الرجفان الأذيني: التعايش مع مشكلة قلبية شائعة
تُعتبر الوقاية من الجلطة الدماغية إحدى الأولويات البارزة إذا كان قلبك ينبض بطريقة غير منتظمة. يمكن السيطرة على الأعراض من خلال مجموعة متنوعة من الخيارات.
يمكن أن يشير الخفقان في الصدر وتسارع ضربات القلب إلى اضطراب قلبي عابر نتيجة إجهاد عاطفي أو إفراط في استهلاك الكافيين مثلاً. قد يكون الوضع أحياناً مؤشراً على الرجفان الأذيني، وهو ارتجاف غير منتظم في الحجرتين العلويتين من القلب أو الأذينين.
يمكن أن يشير الخفقان في الصدر وتسارع ضربات القلب إلى اضطراب قلبي عابر نتيجة إجهاد عاطفي أو إفراط في استهلاك الكافيين مثلاً. قد يكون الوضع أحياناً مؤشراً على الرجفان الأذيني، وهو ارتجاف غير منتظم في الحجرتين العلويتين من القلب أو الأذينين.
أول ما يجب فعله للتعامل مع كل حالة جديدة من الرجفان الأذيني هو تحديد مدى حاجة المريض إلى نوع من مسيلات الدم (مضادات تخثر) لتجنب الجلطات الدماغية. يقول الدكتور كريستيان راف، طبيب قلب في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: {حين تصاب بالرجفان الأذيني، ستصبح معرضاً لتشكّل جلطات في القلب، تستطيع الوصول إلى أي جزء من الجسم لكنها تتجه بشكل أساسي إلى الدماغ. يضطر معظم الناس في النهاية إلى أخذ مضاد تخثر طوال حياتهم، ما يساهم في تقليص خطر إصابتهم بجلطة دماغية بنسبة تتراوح بين 60 و80%}.قد يحتاج بعض المصابين بالرجفان الأذيني إلى علاج محدد لتصحيح الإيقاع الشائب، إذا كان يسبب لهم عوارض مزعجة مثل انزعاج في الصدر وضيق التنفس.
ما خصائص الرجفان الأذيني؟تسارع ضربات القلب أبرز مؤشر يمكن الاتكال عليه لرصد حالة جديدة من الرجفان الأذيني. تشمل المؤشرات الأخرى: ألم أو ضغط في الصدر، دوار، إغماء أو ارتباك، تعب أثناء ممارسة الرياضة، خفقان أو ارتجاف في الصدر، ضيق تنفس، قلق، تعرّق أو ضعف. لا يواجه بعض المصابين بالرجفان الأذيني أي عوارض، لكن تشير الفحوص إلى اختلال إيقاع القلب.قد تظهر مشكلة الإيقاعات غير الطبيعية وتزول بشكل يومي أو من وقت لآخر. أحياناً، يعود القلب إلى إيقاعه الطبيعي من تلقاء نفسه. أو يمكن أن تدوم فصول أخرى من الرجفان طوال أيام، وقد لا تزول مطلقاً من دون علاج طبي. يميل الرجفان الأذيني إلى التفاقم مع مرور الوقت وقد يصبح مزمناً. يقول الدكتور راف: {يصاب الناس عموماً بحالات متقلبة من الرجفان الأذيني وسرعان ما تصبح الحالة مزمنة ما لم يتلقوا العلاج}.لا يتضح دوماً سبب نوبات الرجفان الأذيني لكن تشير دراسات إلى لائحة طويلة من العوامل المؤثرة، منها الإفراط في شرب الكحول. تتعلق عوامل شائعة أخرى بعدم معالجة ارتفاع ضغط الدم أو اضطراب التنفس ليلاً (انقطاع التنفس أثناء النوم).مخاطر مضادات التخثرحين يخفق القلب بإيقاع غير منتظم، يمكن أن يتراكم الدم ويشكّل جلطات في الحجرتين العلويتين من القلب. لكن يتراجع احتمال حصول ذلك عند أخذ مضاد للتخثر.طوال عقود، كان الوارفارين (كومادين) أبرز علاج مضاد للتخثر، لكن بدأت أدوية جديدة تُستعمل اليوم وهي تتمتع بمنافع محتملة. تشمل تلك الأدوية: أبيكسابان (إيليكيس)، داباغاتران (براداكسا)، إيدوكسابان (سافايسا)، ريفاروكسابان (كساريلتو).أثبتت التجارب العيادية أن الأدوية الجديدة تكون فاعلة بقدر الوارفارين لتجنب الجلطات الدماغية، لكنها تتفاعل بنسبة أقل مع المأكولات والأدوية الأخرى. يعني ذلك عدم الحاجة إلى مراقبة وظيفة التخثر بانتظام (وتعديل الجرعات بشكل متكرر) للتأكد من أنك تأخذ ما يكفي من الوارفارين لتجنب الجلطات الدماغية من دون التعرض لنزيف مفرط.تترافق جميع مضادات التخثر (القديمة والجديدة) مع خطر نزيف غير مرغوب فيه. إذا تمزق أحد الأوعية الدموية، تنشط {عوامل التخثر}، مواد كيماوية في الدم، لإنقاذ الوضع. لكنّ أي تدخل في هذه العملية لتجنب الجلطات يرفع خطر النزيف المفرط. يوضح الدكتور راف: {يجب استعمال جميع مضادات التخثر بحذر}.في التجارب العيادية، لم ترفع مضادات التخثر الجديدة خطر النزيف غير المرغوب فيه أكثر مما فعل الوارفارين، بل خفّضت، بدرجة كبيرة، خطر النزيف الحاد الذي يمكن أن يهدد الحياة، لا سيما النزيف الدماغي الذي يكون مميتاً في أغلب الأحيان.يجب أن تقيّم مع طبيبك إيجابيات بدائل الوارفارين وسلبياتها، لكن لن يكون هذا القرار سهلاً. على عكس الورافارين، ما من طريقة راهنة لعكس أثر مضادات التخثر بسرعة في حال حدوث نزيف غير مرغوب فيه. أما الوارفارين، فيحتوي على ترياق مماثل: جرعة من الفيتامين K.على صعيد آخر، يشير الدكتور راف إلى أن التجارب العيادية لاحظت أن الأشخاص الذين أخذوا الأدوية الجديدة كانوا أقل ميلاً من أولئك الذين أخذوا الوارفارين إلى اختبار أخطر مضاعفات مضادات التخثر (النزيف الدماغي)، رغم غياب الحل في الحالات الطارئة، على عكس الوارفارين الذي يتكل على استعمال الفيتامين K عند وقوع أي طارئ.قد يقرر الأشخاص الذين يأخذون الوارفارين واستفادوا منه متابعة أخذه، بينما يفضل آخرون تجربة أدوية جديدة لتخفيض خطر النزيف الدماغي ووضع حد للفحوصات المتكررة لوظيفة التخثر. لا عجب أن هذه الإيجابيات تأتي مقابل كلفة معينة: تعطي مضادات التخثر الجديدة أثراً أسرع لكنه يزول بعد فترة أقصر، لذا من الضروري أخذ حبة الدواء في الموعد المحدد كل يوم. السيطرة على معدل القلب أم إيقاعه؟حين يبدأ المريض بأخذ مضاد للتخثر، يتعلق الهدف، على المدى الطويل، بالسيطرة على عوارض الرجفان الأذيني. الأدوية الأولية التي يجب اللجوء إليها هي حاصرات البيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم التي تبطئ ضربات القلب الفائقة السرعة. هذه الاستراتيجية تشير إلى السيطرة على معدل ضربات القلب. يوضح الدكتور راف: {طالما يبقى معدل ضربات القلب بطيئاً، يشعر المصابون بالرجفان الأذيني بأنهم بخير إلى حدّ ما}.أحياناً، لا يكفي تخفيض معدل ضربات القلب. إذا بقي الرجفان الأذيني مزعجاً أو زاد سوءاً، يمكن الاستفادة من مضادات خلل الإيقاع القلبـي. هذه الاستراتيجية التي تهدف إلى السيطرة على إيقاع القلب، تحاول تجديد الإيقاع الطبيعي بدل الاكتفاء بإبطاء ضربات القلب لتخفيف الانزعاج. لكن تعطي مضادات خلل الإيقاع القلبـي آثاراً جانبية أكثر من الأدوية التي تسيطر على معدل ضربات القلب، وهي لا تكون فاعلة جداً في أغلب الأحيان.حين تفشل الأدوية، أو إذا كانت الآثار الجانبية للدواء أسوأ من العلاج نفسه، يمكن التفكير بـ «الاجتثاث بالقسطرة»، جراحة لا تتطلب شقوقاً كبرى. يدمر الاجتثاث المناطق القلبية التي تطلق نوبات الرجفان الأذيني. لكن قد يحتاج البعض إلى الخضوع لعمليات متعددة. في بعض الحالات، قد يوصي طبيب القلب باجتثاث مبكر بدل تجربة الأدوية التي تسيطر على إيقاع القلب.الوارفارينرغم توافر مسيلات الدم البديلة اليوم، يأخذ مصابون بالرجفان الأذيني الوارفارين (كومادين)، وقد يفضلون متابعة هذا العلاج إذا استفادوا منه. في ما يلي نصائح لاستعمال هذا الدواء بأمان وفاعلية:• يمكن أن يتفاعل الوارفارين مع أدوية كثيرة لا تحتاج إلى وصفة طبية ومع المكملات الغذائية. حدّد طريقة تفاعل الأدوية التي تأخذها مع الوارفارين.• حين تبدأ بأخذ دواء جديد، تحدث مع الطبيب أو الصيدلي لمعرفة ما إذا كان تناوله آمناً مع الوارفارين. قد تبرز الحاجة إلى تعديل جرعة الوارفارين.• لا تفوّت الفحوص المطلوبة لمراقبة وظيفة التخثر. إنه عامل ضروري لرصد التغيرات التي يمكن أن تكون خطيرة.• خذ دواء الوارفارين في الوقت نفسه كل يوم، مع أو من دون طعام.• تناول الأنواع والكميات نفسها تقريباً من الأغذية التي تحتوي على الفيتامين K لأن هذا الغذاء له تأثير على الوارفارين. تشمل المأكولات الغنية بالفيتامين K: السبانخ، الخس، اللفت، الخردل، الكرنب، الهليون، البروكلي، براعم بروكسل، القرنبيط، زيوت الصويا والكانولا.• لتجنب الجروح والحكة، استعمل فرشاة أسنان ناعمة وآلة حلاقة كهربائية.• إذا لاحظت أي مؤشرات على حصول نزيف غير طبيعي أو مطول، اتصل بالطبيب فوراً. تشمل الأعراض: نزيف متواصل، نزيف في اللثة، كدمات أو بقع داكنة تحت الجلد، براز داكن.• استعمل علامة تنبيه طبية تؤكد أنك تأخذ الوارفارين. يجب أن يعرف الأطباء في قسم الطوارئ هذه المعلومة.