الشامات المخدوشة قد تتحوَّل إلى سرطان

نشر في 19-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-09-2015 | 00:01
No Image Caption
«راقب هذه الشامة»: يهوى الأطباء تذكيرنا بهذه النصيحة. فقد تشير أي تغييرات في الحجم، أو الشكل، أو اللون إلى تكوّن سرطان الجلد، وخصوصاً سرطان الجلد الميلانيني. أما اليوم، فتذكر مراجعة جديدة نُشرت في مجلة Trends in Immunology أن على الأطباء أن ينصحونا: «لا تخدش هذه الشامة أيضاً».
تشكل الشامات عيوباً حميدة أو علامات جمالية في الجلد. إلا أنها قد لا تكون حميدة بالكامل. فتحمل الشامات القليل من الجينات المسببة للسرطان، التي تُدعى جينات السرطنة، وتنشأ من خلال طفرات في الحمض النووي. بما أن ظهور السرطان يتطلب طفرات مختلفة في جينات سرطنة عدة، لا تصبح الشامات خبيثة. لكن كل ما قد يسبب الطفرات قد يؤدي إلى السرطان من الناحية النظرية. وبما أن الخلايا الميلانينية المنتجة للأصباغ  والتي تشكل الشامة، تحتوي على بعض جينات سرطنة مقلقة، فمن الحكمة تفادي تعرضها لأي ضرر.

يشكل هذا في الأساس الاحتمال الذي يطرحه الباحثون في مركز Memorial Sloan Kettering للسرطان في مدينة نيويورك. تعتمد فكرتهم في جزء كبير منها على أبحاث جديدة أجريت على أسماك زيبرا ونُشرت في مجلة EMBO. تُظهر هذه الأبحاث أن سمك زيبرا، الذي يُعتبر أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بسبب امتلاكه جينة قابلة للسرطنة معينة، يُصاب عادةً بهذا المرض في أماكن جسمه التي تتعرض لضرر متكرر.

أما كيفية حدوث ذلك بالتحديد، فتشمل نوعاً محدداً من خلايا المناعة تُدعى الخلايا الحبيبية المتعادلة أو العدلات. تشتهر هذه "القنابل اليدوية الصغيرة"، كما اعتاد أستاذي في كلية الدارسة العليا تسميتها، بحمايتها الجسم من الميكروبات المعدية. فعندما تتعرض الأنسجة للتلف، تكون العدلات من بين الخلايا المناعية الأولى التي تصل إلى موقع الخلل. فتطلق مركبات سامة تقتل الغزاة. ومع أن هذا يشكل جزءاً ضرورياً من ردة الفعل المناعية الفطرية، إلا أنه يتحول إلى مشكلة إن كان في الموقع المتضرر خلايا سابقة للتسرطن.

قد تلحق المركبات السامة التي تطلقها العدلات الضرر بالخلايا المضيفة أيضاً، بما فيها حمضها النووي. علاوة على ذلك، تفرز العدلات البروستاغلاندين  E2 ، مادة كيماوية قد تحفز تكاثر الخلايا، بما فيها تلك السرطانية. ولا شك في أن هذا يسبب المشاكل. فتحفيز نمو خلايا سابقة للتسرطن في بيئة عالية السمية ومسببة للطفرات يشكل عاصفة مثالية ضرورية لتحويل الخلايا إلى سرطان.

تشخيص سيئ

ثمة فجوتان كبيرتان على الأقل في هذه الفرضية. أولاً، اعتمد نموذج سمك زيبرا على جينة سرطنة محددة غير شائعة في الشامات البشرية. وثانياً، تعمد الخلايا التي تحتوي جينات سرطنة غالباً إلى التوقف عن العمل في عملية "الهرم". نتيجة لذلك، من المستبعد أن يكون احتمال تسبب الضرر اللاحق بالشامات بالسرطان أكبر، مقارنة بأي ضرر يلحق بأنسجة أخرى.

رغم ذلك، قد يكون من الأفضل اتخاذ خطوات لازمة لحماية شاماتك من الأذى، في حال كانت هذه الفرضية صائبة.

back to top