النشاطات، حاول إعادة التوازن إلى العمود الفقري عبر ممارسة تمارين جسدية مناسبة أو رياضات تفيد الظهر مثل السباحة والتمارين البدنية. يجب التنبه أيضاً من الرياضيات التي تضغط على العمود الفقري مثل ركوب الخيل.

تغيير الفراش

يكون السرير غير المريح مسؤولاً عن ربع حالات وجع الظهر. يجب ألا يكون الفراش طرياً جداً، ويجب التنبه أيضاً إلى الوسائد المستعملة ووضعيات النوم. احرص على إبقاء العمود الفقري مستقيماً.

وضعية القيادة

قد تكون القيادة على مقاعد صلبة مؤذية للظهر. لذا يمكن شراء مسند مناسب لحماية الظهر أثناء القيادة.

مراقبة الوزن

تكون مشاكل البدانة والوزن الزائد مسؤولة عن حالات كثيرة من وجع الظهر. إنه أمر طبيعي لأن الظهر يجد صعوبة في تحمّل الوزن المتزايد. لتجنب تفاقم وضع العمود الفقري بسبب البدانة، يجب اتباع أسلوب حياة صحي بكل بساطة: ثلاث وجبات طعام متوازنة في اليوم، الإكثار من شرب الماء للتخلص من السموم، ممارسة نشاطات جسدية منتظمة، التوقف عن استهلاك المواد المنشّطة.

العمل في وضعية سليمة

يرتفع عدد الأشخاص الذين يعملون أمام الحاسوب. سواء كنت جالساً أو واقفاً، تُعتبر وضعية الجسم خلال العمل أساسية لحماية العمود الفقري. القواعد بسيطة: اختيار مقعد مريح يسند الظهر، وأخذ استراحات متكررة، وعدم إحناء الظهر بلا سبب.

وضعية مستقيمة

لا يجيد معظم الناس اتخاذ الوضعية الصحيحة أثناء المشي أو الأكل أو العمل. في الشارع، حافظ على استقامة ظهرك وكأنك تضع كتاباً ثقيلاً على رأسك. على المائدة أو وراء المكتب، لا تنحن ولا تضع مرفقيك على الطاولة وارفع صدرك وعنقك ورأسك.

اختيار حذاء مريح

يكون الحذاء مسؤولاً بدوره عن مشاكل كثيرة، وتحديداً بالنسبة إلى المرأة التي تنتعل كعباً رفيعاً وعالياً. لذا يجب أن تمتنع عن انتعال الكعب العالي أثناء العمل وقوفاً وأن تمارس الهرولة بحذاء رياضي. باختصار، يجب أن يكون الحذاء مناسباً لكل نشاط.

تقوية العضلات

تعطي تمارين تقوية العضلات أثراً واقياً على المدى الطويل. تستهدف عضلات البطن والظهر والفخذين وتساهم أيضاً في تصحيح انحناء العمود الفقري. يجب تحمية العضلات قبل القيام بأي نشاط رياضي على أن تشمل تلك التحمية جميع مناطق الجسم.

تمارين منزلية

• المشي على رأس الأصابع.

• ممارسة تمارين القرفصاء عشر مرات يومياً.

• القيام بحركة القرفصاء مع الحفاظ على استقامة الظهر.

• ممارسة تمارين تقوية عضلات البطن مع الحفاظ على وضعية عمودية وشد البطن لتجنب التواء العمود الفقري.

الجلوس بشكل سليم

تزداد الضغوط على الأقراص في وضعية الجلوس. يجب أن يبقى الحوض ثابتاً في المقعد والظهر مستقيماً. ويجب ألا يكون المقعد طرياً أو عميقاً أو منخفضاً بشكل مفرط وأن يتناسب ظهر المقعد مع شكل فقرات الظهر.

أدوات فاعلة لحماية الظهر

• حزام قطني: يمكن أن يستعمل العاملون الذين يحملون أوزاناً ثقيلة هذا الحزام لتجنب وجع أسفل الظهر أو إصابات الظهر. لكن لا يكون هذا الخيار فاعلاً دوماً لذا من الأفضل استشارة الطبيب أولاً.

• ملابس تحتية: تساهم الملابس التحتية التي تتكهرب بالاحتكاك في تحمية الجسم وتخفيف أوجاع الظهر.

• مشدّ لتثبيت الظهر: يمكن أن يستفيد الرياضي الذي يشعر بألم في الردفين أو وراء الفخذين من ارتداء هذا المشدّ. ثمة خيارات عملية وقابلة للنفخ وهي تمنع الضغوط المفرطة على أسفل الظهر.

• علاج وقائي بالحركة: يمكن تجنب الانتكاسات أو تخفيف حدة بعض الإصابات عبر العلاج بالحركة كونه يخفف الانقباضات العضلية.

• الجراحة: رغم التقدم الحاصل في مجال الجراحة، لا يمكن اعتبارها علاجاً سحرياً للظهر ولا يمكن اللجوء إليها أصلاً إلا بعد فشل الأدوية وبعد تحديد سبب الوجع والتأكد من الحاجة إلى الجراحة.

• علاجات متنوعة: يرتكز علاج وجع الظهر على مسكنات الألم الشائعة ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية والعلاج بالحركة الناشطة. ظهرت أيضاً فئة جديدة من أدوية {كوكسيب} ويمكن أن تتحمّلها المعدة أكثر من منتجات أخرى.

• الاسترخاء: لا بد من إقامة توازن عصبي ونفسي لتجنب أوجاع الظهر. لذا لا تتردد في ممارسة أفضل تمارين الاسترخاء في المنزل.

الثقة بأهل الاختصاص

• الطبيب العام: حين نشعر بوجع في الظهر، أول ما يجب فعله هو استشارة الطبيب العام لأنه يعرف تاريخ المريض الشخصي. بعد إجراء فحص عيادي، يمكن أن يطلب صورة بالأشعة أو يصف علاجاً طبياً أو يحيل المريض إلى اختصاصي آخر. هذه الاستشارة الأولية ضرورية عند الشعور بوجع مستجد لتشخيص الوضع أو إعادة تقييم مشكلة سابقة ومعالجتها.

• اختصاصي الروماتيزم: إنه الطبيب المتخصص بمشاكل المفاصل والعظام. في معظم الحالات، يوجه الطبيب العام المريض إلى هذا الاختصاصي إلا إذا اعتاد المريض على استشارته بسبب مشكلة مزمنة في المفاصل. يتحقق الأخير من التشخيص والعلاجات السابقة ويمكن أن يقرر إعطاء حقن موضعية من مضادات الالتهاب لتخفيف الألم عند الحاجة.

• طبيب الأشعة: يمكن أن تبرز الحاجة إلى طبيب الأشعة لإجراء فحوص تسمح برؤية البنى العظمية وتشخيص الحالة بدقة ومراقبة تطور المرض. في حالات محددة، قد يفضل الاختصاصي اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي لرصد أي انزلاق غضروفي.

• المعالج بالحركة: يكون هذا الاختصاصي متمرساً بإعادة تأهيل حركة ووظائف الجسم. يمكن أن يستعمل مقاربات مختلفة لتخفيف وجع الظهر: التدليك لفك التشنجات، العلاج الفيزيائي، العلاج بالمياه المعدنية، تدابير وقائية عبر تمارين تقوية العضلات، حصة من التمارين البدنية الجماعية أو الفردية.

• مقوم العظام: تقويم العظام هو علاج يدوي مبني على مجموعة من التقنيات غير المؤلمة. يمكن أن تخفف هذه المقاربة أوجاع المفاصل وتنعكس إيجاباً على الدوار والصداع النصفي واضطرابات النوم.

• المعالج بتقويم العمود الفقري: يستهدف هذا العلاج اليدوي العمود الفقري بشكل أساسي. يمكن اللجوء إليه كتدبير وقائي لتجنب أوجاع الظهر اللاحقة. تعطي هذه الجلسات العلاجية منافع للجهاز العصبي ككل ويمكن أن تعالج أعراض أخرى إلى جانب وجع الظهر. على صعيد آخر، يمكن الاستفادة من جلسات الاسترخاء واليوغا للشعور بالتحسن تزامناً مع أخذ العلاجات التي يصفها الاختصاصي.

العلاجات التقليدية

يفضل البعض استعمال العلاجات الطبيعية القديمة لتخفيف وجع الظهر. في ما يلي ثلاث وصفات يمكن تحضيرها بعد أخذ رأي الطبيب المعالج لتجنب أي مضاعفات غير مرغوب فيها.

أول وصفة لتخفيف الوجع

اخلط الطحين ومسحوق الفلفل الحلو إلى أن تحصل على عجينة ثم ضع الخليط في منديل كبير وأغلقه على شكل كمادة وضعها على منطقة الألم في الظهر. يجب أن تحافظ على هدوئك طوال ساعة أو أكثر لتخفيف وجع الظهر.

الوصفة الثانية لتخفيف الوجع في أسفل الظهر

بعد أن كانت الكمادات تُستعمل في الماضي لمعالجة هذه الأوجاع، يتجه الطب المعاصر إلى استعمال الرقع مثلاً. لكن لتحضير كمادة تقليدية، يمكنك أن تغلي القليل من دقيق الشوفان في الخل وتضع الكمادة على منطقة الألم وهي ساخنة لأنها لن تكون فاعلة بعد أن تبرد.

الوصفة الثالثة لتخفيف وجع الظهر والعنق

اخلط غرامين من الطين الأخضر مع الماء ثم أضف بضع قطرات من زيت زهرة العطاس. إذا أردت تحسين عطر الخليط أو زيادة فاعليته من الناحية التنفسية، لا تتردد في إضافة كمية صغيرة من زيت الكينا الأساسي مثلاً. ثم ادهن طبقة سميكة من الخليط في منطقة الألم. يمكنك تغطيته بورق الملفوف واحرص على أن يبقى دافئاً قبل أن تنزعه حين يبرد. يساهم هذا العلاج القديم في تخفيف وجع الظهر سريعاً لكن يجب أن تكرر العملية نفسها عند الحاجة.

أخيراً يجب اعتبار وجع الظهر مؤشراً تحذيرياً كونه يدل على وجود خلل وظيفي وقد يجعل المريض يلازم الفراش وقد يبقى صامتاً قبل أن يظهر بوضوح. يسمح تقييم وضع الظهر بتحليل الحالة الصحية ويفتح المجال أمام تبني نمط صحي جديد. من الأفضل تجنب الأدوية التي تكون سامة ويصعب أن يتحملها الجسم دوماً. من خلال احترام الخطوات والتدابير المناسبة، يمكن ألا يتحول وجع الظهر إلى مرض مزمن وحتمي.

back to top