Joy... مرح وسحر

نشر في 02-01-2016 | 00:00
آخر تحديث 02-01-2016 | 00:00
مَن يحتاج إلى حبكة؟ تبين في الآونة الأخيرة أن أفضل الأفلام وأكثرها تميزاً كانت تلك التي تسير في اتجاهات عشوائية غريبة، حتى إن بعضها أعده الكاتب/المخرج ديفيد أو. راسل، الذي قدمت لنا حاسته السادسة بشأن ما قد يحبه الجمهور The Fighter، Silver Linings Playbook، وAmerican Hustle. واللافت أن قصصه المميزة التي تحمل الفكرة ونقيضها قد تتحول في الوقت عينه إلى مسلسل غريب، قصة خرافية بأوجه اجتماعية، وتحية مميزة إلى النسيج الأخلاقي للطبقة الوسطى الأميركية.

 يشكل Joy التعاون الثالث بين الكاتب/المخرج ديفيد راسل والفريق الذي يضم جينيفر لورانس، برادلي كوبر، وروبرت دينيرو، ويتألف من الخليط المميز المعتاد من المرح والميلودراما، فضلاً عن كثير من السحر. نتيجة لذلك، يسهل على المشاهد الانجذاب إليه.

نلتقي جوي كتلميذة شابة تطوي الأوراق بطريقة مبتكرة وتصنع منها منازل حيث ستعيش بسعادة إلى الأبد. وتجعلها أحلام المراهقة هذه (من هذه المرحلة فصاعداً تؤدي دورها لورانس المشرقة) تقع في حب مغنٍ لاتيني وسيم (إدغار راميريز). وبعد علاقة متعثرة، ينتقل من زوج إلى زوج سابق يعيش في قبو منزل جور المتداعي في لونغ أيلند ويشاركها في تربية ولدين.

يزيد والدا جوي المطلقان الوضع تعقيداً. فتعيش أمها اللامبالية (فيرجينيا مادسن) معها. تمضي الوقت في سرير قرب المدخل حيث تشاهد المسلسلات التافهة طوال اليوم، كما لو أن مشاكل الحياة حولتها إلى إنسان لا طائل فيه. أما والد جوي الذي يملك مرأباً ولا يكف عن التذمر (دينيرو)، فيلجأ إليها بحثاً عن مسكن، بعد أن تركته زوجته الثانية، وهي في طريقها إلى محكمة الطلاق، عند باب منزل الأسرة كما لو أنه بضاعة تالفة.

تواجه جوي، التي تفتقر إلى المال، رجلين غير ناضجين يقيمان في قبو منزلها، امرأة لا ترفع عينيها عن شاشة التلفزيون، وولدين حقيقيين يحتاجان إلى رعاية. يعالج الفيلم هذه القصة بمرح خفيف، مع أنه لا يخلو من لحظات ألم وحزن قويين.

صحيح أن الفيلم التقليدي من هذا النوع يمضي قدماً مع عثور البطلة على حب جديد متفتح وتسير تطوراته نحو نهاية سعيدة، إلا أن Joy يتفادى الأفكار النمطية. فبدل البحث عن حبيب جديد لينقذها، تتحول بطلتنا إلى فارس بدرع قديمة.

يشمل سعيها المتعثر نحو الحلم الأميركي صعوبات لا نهاية لها، بعضها خطير وبعضها الآخر مضحك. ينجح الفيلم في تصويرها كامرأة عادية ذكية وطموحة، لا كملاك مبجل. نتعرف إلى الجزء الأكبر من قصة جوي من خلال ذكريات ترويها جدتها المخلصة (عودة مميزة إلى الشاشة لديان لاد التي طال غيابها). صحيح أن الآخرين يلومون جوي على المشاكل التي تقع، ولكن الجدة لا تراها شابة عنيدة فاسدة، بل هي الشخص الوحيد القادر على دفع كل جيل محتاج من هذه العائلة قدماً.

فيما نتتبع رحلة جوي المثيرة للاستياء، تنجح لورانس المبدعة في تقديم كل مشهد ببراعة. فتعكس كل شعور يحتوي عليه النص (وأكثر بعد) بذكاء وقوة. فنشاركها في فرحتها عندما تبدأ النجاحات التي طال انتظارها بالتراكم. ونعجب بشجاعتها حين تدفعها ظروف الحياة مجدداً نحو الأسفل. لا يكتفي هذا الفيلم بالتشديد على نجاحها كسيدة أعمال فحسب، بل يعكس لنا بوضوح تطورها وتحولها إلى امرأة مستقلة.

back to top