همسات على ورق: الفتنة... اقتلوها قبل أن تقتلكم

نشر في 09-01-2016
آخر تحديث 09-01-2016 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي تعصف بنا الحوادث وتتسارع بوتيرة عدائية مجهولة النتيجة، وهناك من يطرب لقرع طبولها بين دول المنطقة رغم صعوبة الظروف المحيطة بنا، وتسارع الأحداث من سورية إلى العراق إلى اليمن.

فمن المستفيد من هذه الأصوات التي ترتفع بين أطياف الشعب الخليجي والتذكير المستمر بمصطلحات سني، شيعي، رافضي، مجوسي، ناصبي؟ من المستفيد من النفخ المستمر في رماد الفتنة الذي إن تطاير فسيحرقه ويحرق من يحمل ذرات هذا الرماد؟

المستفيدون من تأجيج الأوضاع متعددو الأقنعة، ويبرعون في ارتدائها، يتباكون مع الضحية، ويبكون على المتهم، لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، أينما تداعت المصلحة يدعون ويميلون.  

نلاحظ أن الأصوات ذاتها تتعالى مع كل ناعق ومع كل ناعٍ، ولكن ليس هناك أي وعي أو إدراك للأسف الشديد لما تعمله مثل هذه الجماعة ومن يتبعها، وإنما ينجر كل هاوٍ خلف العواطف والانفعالات الكذابة المتلونة التي يدعونها، متناسين أهدافهم لإيقاظ الفتنة وتأجيجها، حتى وإن كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية واستقرار الشعوب، ونجد الأصوات تتشابه في النعيق في أكثر الوسائل الاجتماعية تواصلاً وهو "تويتر" السلطة الشعبية التي تعج بهم من مختلف البلدان.

هل يستوعب الجميع الغاية والهدف من "التوتر" والتداعي إلى ضرب الطرف المقابل والطائفةالأخرى؟! لماذا لا نرى المطالبة باحتواء الأطياف المتنازعة واحتواء الأزمات للحد من آثارها وأضرارها على الاستقرار المجتمعي والوطني للبلدان كافة... لمَ لا يطالَب بالتحاور وطرح القضايا بأسلوب ينم عن ولاء وانتماء حقيقيين لأرضٍ لا تعترف بطائفة أو قبيلة أو عائلة، بل تعترف بأبنائها ومَن عمروها وسكنوها؟!

نرى من يطالب بعدم السماح للطائفة الفلانية وتحجيمها خوفاً من أن يكون لها عواقب وارتباطات أخرى خارجية بجماعات تحمل الفكر أو المعتقد ذاته خارج أسوار الوطن، وتبدأ أنغام التخوين وعدم الانتماء ترتفع من أصحاب الأقنعة ذاتها، متناسين أن انتماء الشيعة إلى أرض الوطن وانتماء السنة إلى أرض الوطن، لا لغير هذا البلد الذي يحاولون جاهدين تمزيقه، ولكن يأبى من تربى واختلط جلده ولحمه بترابه.

كفاكم توزيعاً لصكوك الخيانة والوطنية يا مَن تعالت أصواتكم يوماً ضد هذا الوطن وشرعيته، كفاكم ميلاً مع كل مائل ونعيقاً مع كل ناعق!

back to top