«المنجنيق»... الأحياء أموات في عبثية الحياة

نشر في 06-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-12-2015 | 00:01
No Image Caption
السينوغرافيا البطل الأقوى في العرض المسرحي
تتواصل المنافسة بين الفرق المسرحية المشاركة في الدورة السادسة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي، حيث قدمت فرقة ليدرز برو للإنتاج الفني العرض المسرحي "ثاني أكسيد المنجنيق"، وهو بطولة كل من عبدالمحسن القفاص، وعبدالعزيز الصايغ، وهنادي قربان، وعبدالله الحسن، وسعاد الحسيني، وصالح العماني، وتأليف سامي بلال، وإخراج أحمد الحليل.

دائرة من التشاؤم انتهت من حيث بدأت من خلال سلسلة من الحوارات المبعثرة المليئة بالصمت والخوف من المجهول، حيث تتمحور قصة المسرحية التي صاغها المؤلف حول مجموعة من البشر يسكنون القبور في حالة من الذعر والثورة مع الذات، فلا مأوى لهم سوى تلك القبور مع الموتى، فمن خلال أحداث لا تدعو إلى التفاؤل كان الصمت أبلغ من الكلام لدى أبطال العمل، وهو ما يدعو إليه مسرح العبث الذي يبتعد كل البعد عن الصراع والحبكة البعيدة عن المنطقية اللامعنى لها لأفكار غير منطقية أو تدلو لشيء لتنتهي الأحداث من حيث بدأت بفكر فلسفي غريب الأطوار، وهو ما استطاع أن يدلو به المؤلف.

رؤية إخراجية

الرؤية الإخراجية التي قدمها لنا المخرج الحليل كانت متناسقة مع النص إلى حد كبير، ولم يشتط خارج إطار فكر المخرج، فأقحم حالة السوداوية من خلال رسمه لحركة الممثلين داخل تلك التوابيت البلاستيكية التي بعثرث على خشبة المسرح، وجعل ممثليه قي حالة من العزلة البحتة لكل منها هواجسها ومخاوفها، إلا أن السرد التشاؤمي خلقت حالة من الفجوة ما بين الحدث والجمهور، ولم تعط كل قضية أو إشكالية عمقها من خلال الشخصيات مثل قضية القمع، ووأد صوت المرأة، وجعل شخصية ابن الشهيد هي الأبرز، وعدم وضوح مطالب السلطة من حيث هدم القبور، وإقامة منشأ سياحي عليها ليكون مصير من يتكلم الموت والدفن حيث يكون، فما الأبعاد التي دعتهم إلى العبث في ذلك المكان؟

سينوغرافيا مميزة

السينوغرافيا كانت البطل المميز من وجهة نظر من خلال حالة السكون الذي يخيم على الحدث، ووصف الحالة المزرية التي يعيشها الأبطال، فهي أعطت نظرة عامة وواضحة لحالة الحياة والموت ونحن أحياء، وهو ما ساعدت الإضاءة في إبرازه مع الموسيقى، التي أعطت لنا دلالات اللاحياة والصمت والخوف، ولكن هناك بعض القطع التي كانت تهبط من أعلى المسرح مثل الكتاب، وسلة الطعام، ولا أعلم ما هو مبررها.

أما الأداء التمثيلي فكان على وتيرة واحدة على طول الخط، الذي خلق حالة من الرتابة للحوار والحركة في نطاق ضيق حتى على مستوى دخول الشخص الذي يمثل السلطة، والذي كان من المفترض أن يحرك الصراع، ويحدث نقلة أيضاً في الصراع السوداوي البحت، حيث انتهت المسرحية فجأة بدون مبرر، وفي نهاية المطاف فهو جهد يستحق الشكر للمشاركين في العمل، ولكنه يريد إعادة النظر مرة أخرى ليقدم بشكل أكثر عمقاً لما يدعو إليه فكر المؤلف بلال، ورسم رؤية إخراجية جديدة من حيث التعمق أكثر في القضايا التي تحملها كل شخصية في النص.

back to top