طاش

نشر في 26-09-2015
آخر تحديث 26-09-2015 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب توقفت عن الكتابة فترة لكي أستطيع أن أحدد في أي اتجاه أكتب، وعن أي المواضيع أتحدث، هل أتحدث عن همومنا المجتمعية، أم أتحدث عن الفساد الموجود في أجهزة الدولة بلا استثناء، أم أتحدث عن تراجعنا في التنمية والتطوير مقارنة مع دول الجوار، أم أتحدث عما يدور ويحاك حولنا من مؤامرات لتدميرنا، أم أتحدث عن هويتنا وهيبتنا بين شعوب العالم؟

بصراحة كلها موضوعات واتجاهات مهمة، وواجب علينا التطرق إليها والحديث فيها، مع علمنا أن ما سنتحدث به سيغضب البعض أو يضايقهم، ولكنني أتمنى أن يكون هناك تحمل لما سيُطرَح، لأنه على أقل تقدير يمثل وجهة نظر تُطرَح في بلد ديمقراطي، يجب الاستماع إليها إن لم يكن احترامها.

لا نعلم لماذا تطلب الحكومات من الشعب أن يساندها، ويضغط على نفسه بكل الجوانب، ويتحمل ضيق العيش ونسيان الرفاهية، بحجة العجز في الميزانية، ونزول أسعار النفط المورد الأهم إن لم يكن الأوحد لميزانية الدولة، في حين أن الحكومة تاركة الحبل على الغارب في الصرف والعطايا والهدايا دون وجه حق، فكل ما يوزع ويعطى ويهدى ملك للدولة والشعب، فإن كان هناك عطايا وهدايا فينبغي أن تكون للجميع دون استثناء وبالعدل.

وإلا فبمَ نفسر "تثمين" بعض المزارع في الوفرة والعبدلي، هذا التثمين أو التعويض لماذا يصرف وبأي وجه حق يتم صرفه، أليست المزارع أراضيَ ملك للدولة أعطيت بغرض الاستنفاع والزراعة، ومتى ما احتاجت الدولة إلى الأرض ترجع دون مقابل، فلماذا يعوض المستنفع على المباني، ولماذا سمح له ببناء مبان، أليس الغرض من الاستنفاع إنتاجاً زراعياً؟

هذه الأمور تدمر البلد وتجعله يخسر موارده، فلا يجوز أن تسترجع الدولة أراضيها بإكرامية مليونية للمستنفع، يكفي أن تخصص له أرضا بديلة، ومن بنى هو من يتحمل الخسارة.

قد يظن ظانّ أن "العين" مفتوحة على المزارع فقط... لا، فكذلك الحال بالنسبة للشاليهات، والجواخير والشويخ الصناعية، كلها أملاك الدولة تستأجر بأبخس الدنانير، والمستأجر يبيعها كيفما شاء، فأرض الدولة تباع بعلم الدولة، بفلوس الدولة، بعلم حكومة الدولة، وتريدون تنمية وتطويراً.

عندما كنا صغاراً في "الفريج" كان يأتي "التنكر" لتعبئة الماء في البيوت، فعندما يمتلئ الخزان وبزيادة، يخرج الماء الزائد من أعلى الخزان، فكنا نقول ساعتها "طاش الماي"، واليوم خزاننا طاش والفساد طاش والسرقات طاشت... وخوفي أن يأتي يوم نكون نحن من هذا البلد "طاش"... وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top