الانتخابات البرلمانية إلى الإعادة... والمال السياسي في الواجهة

• مصدر قضائي: نسبة المشاركة تقترب من 30%
• مقتل ضابط وإصابة شرطيين بانفجار شمال سيناء

نشر في 24-11-2015
آخر تحديث 24-11-2015 | 00:03
No Image Caption
يُنتظر أن تُعلَن نتائج المرحلة الثانية، التي اختتمت أمس، بحد أقصى غداً، مع توقعات بتأجيل حسم معظم المقاعد لجولة الإعادة المقررة نهاية الجاري، بينما لفت مراقبون إلى أن المال السياسي لعب في الساعات الأخيرة دوراً في الاستحقاق الثالث لخريطة المستقبل.
وسط مشاركة متوسطة من الناخبين، انتهت أمس المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، لتقترب القاهرة من إنجاز آخر بنود خريطة المستقبل، المعلنة عقب ثورة "30 يونيو"، إذ تتوجه الأنظار إلى المقار الانتخابية لمتابعة عمليات الفرز، تمهيداً لإعلان نتيجة المرحلة التي أجريت في 13 محافظة، أبرزها القاهرة والشرقية، ويفترض أن تُعلن النتائج بحد أقصى غداً.

ووفقاً للمؤشرات الأولية سيؤجل حسم معظم مقاعد المرحلة الثانية إلى جولة الإعادة، التي تجرى نهاية الشهر الجاري، وتتجه قائمة ائتلاف "في حب مصر" لتحقيق العلامة الكاملة بحصد جميع مقاعد القوائم المقدرة بـ60 مقعداً، أسوة بما حدث في المرحلة الأولى، خصوصاً أن الانتخابات لم تشهد أية مفاجآت، وجاءت نسخة مكررة من المرحلة الأولى، إذ عزف الشباب عن المشاركة، في حين تصدر العنصر النسائي وكبار السن المشهد.

وبينما بدأت عمليات فرز الأصوات عقب انتهاء عمليات التصويت في معظم اللجان في الساعة التاسعة من مساء أمس، قال نائب وزير الخارجية، السفير حمدي لوزا، إن إجمالي عدد المصريين الذين صوتوا بالخارج في المرحلة الثانية بلغ 37168 صوتاً، وأضاف أن هذا الرقم يعكس زيادة بنسبة حوالي 22 في المئة من إجمالي الأصوات قياساً على المرحلة الأولى.

يذكر أن نسبة المصريين المقيدين في جداول الناخبين في الخارج تتجاوز 650 ألف مواطن.

ضعف الإقبال

ورغم جهود أجهزة الدولة لحث المواطنين، إلا أن ضعف الإقبال كان سيد الموقف، على الرغم من تنافس 2847 مرشحاً ومرشحة بالنظام الفردي، على 222 مقعداً، كما تنافس 5 قوائم هي "في حب مصر،" و"النور"، و"التحالف الجمهوري"، و"الجبهة الوطنية"، و"الاستقلال"، في دائرة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، على 45 مقعداً، بينما تخوض قائمة "في حب مصر" في دائرة شرق الدلتا الانتخابات منفردة من دون مُنافس على 15 مقعداً، وتسعى للحصول على 5 في المئة من أصوات الناخبين.

وشهدت المرحلة الثانية التي أجريت على مدار يومين -بحسب مراقبين- تحسناً نسبياً في نسب المشاركة عن المرحلة الأولى التي أجريت يومي 18 و19 أكتوبر الماضي، وإن جاءت المشاركة في مجمل الانتخابات البرلمانية ضعيفة وأقل من المتوسطة، سادت أجواء هادئة معظم لجان المحافظات التي أجريت فيها الانتخابات، وأكد مصدر أمني بغرفة عمليات وزارة الداخلية، سلامة صناديق الاقتراع في جميع اللجان والمقار على مستوى الجمهورية.

وكشف مصدر قضائي في غرفة عمليات اللجنة العليا للانتخابات أن نسبة التصويت في المرحلة الأولى، حتى عصر أمس (الاثنين)، تجاوزت حاجز 22 في المئة من إجمالي الناخبين المقيدين، وأشار إلى أن هذه النسبة مرشحة للزيادة خلال الساعات الأخيرة من انتخابات الأمس، متوقعاً تخطي نسبة المشاركة في المرحلة الثانية مثيلتها في المرحلة الأولى والتي بلغت 26.5 في المئة، وأن تدور نسب المشاركة هذه المرة حول نسبة 30 في المئة.

مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، اللواء رفعت قمصان، قال لـ"الجريدة"، إن المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية تختلف عن الأولى، وأكد أن نسبة المشاركة زادت نظرياً عن المرحلة الأولى، لكن اللجنة العليا للانتخابات وحدها ستعلن حجم المشاركة، وأضاف أن عزوف الشباب عن المشاركة مسؤولية المرشحين، الذين لم يستطيعوا جذب الشباب.

مخالفات محدودة

وأعلنت غرف العمليات المركزية بالمجلس "القومي لحقوق الإنسان" تلقي 89 شكوى، معظمها في القاهرة، وتضمنت عدداً من المخالفات، أبرزها تأخر فتح بعض اللجان، وتوزيع رشا انتخابية في بعض المحافظات، فضلاً عن 16 شكوى متعلقة باستمرار أعمال الدعاية الانتخابية في 5 محافظات من بينها القاهرة، وثلاث شكاوى بمنع متابعي العملية الانتخابية من دخول اللجان بمحافظتي الشرقية والدقهلية، وشكوى تسويد بطاقات في محافظة الشرقية، وثلاث شكاوى متعلقة بغلق اللجان الانتخابية قبل الموعد المحدد.

بينما رصدت مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان"، في بيانها الصادر أمس، عدة مخالفات، إلا أنها أكدت إحكام قوات الجيش والشرطة السيطرة التأمينية على جميع اللجان الانتخابية بشكل جيد، كما تمت مشاهدة قيام بعض ضباط التأمين بإبعاد أشخاص من أمام بعض اللجان يرتدون "قمصانا" تحمل شعارات للمرشحين.

في الأثناء، أجَّلت محكمة جنايات الإسكندرية، أمس أولى جلسات إعادة محاكمة النائب البرلماني، هيثم الحريري، إلى جلسة 24 فبراير المقبل، في القضية المتهم فيها "غيابياً" بالسجن 3 أعوام بتهمة التظاهر والتحريض وتكدير السلم العام، عام 2013.

المال السياسي

وشهدت انتخابات الأمس تنامياً لظاهرة توظيف المال السياسي لشراء أصوات الناخبين، إذ رصدت مراسلة "الجريدة" استياء المواطنين في دائرة دار السلام (جنوب القاهرة)، بسبب محاولات أحد المرشحين المعروف بانتمائه للحزب الوطني المنحل، لشراء أصوات الناخبين مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 100 إلى 200 جنيه، ووصل الصوت في مدينة نصر (شمال القاهرة) إلى 250 جنيهاً، وفي دوائر شرق القاهرة ارتفعت من 50 جنيها إلى 100 جنيه.

بدوره، قال نقيب المحامين الأسبق ببورسعيد، أحمد قزمل، إن "عودة المال السياسي للانتخابات مرة أخرى، واستغلال فقر وحاجة المواطنين، يثبت بما لا يدع مجالا للشك عودة الحزب "الوطني"، الذي هيمن على الحياة السياسية خلال عقود ما قبل ثورة يناير 2011"، وطالب اللجنة العليا للانتخابات باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أي مرشح يثبت قيامه بدفع أموال للناخبين.

وشدد المتحدث الإعلامي لحزب "المصريين الأحرار"، شهاب وجيه، على أن الساعات الأخيرة من انتخابات الجولة الثانية شهدت زيادة استخدام المال السياسي لشراء الأصوات، وأن الحزب قدم بلاغات ضد مرشحين -رفض الإفصاح عن هويتهم- ثبت تورطهم في استخدام الرشا لشراء أصوات الناخبين.

تفجير سيناء

وبينما مرت العملية الانتخابية بهدوء في محافظتي شمال وجنوب سيناء أمس، قتل ضابط شرطة وأصيب مجندان في انفجار ناسفة بمدرعة شرطة جنوب مدينة "الشيخ زويد" بشمال سيناء أمس.

وأشار مصدر أمني إلى أن الحادث الإرهابي بغرض التأثير على حجم مشاركة الناخبين الكبير في الانتخابات، وأكد أن العملية الانتخابية لم تتأثر بالحادث.

back to top