أشرف بدوي: المرأة الكويتية تهتمّ بتكنولوجيا التجميل

نشر في 29-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-11-2015 | 00:01
No Image Caption
إلمام المرأة الكويتية وحرصها على العناية ببشرتها وشكلها من الأمور المهمة في حياتها، والمشاكل التي تواجهها عادة ما تكون بسبب التقدم في العمر وعوامل الجو في الكويت. وتشير الدراسات إلى أن الكويتية تولي اهتماماً كبيراً بأناقتها وجمالها، لذلك تتجه إلى المتخصصين في العناية بالبشرة والتجميل، ولأن الأمراض الجلدية تتنوع باختلاف المكان والزمان، وتحكمها العوامل الطبيعية والنفسية، يجب أن يعامل كل سبب بطريقة خاصة للحصول على أفضل النتائج.

ولتسليط الضوء أكثر على الأمراض الجلدية الشائعة، كان لـ{الجريدة} هذا اللقاء مع استشاري الأمراض الجلدية والتجميل والليزر، الأستاذ المساعد في الأمراض الجلدية بالمعهد القومي لعلوم الليرز بجامعة القاهرة، الأستاذ الزائر في جامعة سجد بالمجر واستشاري الليزر في كندا، والحاصل على دكتوراه في الأمراض الجلدية والليزر، الدكتور أشرف بدوي... وإلى التفاصيل:

ما فوائد ظاهرة تبييض البشرة لدى المرأة الخليجية وأضرارها؟

لعملية تبييض البشرة طرق صحية لتنفيذها، وأخرى غير صحية، والطرق الصحية هي باستخدام واق من الشمس بطريقة سليمة، وترتكز على توافر ثلاثة شروط مهمة:

أولاً: استخدام واقي الشمس من مصادر معروفة، ويجب كذلك أن يكون معامل الوقاية من الشمس 30 فأعلى.

ثانياً: استخدام أي كريم واق لا تزيد فاعليته على ساعتين الى ثلاث، وبمرور هذا الوقت لا يكون له أي نتيجة، وبالتالي يجب إعادة وضعه على الجلد.

ثالثاً: وهو الأهم أن غالبية الناس يستخدمون الكريم الواقي من الشمس فقط عند تعرضهم للشمس، ولكن في الواقع نحتاج إلى استخدامه حتى وإن كنا موجودين في غرفة نوع إضاءتها فلوريسينت، لأن هذا النوع من الإضاءة يصدر أشعة فوق بنفسجية وله اضرار على الجلد، لذلك نحتاج واقي الشمس كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، كي لا نتعرض إلى تصبغات في الجلد. وعلى من يرغب في معرفة تأثير الضوء على جلده، المقارنة بين لون وملمس جلده في الأماكن المعرضة للضوء أو للشمس ولونه في الأماكن غير المعرضة للإضاءة، وسيلاحظ اختلاف اللون من درجتين إلى ثلاث، كذلك ملمس الجلد سيتأثر بسبب نقص الكولاجين الذي يتعرض له من الإضاءة، وهذا يسبب ظهور المسامات الواسعة وخشونة في الجلد. لذلك لو رغب أي شخص في تحسين لون بشرته فعليه المواظبة على استخدام واقي الشمس سواء في المنزل أو خارجه كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، ولو نظم استخدامه للواقي بهذه الطريقة فسيلاحظ خلال ثلاثة أشهر تغييراً في لون بشرته بنسبة درجتين إلى الأفتح، وهي طريقة طبيعية وغير مضرة. كذلك لا بد من المواظبة على تناول الفيتامين c لتحسين حالة الجلد. أما الطرق غير الصحية فهي باستخدام الدواء، وننصح بعدم استخدامه أو الفيتامين لمدة تزيد على ثلاثة أشهر وإلا فستكون النتيجة عكسية.

تعتمد المرأة الكويتية على العلاج بالليزر... فهل يغني هذا عن الفيللر أو البوتكس؟

لا نستطيع تأكيد ذلك، إذ إن ثمة تطبيقات ليزر قد تعطي نتائج الفيللر أو البوتوكس ولكن بصورة تدريجية وبطيئة، ويبقى مفعولها أطول كثيراً، كذلك فإن التحسن في الجلد يكون أكثر طبيعة مما هو عليه عند استخدام الحقن. وثمة حالات لا بد فيها من استخدام الفيللر أو البوتوكس، لأن الليزر لن يستطيع أن يؤدي إلى تحسن بعض مشاكل الجلد كما يفعل البوتكس أو الفيللر، للقضاء على التجاعيد الديناميكية التي تظهر مع حركة عضلات الوجه. وفي مثل هذه الحالة، لا بد من استخدام البوتوكس، خصوصاً أن المرأة الكويتية تهتم دائماً بكل ما هو جديد في عالم تكنولوجيا التجميل.

ما آخر اكتشافاتكم في العلم الحديث لليزر التجميلي؟

نطاق استخدامات الليزر واسع، لكن تعتبر تطبيقات الليزر في الأمراض الجلدية والتجميل أكثرها انتشاراً الآن، ومع هذا فإن استخدام الليزر في التطبيقات يمثل تحدياً أكبر من تطبيقات الليزر الأخرى كاستخدامه في العيون مثلا بسبب أن المرضى قد تكون لديهم ألوان مختلفة للجلد، مما يتطلب معايرة مختلفة للجلد الداكن عنها في الجلد الفاتح.

عندما بدأنا استخدام الليزر في الأمراض الجلدية بمنطقة الشرق الأوسط منذ ما يقرب من 20 عاماً، كان مرجعنا الوحيد مصنعي أجهزة الليزر وبعض الأطباء الغربيين الخبراء في التعامل مع الجلد الداكن، بالتالي واجهتنا صعوبات بالغة عند تطبيق التوصيات الواردة من الغرب على مرضانا ذوي البشرة الداكنة، فحدث كم لا بأس به من الآثار الجانبية والمضاعفات، وفي أحيان أخرى واحهنا ضعف فاعلية العلاج بالليزر. شكل ذلك حافزاً مهماً لنا لبدء وضع تصور لاختيار أفضل للأجهزة الأكثر ملاءمة وأماناً لأنواع الجلد الداكن، كذلك المعايير الأنسب للبشرة الداكنة في تطبيقات الليزر المختلفة للجلد.

وبدأنا منذ ذلك الحين ملاحظة ما تجب مراعاته عند استخدام الليزر في الجلد الداكن أو المتعرض لعوامل طقسية مختلفة كالحرارة المرتفعة أو الجفاف الزائد بسبب الوجود في أماكن مكيفة الهواء لفترات طويلة. ونشرنا أبحاثاً عدة في المجلات العلمية المتخصصة بعلم تطبيقات الليزر في الأمراض الجلدية، ما حثّ معظم المؤتمرات العلمية الدولية الناشطة في هذا المجال، كذلك الشركات العالمية المنتجة لليزر، إلى دعوتي وزملائي من المنطقة لإلقاء المحاضرات وورش العمل المتخصصة، وكانت توصياتنا تؤخذ بعين الاعتبار، وتم تطوير الكثير من أجهزة الليزر بناء على ملاحظاتنا.

وآخر ما توصلنا إليه، إمكان استخدام بعض أجهزة الليزر، والتي يلجأ إليها معظم الأطباء في إزالة الشعر فقط، في استخدامات أخرى مثل شد الجلد وتحسين ترهله دون جراحة، كذلك لتحفيز الكولاجين بالجلد وبالتالي محاربة بعض مظاهر شيخوخة الجلد بل حتى للوقاية منها أو تأخيرها في بعض الأحيان.

هل كان هذا الاكتشاف الجديد من خلال أبحاث؟

نعم، بدأ الموضوع مصادفة، إذ لاحظ بعض المرضى تحسناً ملحوظاً في ملمس بشرتهم أو حتى في آثار حب الشباب بعد جلسات عدة من ليزر إزالة الشعر بالوجه. وكان هذا دافعاً مهماً لنا للبدء بإجراء دراسات وأبحاث للتوصل إلى المعايير المثلى للحصول على أفضل النتائج لتحسين البشرة في أنواع الجلد المختلفة. ونشر البحث في إحدى أهم المجلات العلمية الدولية عام 2011، وقوبل بكثير من الاستحسان في المجتمع العلمي، حيث التعامل مع البشرة الداكنة بالليزر والمقدرة على الحصول على نتائج جيدة كان يعتبر إحدى أكبر التحديات التي تواجه الشركات المصنعة لليزر، ومستخدمي أجهزة الليزر الذين يتعاملون مع مرضى ذوي بشرة داكنة. ونحن الآن في مرحلة الإعداد لنشر بحث آخر نوضح فيه كيفية استخدام الليزر لشد الجلد من دون اللجوء إلى الجراحة وبصورة آمنة وفاعلة في كل أنواع وألوان الجلد.

حدثنا عن بعض خصائص الليزر باعتباره علاجاً مناسباً للتجاعيد؟

يمكن معايرة بعض أجهزة الليزر الخاصة بإزالة الشعر بطريقة مختلفة عن المعايرة المطلوبة لإزالة الشعر، ذلك لاستخدامها لتحسين أعراض ومظاهر شيخوخة الجلد والوقاية منها. يتحقق ذلك عن طريق إجراء ثلاث أو أربع جلسات على مدى عام كامل لأي شخص قبل تعرضه للشيخوخة وظهور التجاعيد على بشرته، وحتى الأشخاص الذين يعانون ظهور بعض الخطوط والتجاعيد الخفيفة بسبب فقد الكولاجين من الجلد أو ضعفه.

وأظهر بعض التقارير أن المرضى الذين واظبوا على مثل هذا البروتوكول العلاجي وانتظموا فيه استطاعوا الاحتفاظ ببشرة جيدة بل كانت بشرتهم أفضل مما كانت عليه بعد مرور عشر أعوام كاملة منذ بدء تنفيذ البرنامج الوقائي.

من هذا المنطلق بدأنا إدراج مرضى في برنامج وقائي مماثل مع بعض التطوير المطلوب لكل مريض ليناسب نوع بشرته ولونها، كذلك وجود أي مشاكل بالبشرة.

وتظهر النتائج الأولية للدراسة أن هذا الاتجاه سيكون له تأثير إيجابي كبير على إعادة الشباب إلى البشرة وتأخير مظاهر شيخوختها مهما كانت طبيعتها ولونها.

 

ما العمر المناسب للمرأة التي ترغب في الحفاظ على بشرتها من التجاعيد؟

من عمر الخامسة والعشرين حتى الثلاثين، وثمة كثير من الأشخاص في مثل هذا العمر يترددون على مراكز أتعاون معها في مختلف أنحاء العالم لمعالجتهم والحفاظ على بشرتهم لأكبر فترة ممكنة والوقاية من أعراض الشيخوخة، وجميعهم راضون وسعداء عن النتيجة.

يلاحظ أن للكولاجين الموجود في الجلد وظيفة أساسية في الحفاظ على نضارة البشرة والجلد. ويُذكر أن الإنسان يفقد سنوياً من 1 إلى 2 في المئة من الكولاجين الموجود في جسمه ويبدأ ذلك من سن العشرين، ويتضاعف الفقد للكولاجين في أماكن الجلد المعرض للضوء، ومعنى ذلك أنه في سن الأربعين نكون قد فقدنا من 20 إلى 40 في المئة من الكولاجين الموجود في جسمنا.

إلى أي مدى تستمر النتيجة؟

يحتاج العلاج إلى ثلاث جلسات كل شهر ونصف الشهر تقريباً، وجلسة العلاج الواحدة يحتاج إليها المريض من أربعة إلى خمسة أشهر، وهنا يستمر الجلد في التحسن لمدة ستة إلى ثمانية أشهر بعد إيقاف عملية العلاج، ويستمر التحسن سنوات، لذلك أطلب من المريض مراجعتي كل ثمانية أشهر أو سنة لأرى التحسن الذي توصل إليه العلاج، كذلك أي مستجدات قد تكون حدثت بالجلد.

back to top