حقل الدرة والأطماع لا تتغير

نشر في 29-08-2015
آخر تحديث 29-08-2015 | 00:01
 عبدالوهاب النصف ورث حكام إيران الحاليون البرنامج النووي و5000 خبير طاقة نووية عن محمد رضا البهلوي شاه إيران السابق الذي أسقطته الثورة الإيرانية، التي صعد من خلالها الملالي إلى الحكم في إيران، وكان الشاه يعرف بالبطر والإسراف، وتعرف الدولة البهلوية بالعلمانية، ولم يخف الشاه أطماعه في المنطقة، فطالب بالبحرين وأعلن أن إيران هي الحامية لدول الخليج بعد انسحاب البريطانيين، وهذا ما أصاب حكام الخليج بالذعر، نظراً لأن الدولة البهلوية كانت حليفا استراتيجيا للأميركيين، وهي التي تتكفل بمصالح إيران بالمنطقة.

 فأتت الثورة التي ظن بعضنا أنها "مباركة"، ولكن سرعان ما تبدد كل شيء، فأتوا بمبدأ "تصدير الثورة" وريادة العالم الإسلامي، وقدموا أنفسهم كدولة حامية للشيعة، بهدف دغدغة عواطف الشيعة في البلدان التي يسيل لعاب الإيرانيين لابتلاعها وضمها للإمبرطورية الحلم، وهذا يتضح جلياً من خلال التسليح وتكوين الميليشيات هنا وهناك، فتغير الحكام ولم تتغير الأطماع الإيرانية ولكن تغيرت استراتيجية التنفيذ، فمحمد رضا البهلوي كان يعتمد على القوة وعلى حلفائه الأميركيين، في حين يعتمد الملالي على التفكيك الداخلي للبلدان وتكوين ذراع تسيطر على الدولة بمفهومها العميق.

حقل الدرة المتنازع عليه منذ الستينيات لرفض الإيرانيين ترسيم الحدود لأطماع خبيثة دليل صريح على ما ذكرته في مقالي هذا، فالأشكال والمبادئ والأفكار والنهج تتغير إلا أن الأطماع لا تتغير أبداً، فترسيم الحدود البحرية مع السعودية وإدخالها بحصة في حقل الدرة خطوة موفقة لتقويض الأطماع الإيرانية، ووجود قوة إقليمية كالمملكة يمنع تكرار سيناريو الجزر الإماراتية، خصوصاً أننا بأمس الحاجة إلى حقل الدرة لما يحتويه من غاز طبيعي، والكويت من الدول الفقيرة في هذا المجال، وبدأت رسمياً باستيراد الغاز من قطر، ونحن نملك حقلا فيه احتياطي للغاز قابل للاستخراج بكمية 5.5 تريليونات قدم مكعبة.

 أسئلة كثيرة محيرة في هذا الموضوع، لكن أهمها هو: لماذا في هذا الوقت بالتحديد نفض الإيرانيون الغبار عن هذه القضية؟

back to top