«الهلال الأحمر»: الكويت رقم مهم في المعادلة الإنسانية الدولية

نشر في 08-01-2016 | 00:02
آخر تحديث 08-01-2016 | 00:02
الساير: نصف قرن من العطاء الإنساني... وجهود الأمير رفعت الجمعية إلى مصاف العالمية
تحتفل جمعية الهلال الأحمر الاثنين المقبل بذكرى مرور نصف قرن على إشهارها، محدثة خلال 50 عاماً بصمة واضحة في العطاء الإنساني الهادف إلى مساعدة المنكوبين في كل أنحاء العالم وتخفيف مآسيهم.

أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية د. هلال الساير أن دولة الكويت، بمواقف قيادتها الإنسانية الرائدة وعطاء شعبها ومبادراتها التنموية والإنسانية، احتلت مكانة متقدمة ومرموقة في صدارة الدول المانحة، وأصبحت رقماً مهماً في المعادلة الإنسانية الدولية.

وقال الساير لـ"كونا" أمس، بمناسبة استعداد الجمعية لتنظيم احتفالية مرور 50 عاماً على تأسيسها في 10 يناير الجاري، إن الجمعية سارت منذ تأسيسها عام 1966 على مبادئ التطور والنمو بجهود وسواعد أبنائها ، الذين ساهموا في ذلك على نحو متميز من العطاء الإنساني.

ارتقاء إلى العالمية

وأعرب عن التقدير والاعتزاز بجهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الرئيس الفخري للجمعية، الذي قدم الدعم الكبير لتكون في مصاف الجمعيات والمنظمات الإنسانية العالمية، في تقديم المساعدات للدول التي تتعرض للكوارث أو من صنع الإنسان.

وأضاف، "إننا في هذه الاحتفالية بذكرى مرور خمسة عقود على إنشاء الهلال الأحمر الكويتي نستذكر الجهود الرائعة بين المؤسسين السابقين والمعاصرين للجمعية".

ولفت إلى إنجازات الجمعية في تلك الفترة والعطاء الذي قدم للمشاريع الإنسانية على المستويين المحلي والدولي، مما جعل الجمعية منارة مشرقة في صفحات تاريخ الكويت العريق.

وأشار إلى جهود رئيس الجمعية السابق المغفور له باذن الله تعالى برجس البرجس، الذي ساهم خلال ترؤسه الجمعية في إعلاء مكانة الكويت في العالمن وإبراز دورها الإنساني ووجهها الحضاري المشرق.

وذكر أن ما حققته الكويت في مجال المساعدات الإنسانية من مراكز متقدمة والتكريم الأممي لسمو أمير البلاد بتسمية سموه (قائداً للعمل الإنساني) ودولة الكويت (مركزاً للعمل الإنساني)، لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة إيمان عميق من جانب القيادة الرشيدة بأهمية العمل الإنساني الذي لا يفرق بين بني البشر على أساس من الدين أو العرق أو اللون ترجمة لتعاليم ديننا الإسلامي السمحة وللمبادئ السامية التي تؤمن بها الدولة.

وذكر أن الجمعية هي الذراع الخيرية والإنسانية المعنية بالعمل الإنساني والإغاثي خارج الكويت منطلقة نحو عملها الإنساني منذ عام 1966، وتتمثل رؤيتها في أن تكون المؤسسة الخيرية الأهلية الرائدة الأولى عربياً وإقليمياً في شمولية مشروعاتها كماً ونوعاً.

الذكرى الخمسون

وفي تقرير أعدته «كونا» عن الجمعية بمناسبة عيدها الخمسين يتضح أن «الهلال الأحمر» نجحت أن تكون علامة بارزة في العمل الخيري بفضل تحركاتها الميدانية السريعة في مختلف مناطق العالم، حيث تبذل كل جهد ممكن لتلبية النداءات الإنسانية ومد يد العون للمتضررين.

وكان عام 1966 موعد ولادة الجمعية بعدما تعاهدت 18 شخصية كويتية من رجالات الخير في عام 1965 على مزاولة أول عمل إنساني تطوعي منظم، ثم حظيت الجمعية باعتراف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بجنيف بعد الانتهاء من خطوات التأسيس واستيفاء جميع شروط العضوية فأصبحت العضو رقم 110 وباتت تتمتع بكافة الحقوق والالتزامات المترتبة على هذا الانضمام.

وما ميز الهلال الأحمر الكويتي منذ التأسيس تقديم المساعدة والعون للمحتاجين دون تمييز من حيث الجنسية أو الجنس أو الاصل أو المعتقدات الدينية والسياسية، وذلك بهدف حل وتخفيف المشكلات والكوارث التي تتعرض لها المجتمعات الإنسانية في العالم، وبناء مجتمعات سليمة وصحيحة يتحقق فيها الأمن وتكافؤ الفرص والعدالة لكافة البشر.

وخلال نصف قرن من الزمن سطرت الجمعية سجلاً حافلاً بالعمل الخيري التطوعي داخل الكويت وخارجها وقدمت المساعدات إلى الدول العربية والأجنبية على حد سواء.

وعلى الصعيد المحلي، تقدم الجمعية خدماتها الإنسانية إلى الأسر الفقيرة وتقوم بتوزيع مواد تموينية إلى المحتاجين كما تحرص على تكثيف نشاطها الخيري في بعض المواسم والأعياد وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، الذي تعمل الجمعية خلاله على مشروع (إفطار صائم) كما تساهم في توزيع لحوم الأضاحي على الأسر المتعففة.

المساعدات الخارجية

أما على الصعيد الخارجي، فإن الجمعية تنشط في مجالات الرعاية الاجتماعية والصحية للمرضى والمسنين والأطفال، وإغاثة منكوبي الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والجفاف والاسهام في مكافحة الأمراض السارية والوقاية منها، وتقديم خدمات الإنقاذ والإسعافات الأولية.

وفي البلدان التي تعاني ويلات الحروب، فإن الجمعية تسهم في عمليات إنقاذ الجرحى وتقديم المساعدات لمنكوبي الحرب وذويهم.

وكان للجمعية مساهماتها في مساعدة دول عربية عدة تعاني الأزمات مثل اليمن والعراق وفلسطين وليبيا بالإضافة إلى سورية.

كما سارعت الجمعية لإغاثة المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب مناطق المغرب عام 2004، وقدمت مساعدات للشعب الجيبوتي منذ عام 2005 وكذلك للشعبين الصومالي واللبناني عام 2006 وللسودانيين في عامي 2007 و2008 لإغاثة السكان في ظل الأوضاع الصعبة بسبب انتشار المجاعة والفيضانات.

وقدمت الجمعية المساعدات لزيمبابوي والشعب الأفغاني، كما تبرعت  لإغاثة المنكوبين في مدينة بام الإيرانية من زلزال مدمر عام 2003، وكذلك مساعدة دول جنوبي شرق آسيا التي شهدت كارثة زلزال تسوماني عام 2004.

وساعدت أيضاً باكستان عندما تعرضت لزلزال في أكتوبر 2005 وبنغلادش عندما أصابها زلزال (سيدر) المدمر عام 2007.

وعقب اعصار (كاترينا) الذي ضرب عدداً من الولايات الأميركية في أغسطس 2008 قدمت الهلال الأحمر مساعدات لضحايا الإعصار كما سارعت الجمعية إلى إغاثة المتضررين والمنكوبين في اليابان، بعد تعرضها إلى زلزال وإعصار تسونامي في مارس 2011.

مساعدات لـ 250 أسرة سورية في لبنان

قدمت جمعيتا الهلال الاحمر الكويتي والقطري امس مساعدات اغاثية إلى 250 اسرة سورية نازحة بمنطقة زحلة شرقي لبنان بحضور اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

وأوضح رئيس الفريق الميداني في وفد الهلال الاحمر الكويتي منهل العنزي لـ"كونا" انه تم توزيع فرش للنوم على هذه الاسر في بلدة الرحاب بزحلة مع جمعية الهلال الاحمر القطري ضمن المشروع الخليجي المشترك.

واضاف انه جرى كذلك توزيع 200 حصة غذائية و400 بطانية على اسر سورية نازحة في بلدة المرج بمنطقة البقاع.

من جهته، لفت عضو فريق الهلال الاحمر الكويتي عذبي النويعم الى ان حملة "الشتاء الدافئ 2016" التي أطلقتها الجمعية قبل أيام ستغطي احتياجات 30 ألف اسرة سورية نازحة في مختلف المناطق اللبنانية في اطار التزام الجمعية بالوقوف الى جانب الشعب السوري الذي يعيش مأساة انسانية وظروفا معيشية صعبة.

ونقل النويعم شكر النازحين السوريين وامتنانهم للكويت اميرا وحكومة وشعبا على كل ما قدموه ويقدمونه لأشقائهم النازحين سواء في لبنان او غيرها من الدول، معربا عن امله أن تساهم مساعدات الجمعية في تخفيف معاناتهم.

يذكر ان عدد النازحين السوريين في لبنان فاق المليون شخص ويتمركز غالبيتهم في البقاع ومناطق عكار وطرابلس والمنية والضنية حيث يقطنون في مخيمات عشوائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة البسيطة في ظل احوال جوية قاسية.

back to top