الدماغ الواعي غير مستقر

نشر في 15-08-2015
آخر تحديث 15-08-2015 | 00:01
No Image Caption
حان يوم خضوعك لجراحة. وفيما يبدأ تأثير المخدر، تفقد الوعي. إلا أنك تستيقظ لترى الجراح وهو يحدث شقاً في بطنك. هذه هي الكوابيس، وما من طريقة آمنة لمنعها، وفق طبيب التخدير أليكس برويك من كلية ويل برويكت للطب في نيويورك.

يستيقظ الناس وهم تحت التخدير العام بنسبة واحد من كل 19 ألف حالة، حسبما تُظهر دراسة كبيرة أجريت السنة الماضية. وإن استخدم الطبيب أدوية تشل الحركة، فقد لا يتنبه لحالة الوعي هذه. لكن الوضع قد يتبدل قريباً. فثمة كم كبير من الأدلة إلى أن استقرار نشاط الدماغ قد يحدد متى لا يعود المريض تحت تأثير المخدر، ويمكننا من حل هذه المشكلة.

استخدم برويكت وفريقه شبكة من الأقطاب التي وضعوها مباشرة على الدماغ بغية تسجيل نشاط أربعة قردة، فيما فقدت الوعي تحت تأثير واحد من مخدرين شائعي الاستعمال. واستخدموا بعد ذلك نموذجاً إلكترونياً يستند إلى نظرية الأنظمة الديناميكية بغية اختبار تحديد مدى ثبات هذا النشاط.

تشير هذه النظرية إلى أن الأنظمة المستقرة تتفاعل مع التبدلات بالعودة إلى حالة أساسية، في حين أن الأنظمة غير المستقرة تعاني التشوش والفوضى. خلال اليقظة، بدأت أدمغة القردة في حالة تأرجح بين الاستقرار الرياضي وعدم الاستقرار. ولكن مع استسلام القردة للمخدر، ازداد نشاط أدمغتها استقراراً.

توازن دقيق

كشفت دراسة أجريت في شهر أبريل أن موجات الاستقرار، التي يظل فيها نشاط الدماغ على حاله طوال مئات الأجزاء من ألف من الثانية، ضروري بالنسبة إلى الإنسان ليتمكن من إدراك مسألة ما بشكل واعٍ. لكن عمل برويكت يشير إلى أننا نفقد الوعي، إن استمرت هذه الحالة فترة طويلة. في المقابل، يشير النموذج الإلكتروني إلى أننا قد نفقد أيضاً الوعي إن انتشرت الإشارة على نطاق واسع. يقول برويكت: {يعيش الدماغ نوعاً من التوازن بين الحالتين}.

تبرز هاتان الدراستان معاً حالة التوازن الدقيقة في الدماغ الواعي، وفق آرون شورغر، باحث من المعهد الفدرالي للتكنولوجيا في لوزان بسويسرا قام بأعمال مبكرة في هذا المجال. يوضح: {يندفع النظام نحو الحد الفاصل بين الاستقرار وعدمه بغية أداء رقصة دقيقة، منتقلاً من حالة إلى أخرى}.

يستطيع الأطباء اليوم استخدام طرق مثل تخطيط الدماغ الكهربائي بغية مراقبة نشاط الدماغ والتحقق مما إذا كان المريض لا يزال فاقد الوعي. لكن الإشارات التي تلتقطها هذه الأجهزة تختلف مع عمق المخدر، فضلاً عن أنها تخفق عند تناول بعض الأدوية. فعند تخطيط كهرباء دماغ أعطي الكيتامين ليفقد الوعي يبدو مماثلاً لتخطيط دماغ شخص واعٍ.

يعتقد برويكت أن القدرة على تسجيل نشاط الدماغ واختباره خلال الجراحة يسمح له ولغيره من أطباء التخدير بتقييم حالة مَن يخدرونهم بدقة أكبر وإبقائهم تحت تأثير التخدير طوال الفترة المطلوبة.

back to top