منظور آخر: مسلسل عن الإرهاب

نشر في 12-07-2015
آخر تحديث 12-07-2015 | 00:01
 أروى الوقيان نستطيع لو انتبهنا قليلا ورتبنا أوراقنا أن نحارب الإرهاب الأسود، ولكن ليس بشكل عشوائي أو مجرد تصريحات إعلامية وقتية وغير مجدية، بل نحتاج إلى رسم خطة وتعاون بين جميع أجهزة الدولة، وبمساعدة المواطنين والمقيمين.

أصبت بحالة من الملل الفظيع وأنا أتابع الدراما الكويتية لهذا العام، كعادتها السنوية تتناول الدراما عندنا مواضيع جانبية وغير مجدية، ولا أي فائدة تذكر منها سوى تشويه الكويت والكويتيين، وتصوير البلد على أنه خارج عن السيطرة، والكل فيها يطمع بمال الثاني، بالإضافة إلى الانحرافات الأخلاقية في كل عائلة تقريبا، فتصوير الشعب على أنه مدمن علاقات محرمة، ومدمن للمال ومنحط أخلاقيا حتى إن جمعتهم ظروف دراسة في الخارج، هي قضايا لا تخدم أحداً، بل هي تشويه وابتذال لدور الدراما.

عادة الدراما تناقش قضايا مفصلية وتضع لها الحلول، لذا تجدنا من الثمانينيات لا نفخر بأي مسلسل كويتي؛ لضعف الكتابة ورتابة القصة أو سطحية الطرح التي تستجدي الإثارة الرخيصة ليس إلا، وأتمنى لو أننا ركزنا على قضايا مهمة كقضية جذب الأطفال والمراهقين في المساجد لخلايا الإرهاب، وتمثيل مسلسل مدروس ومكتوب بحرفية كمسلسل "سيلفي" الذي تناول بشجاعة في أكثر من حلقة قضايا الإرهاب و"داعش".

أتمنى أن أجد السنة القادمة مسلسلا من ثلاثين حلقة مدروسا ومكتوبا بشكل حرفي، وبتعاون مع مستشارين نفسيين وتربويين وكتاب محترفين، لنخرج بعمل توعية درامي محترف، يبين لنا طريقة اجتذاب النشء للإرهاب، وكيف تعمل هذه الخلايا الإرهابية منذ عقود بهدوء، وكيف يتم غسل الأدمغة، وأخيرا كيف يقنع الإرهابي هؤلاء الأطفال بعملياته الانتحارية.

ويكون المسلسل لتوعية الأهل حتى يلاحظوا بدايات التحول لدى أبنائهم من شخص عادي إلى متطرف، وكيفية التعامل بكل حلقة مع كل مرحلة من التطرف الفكري لدى المراهق أو الشاب، ونود أن نشاهد عملا دراميا مؤثرا ومحترما ويحمل رسالة مفيدة للمجتمع.

الإرهاب الفكري لا يحارب بالشعارات فقط، بل بوقفة جادة من جميع أجهزة الدولة، ويكون دور وزارة الإعلام من خلال تخصيص الدراما لتناول هذه القضايا ومعالجتها، ووزارة التربية من خلال العمل على تغيير الهيكل التدريسي ومنع أي مدرس متطرف من التدريس، وخضوع المناهج لغربلة على يد اختصاصيين وسطيين لا جماعات دينية تدّعي الوسطية في حين هي رمز للمغالاة.

نستطيع لو انتبهنا قليلا ورتبنا أوراقنا أن نحارب الإرهاب الأسود، ولكن ليس بشكل عشوائي أو مجرد تصريحات إعلامية وقتية وغير مجدية، بل نحتاج إلى رسم خطة وتعاون بين جميع أجهزة الدولة، وبمساعدة المواطنين والمقيمين ليصبحوا أعيناً لوزارة الداخلية لأي تحرك غريب أو منظر مثير للريبة ليبلغلوا عنه، فلو تعاونا جميعا لاستطعنا أن نواجه هذا الفكر المتطرف بفكر متيقظ.

قفلة:

انتشار الإشاعات بين الناس والمساهمة في نشرها يساهمان بشكل خطير في زعزعة الأمن، أتمنى أن يتم توخي الحذر بنشر أي معلومة حتى لا نثير الهلع بين الناس وأجهزة الأمن.

back to top