همسات على ورق: شهادة «العنز»... لك ولّا للذيب

نشر في 12-12-2015
آخر تحديث 12-12-2015 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي "لك ولا للذيب"... عبارة يستخدمها أهل نجد وبعض القبائل العربية التي كان أحد مراسيم الخطبة والزواج بها أن يطلب من الخاطب الذهاب إلى منطقة مليئة بالذئاب، وتوضع له هناك غنمة، عليه أن يأتي بها ويعلقها وسط المضارب، ويقال له: "لك ولّا للذيب؟" فيرد: "يخسى الذيب"، فتتم مراسيم الزواج بفرح وفخر التناسب.

فهنا نقول: "لك ولّا للذيب"... هذه العبارة بات بعض أصحاب الشهادات الوهمية يطبقون فحواها، أهل "الذيب" في التوسط وتمرير اعتمادات التعيينات والتصديقات، وخصوصاً مِن قوم الشهادات الوهمية العربية أو الأجنبية التي تعتمد أسلوب النخوة والشهامة القبلية والمصلحة المستقبلية التي يتم استخدامها لإيقاف وتعجيز إجراءات الكشف عن مثل هذه الشهادات وأصحابها، خصوصا إذا كان صاحبها من أهل الذيب الفلاني أو أحد أبناء القوم والمضارب.

للأسف الشديد، بعد أن تم تعيين لجنة تحقيقات للكشف عن أصحاب الشهادات الوهمية، يتم تحجيم وظيفتها واختصاصاتها من قبل أيد خفية لا يُعلَم هدفها الحقيقي من هذه التصرفات اللاعقلانية وغير المقبولة... هذه الأيدي الخفية ربما تكون خلف تلك التدخلات، وتحاول قلب الطاولة على من أراد كشف أوراق الوهم التي تدار داخل أروقة الصروح التعليمية الكبرى في البلد، أو لربما هناك تدخلات بإيقاف دور هذه اللجنة من قبل بعض متنفذي الأمة وسلطتهم المجلسية في الضغط على هذه اللجنة، وجعل تحركاتها شكلية، والدليل أنه مازال هناك من يشتري هذه الشهادات من البقالات المصرية وغيرها، ويتم ترقيته وترفيعه إلى درجة كرتون وهمي مع مرتبة الشرف.

سؤال أتوجه به إلى نواب القبائل، وأقول لهم: لماذا لم نسمع تصريحاً أو استنكارات لمثل هذه الكارثة التعليمية والأخلاقية التي تضرب أساسات المجتمع والدولة؟! ألا تعلمون مدى استفحال هذه الظاهرة وانتشارها؟ وهل هي تضرب فقط الصرح التعليمي أم تضرب الدولة التي نخرتها من كل جانب سوسة الوهم وسراق العلم والتعليم؟ لماذا لم نسمع أو نرَ منهم وقفة تدل على استهجان ورفض مثل هذه الظواهر؟ أم أن "اللي بيته من زجاج"... نوابنا: لك ولا للذيب، يا خوفي تقولون: للذيب!

back to top