عمليات بيجي والرمادي «أول ثمار» التنافس الروسي - الأميركي في العراق

نشر في 15-10-2015
آخر تحديث 15-10-2015 | 00:10
No Image Caption
في العراق تختلط الدعاية والمبالغات بالاستعدادات الحقيقية على جبهتين في مدينة بيجي الاستراتيجية شمال تكريت، وحول مدينة الرمادي غرب بغداد. ويتصاعد الحماس ليدفع مراقبين محليين الى التساؤل: لماذا نتورط بحرب على جبهتين مع «داعش»، نحن الذين فشلنا في الاحتفاظ بالرمادي، وفي استعادة بيجي رغم شن الجيش والحشد الشعبي أكثر من 100 هجوم هناك طوال عام؟

لكن مصادر قريبة من الجيش العراقي تتحدث عن معركتين مستقلتين تقريبا. فالهجوم الذي ينطلق لإستعادة بيجي، وهي عقدة مواصلات مهمة وفيها أكبر مصافي البترول العراقية، يمثل أول اختبار للتكتيك الحربي الروسي، على حد وصف المصادر. إذ ستستخدم دفعة دبابات روسية جديدة تسلمها الحشد الشعبي الشيعي من الجيش، يرافقها بضع مئات مما يسمى بـ«الفرق الخاصة» الذين جرى تدريبهم في إيران مؤخرا، وفق معايير القوات الخاصة الروسية، وسط تأكيد بأن غرفة العمليات هذه تضم لأول مرة ضباطا من الجيش الروسي.

وفضلا عن رغبة روسية بتحقيق نصر بتكتيكات «الجيش الأحمر»، فإن قوات الحشد الموالية لإيران تحاول استعادة هيبتها، التي تعرضت الى ضرر أساسي سياسيا وعسكريا. فقد تلقت الفصائل خسارة كبيرة حين خاضت مواجهة يائسة مع فريق الاعتدال الشيعي ممثلا بحلفاء المرجع الشيعي علي السيستاني، خلال تظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة التي يرأسها حيدر العبادي. كما فشلت الفصائل منذ الربيع الماضي في تحقيق أي نصر جديد ضد «داعش»، رغم أنها وعدت بتحرير الأنبار مرارا.

ويحاول قادة الحشد أن يلتزموا بموعد قبل نهاية الشهر الحالي لتحرير بيجي، وهو تاريخ يقول المراقبون أنه يأتي ردا على خطة أميركية لتحرير الرمادي قبل نهاية الشهر أيضا.

إذ نجح الأميركان في منع الفصائل الشيعية من خوض معركة المناطق السنية غرب البلاد، وحشدت قوات حسنة التدريب من الجيش الحكومي، مع بضعة الآف من المتطوعين السنة الذين تلقوا تسليحا أميركيا وتدريبا في قاعدة الحبانية الواقعة بين بغداد والرمادي. وقد اخضعت القطعات لتغيير في قياداتها لتصبح أكثر استقلالية عن التأثير الإيراني، وأقرب للتنسيق مع الضباط الأميركيين.

ويتساءل الوسط السياسي العراقي الآن: من الذي سينتصر اولاً، حلفاء روسيا شمال تكريت، أم حلفاء أميركا غرب بغداد؟ وفي الوقت نفسه يدرك الجميع أن الرهان لا يزال رمزيا، إذ ليس من السهولة القول بأن العراق وصل الى نقطة تحتم عليه الاختيار بين أن يكون روسياً أو أميركياً. ذلك أن تياراً عراقياً واسعاً يعتقد أن التعويل على روسيا في مواجهة طاحنة مع «داعش»، غير منطقي، لأن الروس يقولون بصراحة إنهم غير قادرين على المواجهة الطويلة بسبب فاتورة الحرب المتصاعدة، وأن الإسناد الروسي لن يكون بديلا عن الأميركان. غير أن جزءا من النخبة العراقية يحاول استخدام الحضور الروسي المفاجئ لإثارة «الغيرة والحماس» عند الأميركيين الذين «تباطأوا» في دعم العراقيين، بسبب خلافات سياسية عميقة وتباين في تعريف المهمة القتالية ضد «داعش». ويقول هؤلاء إن عزم واشنطن على تحقيق نصر في الرمادي بعد تلكؤ دام شهورا، هو «أول ثمار المنافسة الروسية».

back to top