حبيبة العبدالله: المذيعة الكويتية ليست مظلومة
«عرض علي خوض مجال التمثيل ولكن ذلك مستحيل»
قدَّمت مذيعة تلفزيون الكويت حبيبة العبدالله برامج عدة بينها شعر ومسابقات وفن وبرامج شبابية. لم تترك مجالاً إلا وعملت فيه سواء في الإذاعة أو التلفزيون، في حديثها إلى {الجريدة} تقول: {بدأت من الصفر وبرأيي النجاح الحقيقي هو النجاح العصامي}. صادفت مواقف محرجة لكنها تقبلتها بروح رياضية. في ما يلي تفاصيل الحوار.
ما رأيك في المذيعات اللواتي يقتحمن مجال التمثيل؟لدي وجهة نظر دائمة لا تتغير، وهي كما يقال {لكل مقام مقال} وأيضاً كما يقول المثل المحلي {صاحب بالين جذاب}، ثمة أشخاص عندما يطرحون وجهة نظرهم يقولون إن المجالين الإعلامي والفني واحد، أنا عكس ذلك الرأي فالمجال الإعلامي يختلف عن المجال الفني، وغالبية الأشخاص الذين انتقلوا من التقديم إلى التمثيل فشلوا، باستثناء قلة نجحت، برأيي من يخوض هذا المجال يبحث أولا عن الشهرة وثانياً عن المادة، باستثناء أسماء معينة، من بينها مشاعل الزنكوي التي أقنعتني بأدائها التمثيلي، فيما بعض الفنانين الشباب لم يقنعوني صراحة.هل تلقيت عروضاً لخوض مجال التمثيل؟بالطبع، لكني رفضت لأنني أعتبر هذه الخطوة مستحيلة، فأنا متمسكة بهويتي وعملي كمقدمة برامج، قد أخوض مجال الكتابة الدرامية نظراً إلى دراستي الأكاديمية، ولدي ملكة الكتابة، فأنا منذ سنوات أكتب مقالات في الصحف ، وهذا المجال ليس بعيدا عني.شاركت في فعاليات خارج مجال التلفزيون، إلى أي مدى ساهمت في شهرتك؟لا أعتبرها خارج التلفزيون بل تأتي في صميم عملي، ففي بعض الأحيان أتلقى عروضاً لتقديم فعاليات من شركات تجارية ومؤسسات رسمية، ولا ننسى أنني في 2007 كنت مذيعة في قناة خاصة، وقدمت في 2011 برنامج {غبقتنا} على إحدى القنوات الخاصة...تساهم هذه التجارب في صقل الفرد، وتكسبه خبرة جديدة، وتجعله يرى أجواء أخرى غير الأجواء الرسمية.هل ثمة منافسة بين المذيعات وكيف يمكن التغلب عليها برأيك؟لا توجد منافسة بل حسد، في بعض الأحيان عندما يتفاقم الحسد ويصل إلى مراحل متقدمة يتجاوز الغيرة، وفي أجوائنا يذهبون إلى الحسد، دائماً، فلا يوجد تنافس شريف أو غيرة محمودة لبلوغ الأفضل، بل يحسدون المرء ويخربون عليه.في أحد مقالاتي كتبت أن العالم لا يحتاج إلى نسخ، بل إلى أناس متفردين لإحداث تغيير في العالم. لكننا لا نمشي على هذا الأساس، ونفكر في التميز. كما أننا لا نتشابه في الشكل كما خلقنا الله، نختلف أيضاً في داخل قلوبنا، وفي تجاربنا في الحياة وتتفاوت أفكارنا.هل يمكن تغيير الإنسان من الداخل؟لا شك في أن الغيرة والحسد مشكلتان اجتماعيتان، والإنسان الذي يلجأ إلى تلك الخطوة هو سيئ، فصعب أن نغيره من الداخل، لذلك عليه اتخاذ قرار بأن يغير نفسه.ما أبرز المواقف التي تعرضت لها؟ضياع فرص ووصول انطباعات غير صحيحة إلى بعض المسؤولين عني.هل تؤثر عليك تلك الأمور؟ لا، لله الحمد، فأنا أتعامل بشخصيتي وبتفردي، في النهاية لا يصح إلا الصحيح.أيهما تفضلين: البرامج التلفزيونية أو الإذاعية؟بالنسبة إلي التلفزيون في عين والإذاعة في عين ثانية. لا أنكر أنني ابنة التلفزيون، والناس الذي عاصروني في مسيرتي الإعلامية يفضلونني في التلفزيون، ربما لأن لدي كريزيما فيه. في النهاية لكل مجال حلاوته، ولا استغني عن كليهما، لأنهما بمثابة بيتي.موقف محرج صادفته وكيف تعاملت معه؟صادفت مواقف مضحكة ومحرجة، لكن غالبيتها تكون ذات طابع صعب لأنها تحدث أثناء التصوير الخارجي وفي أكثر من موقع، تجعل المرء يضحك أو يتوتر، في النهاية نتعامل معها بروح رياضية، فالأخطاء واردة في العمل.هل تعتقدين بأن المذيعة الكويتية مظلومة؟لا، بتاتاً، فكل شخص مميز يأخذ فرصته، ومن ضمن التميز الإصرار على النجاح والإيمان بالنفس. من وجهة نظري لم أصادف أي شخص لديه إيمان وإصرار على العمل وفشل، ليس في المجال الإعلامي بل في أي مجال في العالم.لا اعترف بوجود شخص مظلوم، سواء في مجتمعنا أو أي مجتمع آخر، فنحن أصحاب القرار ولا أحمّل المجتمع أي خطأ.ما أمنياتك بعد تخرجك في المعهد العالي للفنون المسرحية؟تخصصت في الاقتصاد وإدارة الأعمال، لكن مع دخولي المجال الإعلامي اردت التخصص في مجال فني، وبما أنني أعشق المسرح، قررت دخول المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد والأدب. ولله الحمد أنا الأولى على دفعتي وتبقى لي سنة للتخرج.هل افادتك الدراسة الأكاديمية في مجال المسرح؟بالطبع، أتمنى الوصول إلى مرحلة الدكتوراه لأنها حلم بالنسبة إلي، وأن أتطور في عملي وأنجح في أكثر من مجال.ماذا عن مشاريعك الحاضرة؟ لديّ برنامجان من فكرتي وإعدادي وتقديمي. في كل سنة أحاول أن أخطو خطوة وتقديم جديد، فأنا أتمتع بإصرار وإيمان بنفسي.ما أهم البرامج التي قدمتها وتركت بصمة؟قدمت برامج عدة: شعر، مسابقات، فن، وبرامج شبابية. لم أترك مجالاً إلا وعملت فيه سواء في الإذاعة أو التلفزيون، وأنا أفتخر بها كلها، الشيء المميز أنني بدأت من الصفر، وليس عبر برامج قوية في التلفزيون، برأيي النجاح الحقيقي هو النجاح العصامي، والمتابع لمسيرتي الإعلامية يلاحظ أن وصولي عصامي ولا ينتابني العار إزاء أي شيء قدمته.