الدمار الشامل

نشر في 08-08-2015
آخر تحديث 08-08-2015 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب الكل تحدث والكل أبدى وجهة النظر، والكل تساءل والكل أجاب بحذر، فلم يبق رجل ولا طفل ولا امرأة إلا رفع راية الضجر، فهل من مجيب يُسعف أولئك النفر؟ أوليس من قرار تَسعَدُ به قلوب البشر؟ أما من حكيم يعالج ما انشطر؟ فاسم بلادي يتلاعب به صِبية الغفر، همهم مكسب وإن كان فوق القمر.

نعم هذه حال الرياضة عندنا، في كل يوم تظهر مشكلة لنا، أبطالها في كل مشهد يجبروننا، وعلى هفواتهم الكبرى يقسِّموننا، ويعلو صوتهم: تقصيركم سبّب خسارتنا، وعنادكم بدّد كل أحلامنا، فلا تنظروا للمجد وانظروا لنا، فمجد بلادكم ليس بأولى من مجدنا، وتاريخ أمتكم لا يصنعه إلا تاريخنا، فنحن في الرياضة باقون والبُعدُ لمن هاجمنا.

دمعة حزن تسيل على الخدّ، وصوت آهات يملأ الحد، لضياع تاريخ فاق العد، بعد أن كنا صنّاعا للسعد، على يد زمرة تقاتل النِّد، وتصنع له القبر واللحد، وتجعله يستغيث ويطلب المد، أمام الجميع رغم المحبة والود، لكويت تربعت على عروش المجد.

جاءت زمرة لنا يا صاح، أثخنت فينا العويل وزادت الجراح، معهم لم نعرف شروقا لشمس النجاح، ورُمينا في ظلمة علا فيها النُّباح، تتلذذ بسقوط جمل كثر عليه السلاح، وتأهبت بمخالب أحدّ من سكين السفّاح، تمزقنا إربا إربا دون أن ترتاح، وزمرتنا تشاهد قتلنا وبيدها تتراقص الأقداح.

أيا مجداً في الرياضة قد مات، ودارت عليه الأقدار والزمن فات، لا تنتظروا علواً ورفرفة لأغلى الرايات، فسماء النصر مليئة ولم تبق خانات، عدنا إلى الصفر نبحث عن البدايات، نقولها بكل صدق وبألطف العبارات، ونصيحة نقدمها لكل من بيده قرارات، أزيحوا زمرة لا تعرف إلا دمار الرياضات.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top