رسوم متحركة تساعد المرضى في التعبير عن آلامهم

نشر في 05-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-11-2015 | 00:01
No Image Caption
بدت رؤية الشركة خيالية في البداية: إعداد تطبيقات للرعاية الصحية تضم رسوماً متحركة يمكنها فهم اللغة بكل تعقيداتها، من الإطار العام إلى الصور التعبيرية المحلية ورصد العواطف وتمييز تعابير الوجه وملاحظة الاختلافات في الشخصية، وخصوصاً التعلم باستمرار. بدا تحقيق كل هذا بعيد المنال أيضاً، نظراً إلى مقر الشركة في الطابق الثاني من مبنى متواضع يضم مكاتب في إحدى ضواحي ميلواكي.

رغم ذلك، تبدو iDAvatars من الشركات المصممة على ابتكار تطبيقات تستند إلى أحد أنظمة الكمبيوتر الأكثر تطوراً في العالم: واتسون التابع لشركة IBM. وقد أخذت هذه الأخيرة العلم بذلك.

تقول لوري سافت التي تشرف على شراكات IBM مع شركات تطور تطبيقات لنظام واتسون: “تُعتبر هذه إحدى أكثر الشركات التي نعمل معها إبداعاً. فلم أرَ شركات كثيرة نجحت في التقدم بالسرعة عينها”.

جمعت IDAvatars أيضاً فريقاً من نحو 20 شخصاً موزعين حول العالم.

يعيش توم ماير، الذي يشرف على التكنولوجيا، في بيون بالهند. ويقيم أزلم أولوسوي تشافير، الذي يشرف على إدارة المشروع، في اسطنبول. أما أنتونيو سارايفا، أحد «أسياد اللعب» يعمل كموظف متعاقد، فيعيش في لشبونة بالبرتغال. ويقطن جيري براون، الذي يشرف على التصاميم، في منطقة سان دييغو في الولايات المتحدة.

اتصل عدد منهم بـ IDAvatars بعدما سمعوا عنها. يخبر نوري داروغا، مؤسس IDAvatars ومديرها التنفيذي: “قد نكون شركة صغيرة، إلا أن ذلك لا يُعتبر عذراً كي لا نكون شركة عالمية”.

وفي حالة IDAvatars، تُعتبر هذه ضرورة أيضاً. فستواجه الشركة صعوبة أكبر في العثور على أشخاص يتمتعون بخبرات مماثلة في منطقتها.

أسس داروغا، مدير سابق في شركة Metavante Corp.، شركته IDAvatars عام 2013. وقد نجحت الشركة حتى اليوم في الفوز بعقود من دائرة شؤون قدامى الحرب، Intel، وBayer AG.

تتوقع هذه الشركة، التي جمعت 3.4 ملايين دولار من المستثمرين، تحقيق أرباح بقيمة مليون دولار هذه السنة، وهي على وشك أن تسد كلفة نفقاتها، وفق داروغا.

تشكل IDAvatars واحدة من 350 شركة بنت أو تبني تطبيقات باستخدام تكنولوجيا ترتبط بواتسون (نظام كمبيوتر يشتهر بمشاركته في برنامج المعلومات العامة Jeopardy!).

يفهم واتسون الإطار العام (تستخدم IBM مثال “يعتصر الحزن قلبك لأن الجو كئيب ماطر”) ويستطيع تمييز المعنى من الصياغة. كذلك بإمكانه تعلم الأنماط والميول.

تؤكد IBM أن هذه التكنولوجيا (تُدعى “الحوسبة المعرفية”) ستشكل تحدياً لطريقة تفاعل الناس مع الكمبيوتر.

بدأ هذا النظام، الذي جاء حصيلة عقود من العمل، مع تطبيق واجهة تفاعل برمجة API لطرح الأسئلة والحصول على أجوبة، وفق سافت، نائب رئيس نظام واتسون البيئي في شركة IBM. بات واتسون اليوم يتمتع بـ 28 تطبيقاً من هذا النوع، مثل التطبيق الذي يحلل النبرات خلال المحادثات.

يشكل تطبيق واجهة تفاعل البرمجة هذا وسيلة شركات مثل IDAvatars للاتصال ببرنامج واتسون.

تقول سافت: «نساعدهم في كل خطوة يتخذونها».

تملك IBM أيضاً تمويلاً بمئة مليون دولار تنوي استثمارها في الشركات الناشئة. وللعلاقة بشركة IBM ميزة إضافية: قد تفتح الكثير من الأبواب. توضح سافت: “نضعهم أمام عملاء كبار”.

تطبيقات متوافرة

تقر IBM في الوقت عينه أنها لن تتمكن من التوصل إلى كل الطرق التي يمكن بها استعمال هذه التكنولوجيا. يذكر جيري براون، مصمم IDAvatars، التي شمل عملاؤها IBM، كرايسلر، ولونوفو: “يملكون التكنولوجيا، إلا أنهم يحتاجون إلى أناس مثلنا لمعرفة طرق استخدامها المختلفة”.

الهدف تطوير تطبيقات للرعاية الصحية تكون أكثر توافراً وفاعلية. على سبيل المثال، عندما يقول أحد إن ألمه يساوي 10 على مقياس من واحد إلى 10، مع أن تعابير وجهه ونبرة صوته لا تُظهر ذلك، تستطيع شخصيات كرتونية أو avatar طرح أسئلة متابعة.

شعار IDAvatars {فن التعاطف}، وقررت الشركة إنتاج شخصيات متعاطفة. يشير براون: “تطور شركات أخرى منتجات تكنولوجية. أما نحن، فنبتكر شخصيات في منصة تكنولوجية}.

يتطلب هذا مهارات كاتب سيناريو أو تلفزيون، وفق براون، الذي بدأ ككاتب إعلانات في نيويوك. كان من الضروري وضع نصوص كبيرة من الحوارات، التصرفات، وتعابير الوجه.

للمشروع VA، تطور iDAvatars شخصيتين: عاملة استقبال عند مكتب استقبال ومساعدة طبية افتراضية.

أعطت VA الشركة ألفي سؤال، من الممكن طرح كل منها بخمس، 10، و15 طريقة مختلفة. كذلك على التطبيق تمييز اللغة العامية، مثلاً، المستخدمة في مناطق مختلفة من البلد ومن قبل أشخاص من خلفيات مختلفة.

يوضح براون: {يشكل هذا تحدياً كبيراً. أعتقد أن هذه فرصة لأطبق كل ما تعلمته في عملي}.

صحيح أن بعض هذه التكنولوجيا غير متقن، إلا أن داروغا، مؤسس iDAvatars، يشير إلى تحسينات في تكنولوجيا الصوت. ويضيف داروغا، الذي نال شهادة في الهندسة وأخرى في الحقوق: “تأملوا في مدى التغيير الذي حققناه في غضون سنتين”. ويؤكد أن لشركة IDAvatars نموذجي عمل: الأول يطور تطبيقات هواتف للمستشفيات، ويدير منظمات رعاية وشركات تأمينات صحية تدفع رسوماً شهرية لكل مستخدم. أما الثاني، فيطور تطبيقات للمرضى في تجارب الأبحاث السريرية.

في الشهر الماضي، قام داروغا بثلاث رحلات إلى  وادي السليكون، حيث التقى بشركات Intel، سامسونغ، وIBM. كذلك التقى كبار موظفي الشركة بممثلي IBM في بوسطن.

أتى لقاء سامسونغ مع الشركة بعدما سمعت بـIDAvatars واتصلت بداروغا. وطلبت سامسونغ بعد ذلك إن كان داروغا يستطيع تقديم عرض مدته ساعة أمام مدراء الشركة في كوريا.

يشكل هذا مثالاً للاهتمام في ما تنوي IDAvatars تحقيقه، ويشير إلى أن الشركة تخطت أحد التحديات. يقول داروغا: {عندما تسمع بهذا العمل للمرة الأولى، يبدو لك غريباً}.

back to top