تحديث: غارات روسية مكثفة في سورية وبوادر تنسيق بين موسكو وواشنطن

نشر في 07-10-2015 | 14:16
آخر تحديث 07-10-2015 | 14:16
No Image Caption
شنت الطائرات الحربية الروسية مع بدء الأسبوع الثاني على عملياتها الجوية في سورية غارات كثيفة في وسط وشمال غرب البلاد، تزامناً مع إعلان موسكو الأربعاء إنها قد تأخذ باقتراحات واشنطن لتنسيق الضربات بينهما في البلد.

وترافقت الضربات الروسية للمرة الأولى مع توسيع موسكو نطاق عملياتها لتشمل توفير غطاء جوي لقوات النظام السوري التي تخوض مواجهات عنيفة ضد الفصائل المقاتلة في محافظة حماة في وسط سورية، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر أمني سوري.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس "شنت طائرات حربية روسية منذ ليل الأربعاء الخميس حتى الآن عشرين غارة على الأقل على ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى 12 غارة استهدفت محافظة ادلب (شمال غرب)".

ووصف المرصد الغارات الروسية في الساعات الأخيرة بأنها "أكثر كثافة من المعتاد"، لافتاً إلى أنها "المرة الأولى التي تترافق فيها مع اشتباكات ميدانية بين قوات النظام والفصائل المقاتلة".

وأوضح أن "الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في محافظة حماة (وسط) وقد وقعت إثر هجوم عنيف لقوات النظام والمسلحين الموالين لها على محاور عدة".

ويسيطر "جيش الفتح" المؤلف من فصائل إسلامية عدة بينها جبهة النصرة "ذراع تنظيم القاعدة في سورية" وحركة أحرار الشام على محافظة ادلب (شمال غرب)، وتنتشر هذه الفصائل الإسلامية بالإضافة إلى مجموعات أخرى مقاتلة في مناطق عدة في ريف حماة الشمالي.

وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الأربعاء "بدء الجيش السوري والقوات الرديفة له عملية برية على محور ريف حماة الشمالي، وتحديداً على أطراف بلدة لطمين الواقعة غرب بلدة مورك، تمهيداً للتوجه نحو بلدة كفر زيتا، تحت تغطية سلاح الجو الروسي".

وبحسب عبدالرحمن، أحرزت قوات النظام "تقدماً على جبهة لطمين على الرغم من ارسال الفصائل الإسلامية المقاتلة تعزيزات".

ومنذ بدء موسكو عملياتها الجوية في سورية في 30 سبتمبر، طال القصف الروسي هاتين المحافظتين بشكل كثيف.

ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف منعطفاً جديداً مع بدء روسيا شن ضربات جوية تقول أنها تستهدف جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية فيما تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة وتنتقد استهدافها لفصائل "المعارضة المعتدلة".

وفي شمال سورية، أفاد المرصد عن مقتل "مواطنتين وطفلة الأربعاء في غارات لطائرات يعتقد أنها روسية في بلدة دارة عزة في ريف حلب الشمالي الغربي".

ونقل التلفزيون الرسمي السوري من جهته عن مصدر عسكري أن "القوات الجوية في روسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية الروسية توجه ضربات دقيقة على أوكار تنظيم داعش في مناطق عدة من حلب وريفها".

وكانت طائرات روسية استهدفت الثلاثاء "مستودعاً للأسلحة يعود لفصيل إسلامي في منطقة المنصورة" في ريف حلب الغربي، بحسب المرصد.

وتأتي الضربات الروسية في وقت يشن الائتلاف الدولي بقيادة أميركية غارات جوية تستهدف منذ سبتمبر 2014 مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سورية، من دون أن يتمكن من القضاء على التنظيم أو الحد من توسعه بعد سيطرته على نصف مساحة سورية تقريباً.

وتجري موسكو وواشنطن منذ أيام اتصالات تهدف إلى ايجاد سبل تفادي أي احتكاك يمكن أن يحصل بين الطرفين في المجال الجوي السوري.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنكوف الأربعاء أن وزارته "استجابت لطلبات البنتاغون ودرست عن كثب الاقتراحات الأميركية حول تنسيق العمليات في إطار مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي على الأراضي السورية".

وأكد في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية على أن "هذه الاقتراحات يمكن تنفيذها بصورة اجمالية".

لكنه أضاف "نحاول فقط أن نوضح من جانبنا بعض التفاصيل التقنية التي سيتم بحثها اليوم بين خبراء وزارة الدفاع الروسية وخبراء البنتاغون".

وأفادت وزارة الدفاع الروسية مساء الثلاثاء بأن طائراتها قصفت 12 هدفاً لتنظيم الدولة الإسلامية في محيط دير الزور (شرق) ومناطق في محافظات دمشق وادلب واللاذقية (غرب).

وتأتي هذه التطورات بعد تصاعد التوتر بين موسكو وأنقرة التي اتهمت روسيا بانتهاك مجالها الجوي مرات عدة.

واستدعت تركيا مرتين السفير الروسي لابلاغه بأن بلاده "ستتحمل المسؤولية" في حال تكرار هذه الحوادث.

وجدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو الأربعاء التأكيد على أن بلاده "لن تقدم تنازلات" في ما يتعلق بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي.

وانتقد اوغلو الحملة الروسية مشيراً إلى أنه من أصل 57 غارة جوية استهدفت اثنتان فقط تنظيم الدولة الإسلامية.

واتهم حلف شمال الأطلسي الثلاثاء روسيا بتعمد انتهاك المجال الجوي التركي خلال شنها ضربات في سورية، معتبراً أن ما جرى "لم يكن عرضياً"، في موازاة تحذير الرئيس التركي رجب طيب اردوغان موسكو من خسارة صداقة بلاده جراء هذه الانتهاكات.

وتشهد سورية منذ منتصف مارس 2011 نزاعاً بدأ بحركة احتجاج سلمية قبل أن يتحول إلى حرب دامية متعددة الأطراف، تسببت بمقتل أكثر من 240 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالإضافة إلى نزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

وأعلنت منظمة أوكسفام الثلاثاء أن الجهود الدولية التي تبذل لتقديم المساعدة للسوريين سواء داخل سورية أم خارجها "غير كافية على الإطلاق".

back to top