ضبط النفس... أكتوبر قد يكون الأسوأ في عالم الأسهم
هذه نصيحة إلى المستثمرين الذين يتطلعون إلى قسط من الراحة بعد التقلبات الحادة التي شهدتها أسواق الأسهم في الآونة الأخيرة.يقول جوليان إيمانويل المدير التنفيذي لاستراتيجية الأسهم والمشتقات الأميركية لدى بنك يو بي اس «توقع ما ليس متوقعاً وتعود على حدوث صدمات كبيرة، حتى إن اتسمت حركة السوق بإيجابية، ورغم اننا نترقب حدوث تحسن في الربع الأخير من السنة، فإن السوق المالي سيظل متقلباً».
خلال العشرين سنة الماضية كان أكتوبر هو الشهر الأكثر تقلباً بالنسبة الى الأسهم. وقد تتبع هذه السنة أسلوب 2011 و1998 و1990 عندما أعقب الهبوط الحاد في شهر أغسطس المزيد من التراجع في شهر أكتوبر.ويقول كريس فيرون، وهو رئيس قسم التحليل الفني لدى ستراتيغاس ريسيرتش بارتنرز Strategas Research Partners الشركة المتخصصة في التحليل المالي والأسواق «نحن في فترة موسمية مهمة يكون فيها أغسطس وأكتوبر شديدي التقلب. نحن لم نفرغ من التصحيح تماماً بعد وعملية الإصلاح تحتاج إلى عدة شهور، وقد عاد جزء منها ليبلغ مستويات متدنية».عمليات تراجعفي عام 2011 خفضت أزمة ديون أوروبا السيادية مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 7.2 في المئة خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس، وبحلول منتصف شهر أكتوبر مر المؤشر عبر 6 عمليات تحسن و5 عمليات تراجع وهبط بما يصل إلى 6.7 في المئة في يوم واحد. وفي تراجع من 6 أسابيع بدأ في شهر أغسطس من عام 1998 اختبر مؤشر اس آند بي 500 أربع عمليات ارتفاع في الأسعار و4 عمليات هبوط مع مواكبته لإدارة رسملة طويلة الأجل وتباطؤ اقتصادي في آسيا وروسيا وأجزاء من أميركا اللاتينية، وحدث أسلوب مماثل في انكماش خريف سنة 1990. وفي كل حالة استعادت الأسهم مسارها الصاعد بعد حوالي شهر تقريباً في أعقاب تحت الحد المنخفض الذي بلغته في شهر أغسطس.وفي هذه المرة بدأ التقلب نتيجة الانخفاض في قيمة اليوان الصيني وعدم اليقين حول بدء مجلس الاحتياط الفدرالي برفع معدلات الفائدة. وفي أغسطس هبط نؤشر اس أند بي 500 بنسبة 10 في المئة في أربعة أيام، وكان أول هبوط بهذا الحجم منذ سنة 2011. ومنذ ذلك الوقت حدثت ارتفاعات يومية في السعر بما يصل الى 4 في المئة وهبوط بنسبة 3.5 في المئة.وعلى الرغم من ذلك وبعد هبوط لخمسة أيام انتهت في 28 سبتمبر الماضي عاد المقياس الى الارتفاع في أطول وتيرة في السنة، وكسب 5.6 في المئة خلال خمسة أيام حتى الخامس من شهر أكتوبر. وفي خضم الاضطراب خفض 12 من 21 استراتيجياً شملهم استطلاع «بلومبرغ» تقديراتهم لنهاية السنة بالنسبة الى سوق الأسهم. ويشير تخمينهم الآن الى أن مؤشر اس أند بي 500 سينهي هذه السنة عند 2142، أي بمكاسب تبلغ 4 في المئة لهذه السنة و8.2 في المئة عن اغلاق 6 أكتوبر، وهو لا يزيد كثيراً عن متوسط ارتفاع 6.7 في المئة الذي حدث في الربع الأخير منذ عام 2009.وحتى المسار الصاعد قد لا يكون سهلاً. وقد تخطت بعض المؤشرات الرئيسية مستويات شهر أغسطس، بينما وصل مؤشر راسل 2000 للشركات الأصغر الى مستويات متدنية جديدة للسنة بعد عمليات بيع لأسهم التقنية الحيوية في شهر سبتمبر. وبعض الصناعات في مؤشر اس أند بي 500 مثل الرعاية الصحية والمواد هبطت أيضاً في أواخر سبتمبر عن مستوياتها المتدنية في شهر أغسطس. هبوط فصليالشيء التالي الذي يمكن أن يقلق السوق هو مكاسب الشركات، بدءاً بشركة الألمنيوم العملاقة الكوا Alcoa في 8 أكتوبر. وبشكل اجمالي تشير التقديرات الى انكماش أرباح الربع الثالث بنسبة 6.9 في المئة، وهو أكبر هبوط فصلي منذ عام 2009 وفقاً لتقديرات محللين. وسيستعرض ألان غيل وهو استراتيجي رفيع لدى شركة RidgeWorth Investments في أتلانتا التقارير لمعرفة ما تقوله الشركات عن وضعها في سنة 2016، ويقول إن شركات المستهلكين والسيارات تبلي بلاء حسنا «وأن أنشطة السكن تتعافى، ويشير ذلك كله الى أن الاقتصاد الأميركي يقف على أرضية صلبة».عنصر التأثير الآخر في السوق سيتمثل في الصين التي تقوم بجهود جديدة لتحسين اقتصادها المتباطئ. ويقول مايكل بيورفز وهو كبير الاستراتيجيين العالميين لدى ويدن Weeden «أنا أبحث عن معلومات حول الاقتصاد الصيني لأظهر أن التحفيز الذي تستخدمه ناجح فعلاً. وإذا حصلنا على المعلومات الصحيحة من الصين فسنحصل على المعلومات الصحيحة من الولايات المتحدة».ومع وجود الكثير من الجوانب الغامضة، فإنه من المحتمل أن يتقلب السوق نتيجة تفاعل المستثمرين مع كل دليل جديد على اتجاه الاقتصاد، بحسب بيروفز الذي يضيف «حتى مع معلومات اقتصادية جيدة سيكون متقلباً».وكانت توقعاته لنهاية السنة بالنسبة الى مؤشر اس أند بي 500 الأعلى بين 21 شركة رصدتها «بلومبرغ»، قبل أن يخفض تقديراته بنسبة 13 في المئة في الخامس من شهر أكتوبر الجاري. وهو يتوقع الآن ما يدعوه «سوق الذئب» مع تحولات حادة ولكن من دون اتجاه واضح.الطريقة الأفضل بالنسبة الى المستثمرين لتخطي الذئب هي التزام الهدوء.يقول ايمانويل من بنك يو بي اس «نحن نظن أنها مسألة حيوية بالنسبة الى المستثمرين تفادي الخوض في التقلبات اليومية للسوق، والالتزام بدرجة أعلى من الانضباط والتحكم بالعاطفة تجاه التقلبات الكبيرة».