مفخخة تستهدف «الأمن الوطني» المصري... و«داعش» يتبنى

نشر في 21-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-08-2015 | 00:01
No Image Caption
• السيسي في موسكو الثلاثاء المقبل
• اختطاف 4 «حمساويين» في سيناء «تصفية حسابات»
قبل أيام من الزيارة المرتقبة للرئيس المصري إلى موسكو، المقررة الثلاثاء المقبل، تبنى فرع تنظيم «داعش» تفجير مبنى الأمن الوطني في منطقة شبرا الخيمة فجر أمس، رداً على إعدام خلية «عرب شركس»، في حين قتلت قوات الجيش 23 إرهابياً في سيناء.

في تطور ميداني جديد، هز تفجير ضخم مبنى الأمن الوطني في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، شمال القاهرة، فجر أمس، أصيب فيه 30 شخصاً، وأدى إلى تصدع واجهات المباني السكنية المجاورة.

وفي أول رد فعل، قالت وزارة الداخلية، إن الانفجار وقع في محيط مبنى الأمن الوطني، في دائرة قسم أول شبرا الخيمة، في الساعات الأولى من الصباح، وتابعت في بيانها: "السيارة المفخخة توقفت فجأة خارج حرم المبنى الأمني، حيث تركها قائدها مستقلا دراجة نارية كانت تسير خلفه".

وسادت حالة من الاستنفار الأمني محيط التفجير عقب الحادث، حيث انتشر خبراء المفرقعات في مكان الحادث، كما أغلقت مديريتا أمن القاهرة والقليوبية كورنيش النيل، وكثفت من عدد الارتكازات الأمنية لضبط الجناة، وتم توقيف عدد من المشتبه فيهم، بينما نفى وكيل وزارة الصحة في القليوبية محمد لاشين وجود وفيات في الحادث.

وبينما قالت مصادر مطلعة، إنه بدأ تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة أعلى المبنى، تبين أن المواد المستخدمة في الحادث هي (TNT – C4) شديدة الانفجار، وهي المواد المستخدمة ذاتها في تفجير القنصلية الإيطالية، مطلع يوليو الماضي، ومديرية أمن القاهرة 2013، ما يؤكد أن الجهة التي نفذت تلك العمليات ربما تكون واحدة.

ولاية سيناء

وتبنى تنظيم "ولاية سيناء" فرع تنظيم "داعش" العملية، وقال في بيان نشرته صفحات متشددة على موقع "تويتر"، أمس: "جنود الخلافة تمكنوا من استهداف مبنى أمن الدولة في قلب القاهرة بمنطقة شبرا الخيمة، والعملية ثأر لشهداء خلية عرب شركس وجميع شهداء المسلمين".

وشدد مدير أمن القليوبية، اللواء سعيد شلبي، على ضرورة سرعة التحرك لضبط مرتكبي الحادث، وأمر برفع حالة الطوارئ، في جميع أقسام ومراكز الشرطة والسجون على مستوى المحافظة، وتمشيط المناطق العشوائية ومعقل أنصار جماعة "الإخوان"، في شبرا الخيمة والخصوص والخانكة والقناطر.

من جانبه قال الجهادي السابق، صبرة القاسمي، إن الجماعات الإرهابية تستغل بعض الثغرات الأمنية الموجودة على بعض الطرق لإدخال المواد المتفجرة التي يتم تفكيكها من الألغام المزروعة في المنطقة الغربية لمصر من بقايا الحرب العالمية الثانية، في حين قال رئيس حزب "التجمع" الليبرالي رفعت السعيد، إن الحادث محاولة لإظهار الدولة كأنها غير قادرة على تأمين منشآتها المهمة والحيوية.  

مقتل إرهابيين

على صعيد مواز، أعلن مصدر أمني مقتل 23 من تنظيم "أنصار بيت المقدس" في عمليات دهم لقوات الجيش في شمال سيناء، أمس، بينما علمت "الجريدة" من مصادر أمنية أن عناصر إرهابية سطت على سيارتي ربع نقل؛ إحداهما تابعة لمديرية التموين، والأخرى لشركة الكهرباء، ورجحت المصادر أن تستخدم تلك السيارات في عمليات إرهابية.

وبعد الحديث عن نية الولايات المتحدة، سحب قواتها الموجودة ضمن قوات حفظ السلام، في سيناء، بحجة تصاعد العمليات الإرهابية هناك، استبعد الخبير العسكري، نبيل فؤاد، الخطوة، وقال إنها غير مبررة، لكون هذه القوات متمركزة في المنطقة (ب) والعمليات الإرهابية تُنفذ في المنطقة (ج)، لافتا إلى أن من مصلحة مصر سحب هذه القوات وطلب مصر من الأمم المتحدة تشكيل قوة تتبع مجلس الأمن.

قيادات «حماس»

في السياق، اختطف مسلحون مجهولون أربعة فلسطينيين ينتمون إلى "كتائب عز الدين" القسام الذراع المسلحة لحركة حماس من حافلة ترحيلات في سيناء، كانوا في طريقهم إلى مطار القاهرة للسفر إلى تركيا لتلقي العلاج. ورجحت مصادر محلية مصرية، أن تكون العملية تمت على يد عناصر متشددة، تريد تصفية بعض الحسابات مع قيادات من "حماس" التي فرضت حصارا أمنيا على تيارات متشددة في غزة.

إلى ذلك، علمت "الجريدة" أن وفداً من الحركة برئاسة إسماعيل هنية لم يتلق حتى الآن موافقة المخابرات لعبور منفذ رفح، لعقد لقاء مع رئيس جهاز المخابرات اللواء خالد فوزي، يعقبه زيارة الدوحة وأنقرة، لبحث "اتفاق التهدئة" مع إسرائيل.

وأوضح مصدر مطلع لـ"الجريدة" أن الاتفاق يقضي بإقامة ممر مائي على شاطئ غزة، تحت إشراف "الناتو"، مقابل تخصيص "يخت" لـ"حماس" للتنقل والسفر به تحت إشراف الأمن التركي، على أن يتم إغلاق الأنفاق ووقف إطلاق الصواريخ من القطاع على الجانب الإسرائيلي.

ولاحقاً، أفرجت الشرطة المصرية، أمس، عن المسؤول الحمساوي حسن الصيفي، الذي أوقفته يوم الاثنين لدى وصوله إلى مطار القاهرة لأسباب لم تكشفها السلطات، وأعادته الى القطاع.

السيسي وبوتين

على صعيد آخر، أعلنت الرئاسة المصرية، أن الرئيس السيسي سيبدأ الأسبوع المقبل زيارة رسمية إلى روسيا، خلال الفترة من 25 إلى 27 الجاري. وقال المتحدث الرئاسي علاء يوسف، إنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، فضلا عن الرغبة في تعزيز تلك العلاقات بين البلدين.

في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الليبي محمد الدايري مشاركة بلاده في القوة العربية المشتركة مع مصر والدول الشقيقة، وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الأول: "ننتظر يوم الخميس المقبل، عندما نؤسس القوة العربية المشتركة، وسوف تكون ليبيا مشاركة ضمن الدول الموقعة على هذه القوة مع مصر والدول العربية الشقيقة".

إلى ذلك، اختتم قائد القوات البحرية المصرية اللواء أركان بحري أسامة منير زيارة إلى السعودية استمرت أياما، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، الفريق أول ركن عبد الرحمن البنيان، وقائد القوات البحرية بالمملكة.

أضرار كبيرة في قصر محمد علي باشا

أدى الانفجار الذي وقع في القاهرة صباح أمس وأسفر عن إصابة عشرات الأشخاص من عناصر الشرطة والمدنيين، إلى إلحاق أضرار كبيرة بقصر محمد علي باشا الأثري وبعض مقتنياته، بحسب مسؤولين في سلطات الآثار المصرية.

وقال وزير الدولة لشؤون الآثار ممدوح الدماطي في بيان، ان "الضرر الأكبر وقع على سراي الجبلاية، حيث تبين سقوط الشراعات التي تعلو المدخل الغربي والشرقي وتحطم الزجاج المعشق بها"، اضافة الى شقوق "خطيرة" في الأرضية والجدران والأسقف.

ووقع الانفجار على بعد 500 متر من قصر محمد علي باشا الذي حكم مصر بين عامي 1805 و1848، وهو مؤسس الأسرة العلوية التي كان آخر ملوكها فاروق الأول الذي أطاح به تنظيم الضباط الاحرار في عام 1952، وستبدأ سلطات الآثار ترميم القصر، بحسب الوزير.

وتعرضت مبان أخرى في القصر لبعض الأضرار، منها قصر الفسقية.

يذكر أن هذا القصر شيد اعتبارا من عام 1809، وأضيفت إليه مبان في مراحل مختلفة قام على تصميمها مهندسون مختلفون.

وهذه المرة الثانية التي تصاب فيها منشأة أثرية كبيرة بأضرار بسبب تفجير يستهدف أجهزة الأمن، إذ أدى تفجير عربة مفخخة قرب مديرية أمن القاهرة قبل عام ونصف العام الى دمار كبير في متحف الفن الإسلامي المجاور.

(القاهرة - أ ف ب)

back to top