إنتاج الكويت 3 أنواع من النفوط يعطي قدرة تفاوضية وتسويقية وتسعيرية عالية

نشر في 17-11-2015
آخر تحديث 17-11-2015 | 00:04
No Image Caption
لاشك أن القدرة على إنتاج أكثر من نوع من النفوط يعطي قدرة تفاوضية وتسويقية وتسعيرية عالية مع الزبائن والأسواق، وذلك بعد مرحلة الدراسة والبحث لتقييم الفرص المتاحة.
أصبحت شركة نفط الكويت (KOC) قادرة للمرة الأولى، على تصدير 3 أنواع من النفوط، واليوم بإمكانها عزل وتصدير 300 ألف برميل يومياً من النفط الخفيف (49= API).

وبإمكان الشركة أيضاً تصدير هذا النوع من النفط عن طريق أحد خطوط النقل المتجهة إلى الرصيف الشمالي التابع لشركة البترول الوطنية، كما عملت بديلاً آخر لنفط الأيوسين ليتم ضخه إلى مصنع الزفتة، لاستقبال نفط غرب الكويت الثقيل، بغية تزويد المعمل، حيث تبلغ الطاقة التخزينية التشغيلية لتلك الخزانات حوالي 1.2 مليون برميل، مما يعني إمكانية عزل وتصدير ما بين 100 و120 ألف برميل يومياً، إضافة إلى تصدير الخام الكويتي، حيث إن إجمالي قدرتها التصديرية يستمر بحدود 3.24 ملايين برميل يومياً.

لكن ماذا يعني أن تنتج الكويت 3 أنواع من النفوط ؟ وهل تأخرت الكويت في ذلك؟ وهل هناك جدوى اقتصادية في ظل انخفاض اسعار النفط؟

في البداية، قال الخبير النفطي محمد الشطي، إن أي إنتاج جديد للنفط لا بد أن يأخذ وقتاً ليتم تجربته من قبل الزبائن والتأكد من ثبات مواصفاته من أجل قبوله في السوق من قبل مختلف المصافي المستهدفة.

وأضاف أن المنتجين كافة الذين لديهم أكثر من نوع من النفط الخام يصب ذلك في مصلحتهم التفاوضية، فالسعودية لديها أكثر من خمسة أنواع من النفط الخام، والإمارات لديها أربعة أنواع، وقطر لديها ثلاثة أنواع، والعراق لديه ثلاثة أنواع.

وذكر أنه عادة قبل التزام الزبون بالشراء، يحتاج إلى تجربة قد تمتد أشهراً يشتري فيها النفط على أساس فوري إلى أن يطمئن لنوعيته وملاءمته المصفاة المستهدفة.

وبشكل عام، القدرة على إنتاج أكثر من نوع يضمن قدرة تفاوضية وتسويقية وتسعيرية عالية مع الزبائن والأسواق، لكن عادة تسبق ذلك دراسة وبحث يقيم كل الفرص المتاحة، ولابد من اعتبار السوق حالياً متخماً بالنفط الخفيف.

وأضاف الشطي أن هذا الأمر حتماً سيساهم في العملية التفاوضية مع الزبائن وعندما تستطيع أن تبيع أكثر من نوع، هذا يمثل وضعاً تفاوضياً أفضل لأن لديك أكثر من نوع يريده الزبون.

وأوضح أن الخطوة تأخرت نوعاً ما، لكن أفضل أن يكون لديك المرونة من ألا تمتلكها أبداً، موضحاً أن هذا الوضع بلا شك سيساهم في فتح أسواق جديدة خصوصاً استهداف المصافي التي لديها القدرة على تكرير النفوط الخفيفة مشدداً على أهمية التوقيت سواء الوفرة النفطية في السوق أو ضعف الأسعار أو وفرة النفوط الخفيفة.

النفط الخفيف مطلوب

من جانبه، اتفق الخبير المتخصص في تكرير وتسويق النفط عبدالحميد العوضي مع رأي الشطي من أن انتاج أنواع متعددة من النفوط يوسع دائرة الزبائن في السوق النفطية، وبالأخص إذا كان النفط الخفيف المطلوب بكثرة عكس النفط الثقيل الذي عادة ما يكون الطلب عليه قليلاً وينشط الطلب عليه حينما تكون أسعار النفط مرتفعة ولكن في ظل الأسعار الحالية المتدنية فإن النفط الثقيل لا يؤدي إلى جدوى اقتصادية منه، حيث إن تكلفة إنتاجه تتراوح بين 65- 70 دولاراً للبرميل.

وإذا كان الغرض من الإنتاج تسويقه، فهناك النفط الخفيف والمتوسط لكن إذا كان إنتاج النفط الثقيل يتجه إلى مصافي الكويت فهو جيد، لأن هناك نفوطاً ثقيلة موجودة في السوق العالمي.

وأوضح العوضي أن الكميات من النفط الخفيف تعتبر قليلة وعادة ما يستخدم هذا النوع بمزجه مع النفط الثقيل ليخرج النفط الخام الكويتي المتوسط الذي يباع في الأسواق.

وأشار إلى أن النفط الخفيف موجود في منطقة تنافسية شديدة عليه، فهناك النفط الخفيف السعودي والإيراني والعراقي، وهي لاشك ستؤثر على النفط الخفيف الكويتي ما لم تكن هناك خطة تسويقية مسبقة ومجربة مع الزبائن لئلا يتم إنتاجه فقط لمزجه أو بيعه بسعر أقل.

وحول ما إذا ستساهم خطوة إنتاج 3 أنواع من النفط في فتح أسواق جديدة قال العوضي: من المؤكد بشرط أن تكون هناك خطة تسويقية مرتبة لأن هذا الأمر يعتبر تجربة أولى للكويت، حيث إن هناك نفوطاً مشابهة منافسة في السوق خصوصاً إذا نظرنا إلى موقع الكويت جغرافياً، فهي شمال الخليج،وهناك بواخر قد تأخذ من عمان أو الإمارات وغير ملزمة أن تدفع تكلفة إضافية للشحن للوصول إلى الكويت مع القدرة التنافسية للنفط الخفيف، وهناك تحديات كبيرة كذلك بعض الزبائن تنظر إلى الكمية فإذا كانت كبيرة ستكون مجدية.

وذكر أن الاستراتيجية للتسويق العالمي تم وضعها سنة 2000 لتنويع النفوط لكن الأولويات اختلفت بالإضافة إلى فكر كل إدارة تتقلد القطاع النفطي لا تعطي قوة وأهمية للخطة التسويقية، فالخطوة في تنويع النفوط تاخرت 15 سنة وهذا أيضاً يعد خسارة مادية كانت ستدخل خزينة الدولة.

back to top