الشاعرة شادية قاسمي: المرأة التونسية تضفي سحرها الأنثوي على الكتابة

نشر في 24-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 24-09-2015 | 00:01
No Image Caption
منذ بدايتها الأدبية في العاصمة التونسية، تتطلع الشاعرة شادية قاسمي إلى تحقيق توازنها الحياتي والأدبي عن طريق الشعر، إذ تعتبره مفتاحاً من ضمن مفاتيح الحياة، لأنه يجعلها تسمو بكلماتها بحثاً عن بقعة ضوء، وتؤكد أن مشاكل عدة تظهر في طريق الثقافة العربية وأهمها تهميشها وتهميش المثقف وتقليل دوره في صنع الحضارة.
صدر لك ديوان «تراتيل»، ماذا عنه؟

صدر ديوان «تراتيل» في طبعة سعيت إلى أن تكون أنيقة تعكس حبي للأزرق لون البحر والسماء، وجمع الديوان نصوصاً في تيمات متنوعة: من الوجداني إلى الوطني ثم التأملات في الكون والروح، و{تراتيل» هو جزء من عنوان نص قريب إلى قلبي بعنوان «تراتيل مريم».

ما رأيك بقصيدة النثر، وثمة من يعتبرها مجرد خواطر شخصية؟ وماذا قدمت قصيدة النثر للشعر العربي؟

الكتابة هي انصهار الذات في اللغة، تحاول أن تعبر عمَّا في باطن الإنسان من مكنونات تحاول التنقيب عن الخفي فيه وهو خفي قد يشترك فيه مع ذوات أخرى، لذا يُستلذ الشعر من أقدم العصور وباللغات كافة لأن الشاعر يصوغ عالماً يريده المستمع أو القارئ ويعجز عن جعله يطفو في التعبير المتداول لهذا الأدب، وإن ولد خاصاً بحالة أو معبراً عن ذات، إلا أن تشابه الناس في بواطنهم يجعله عامّاً وقادراً على توصيف ذوات كثيرة وقصيدة النثر مثلها مثل أي شكل أدبي عبرت عن هموم الإنسان، ومثلت شكلاً من أشكال التعبير الأدبية في مدونة الشعر.

هل تركزين أنظارك على الشعر فحسب، أم على أجناس أدبية أخرى؟

تناديني الكتابة بشوق إليها ولكل منها أسلوب في التعبير عني. أجد نفسي في الشعر حيناً، وحيناً في النثر. لكل نمط قدرته الخارقة على تسييج لحظة فارقة في حياة الكاتب.

ما رأيك في حضور المرأة في ساحة الشعر الحديث، وثمة من يرى أنه لا توجد شاعرة بارزة حتى الآن؟

المرأة فصيحة وقادرة على الإبحار في اللغة، لكن ربما حضورها هو الضعيف سواء قديماً أم حديثاً، وهيمنة الرجل وخلقه لأدب ذكوري حجبا ظهور المرأة، ولكن ها هي المرأة تتميز رغم ذلك وتضفي سحرها الأنثوي على كتاباتها .

كيف ترين متابعة الحركة النقدية لأعمالك؟

باتت الساحة الأدبية مباحة للجميع، وللأسف البعض لا ينقد ذاته ولا يقارن تجربته مع تجارب مغايرة، إلا لينتصر لنفسه، فيكون طرفا في النزول بمستوى الأدبي لما ينشر خاصة إذا غاب الصديق النصوح والناقد الصادق واكتفينا بالرأي المجاملاتي الذي لا يتقدم بالنص.

يتحدث كثيرون عن التجديد في الشعر العربي، أنت توافقين مع التيار المجدد أم تفضلين الالتزام في المواضيع التي تطرح منذ القدم؟

التجديد مطلوب في كل شيء، هو حراك الأدب وفلسفة التطور بلا تجديد وتغيير نقف في نقطة واحدة لا نبتعد عنها ولا نضيف إليها، وكما أن المعطيات تتغير فالمواضيع تتجدد وتصنع أغراضاً، وأخرى تموت على قياس الزمن الذي نحياه، كذلك تخلق تعابير وأخرى يتجاوزها الزمن. اللغة تتطور، كذلك التعابير والصور... وكلّ يحب كتابة نص فريد كلؤلؤة.

يرى البعض أن النقاد يجاملون كتابات المرأة فقط لكونها امرأة، ولا يقيّمون منجزها الأدبي بموضوعية؟

يحمل هذا الرأي في أغواره حطّا من قيمة المرأة وقدرتها على الإبداع ولم لا نقول إن النقاد قد يقزّمون الإبداع لأنه صادر من امرأة ؟ ينفصل الّنص  عن صاحبه، والنقد الحقيقي هو الذي يتناول المكتوب بعيداً عن جنس صاحبه أو لونه أو معتقده، إذ يبحث في الأدب لا في كاتبه.

كيف ترين الأوضاع بعد الثورة التونسية، وهل الأدب تأثر بذلك سلباً أم إيجاباً؟

يلازم كل تغيير اجتماعي حركة أدبية تتأثر بهذا الواقع وتنهل منه ولأن الكتابة عين راصدة لا بد من أن تسجّل ما يحصل، وأعتقد أن المشهد الثقافي بعد الثورة تأثر بهذه الكوّة من الحرية، فظهرت نصوص بمواضيع جديدة جعلت من الثورة حافزاً لها.

ماذا عن الروافد والتجارب التي شكلت وعيكّ الإبداعي وصقلت موهبتك الأدبية؟

 تستهويني القراءة. هي منهلي الذي لا ينضب للاطلاع على تجارب الآخرين، لذلك أنوع في قراءاتي عربياً وعالمياً، وكان لي شرف الاطلاع على مؤلفات متميزة في الأدب لا ألتزم بمنهج واضح في القراءة وكل مرة {أشتهي {صنفا شعرا أو مسرحا أو رواية، أكيد يمدّ أبو القاسم الشابي جذوره في قراءاتي، إضافة إلى نجيب محفوظ وحنا مينة، السياب، لكل أديب وقته ونكهته إضافة إلى أسماء غير عربية أطلع عليها فرنسيا أو مترجمة تترك في نفسي أثرها وتفتح آفاقاً للقراءة جديدة.

كيف يمكن للشعر أن يطور من أدواته ليلبي الحاجة العربية بمشهدها حاليا؟

يبقى الشعر سلاحاً ما أمام رداءة المشهد الحالي، يحاول أن يغير. على الشاعر أن يواكب عصره بأغراض وجرأة وحرية تكون قادرة التعبير عن إنسانيته الكونية.

back to top