جوليا روبرتس: أريد مشاريع مختلفة وصعبة!

نشر في 05-12-2015 | 00:00
آخر تحديث 05-12-2015 | 00:00
No Image Caption
كنت هناك في عام 1989، حين بدأت جوليا روبرتس تكتسب الشهرة. حصل ذلك في مؤتمر صحافي في بلدة ناتشيتوتشس الصغيرة في لويزيانا قبل بدء تصوير فيلم Steel Magnolias. شمل طاقم الممثلين حشداً من نجوم الصف الأول: سالي فيلد الفائزة بجائزتَي أوسكار عن فيلمَي Norma Rae وPlaces in the Heart، ودولي بارتون الفائزة بعدد من جوائز غرامي، وشيرلي ماكلين الفائزة بجائزة أوسكار، وأولمبيا دوكاكيس الفائزة بجائزة أوسكار عن فيلم Moonstruck، وداريل هانا التي كان اسمها يضمن النجاح على شباك التذاكر في تلك الفترة... والوجه الجديد جوليا روبرتس!

إنها الممثلة التي جذبت انتباه الناس. صحيح أن أحد المراسلين اعتبرها «شقيقة إريك روبرتس» بكل بساطة، لكن سرقت جوليا روبرتس الأضواء في المؤتمر الصحافي بجمالها البسيط وابتسامتها الساحرة وضحكتها المُعدِية!

مر أكثر من ربع قرن على ذلك المؤتمر الصحافي، لكن لا تزال روبرتس التي تبلغ اليوم 48 عاماً والتي قابلتُها أخيراً للتحدث عن أحدث فيلم لها، Secret in Their Eyes، تتمتع بجمالها البسيط وابتسامتها الجذابة وضحكتها التي تملأ المكان. الفرق الوحيد أنها أصبحت اليوم أحد أهم الأسماء في هوليوود بعدما فازت بجائزة أوسكار، ويمكن أن تترشح لجائزة أخرى عن دورها في الفيلم الجديد.

لا يشبه دور روبرتس في فيلم Secret in Their Eyes أي دور آخر في مسيرتها. تؤدي دور محققة غامضة ومنهارة وتتولى التحقيق بجريمة قتل وحشية بحق ابنتها المراهقة. مرت 13 سنة منذ مقتلها لكن لم يتوقف شريكها السابق (شيوتل إيجيوفور) عن محاولة إيجاد مشتبه أولي. سرعان ما يفتح اكتشافه الجروح القديمة والعميقة.

لا يُعتبر تجسيد شخصية امرأة {عمرها مليون سنة} كما يصفها الفيلم تجربة مألوفة بالنسبة إلى روبرتس التي أصبحت {محبوبة أميركا}، وهو لقب لم يحصده أي ممثل منذ ماري بيكفورد في بداية القرن العشرين. اكتسبت روبرتس اللقب بعد التمثيل في أفلام الكوميديا الرومانسية الخفيفة مثل Pretty Woman و My Best Friend’s Weddingو Notting HillوLarry Crowne.

تعلم روبرتس أنها كانت تستطيع متابعة التمثيل في أفلام الكوميديا الرومانسية الخفيفة. لكن أقنعتها غريزتها التمثيلية بتجربة فرصتها في فيلم Secret: {قرأتُ السيناريو وتأثرت به وأردت المشاركة في العمل. أحاول دوماً أن أقوم بأعمال مختلفة لإرضاء دوافعي الإبداعية. أريد مشاريع مختلفة وصعبة}.

لم يكن الدور متعِباً من الناحية العاطفية والجسدية فحسب، بل اضطرت روبرتس أيضاً إلى التعامل مع مرض والدتها التي كانت تحتضر في وقت التصوير.

يبدي المخرج بيلي راي إعجاباً شديداً بقدرة روبرتس على تقديم أداء قوي لهذه الدرجة رغم ما كان يحصل في حياتها الشخصية.

يقول راي: {في بعض الأيام، كانت تصور مشاهدها ثم تقصد المستشفى لرؤية والدتها ثم تعود لتصوير مشاهد إضافية. إلى جانب مزاياها الأخرى ومهاراتها المدهشة، هي شجاعة جداً}.

أكثر شخص ساعدها لتجاوز الأوقات الصعبة زوجها منذ 13 سنة دانيال مودر الذي كان المصور السينمائي في فيلم Secret in Their Eyes. يتذكر راي كيف كان يشاهد الزوجين وهما يتعانقان بين المشاهد.

تقول روبرتس: {أحب أخلاقه المهنية ورأيه مهم جداً بالنسبة إلي. حين أضطر إلى تصوير مشاهد لا أكون مرتاحة فيها، أستعيد الأمان الذي يدفعني إلى تقديم المزيد حين أعلم أنه يجلس ورائي}.

في السنوات الأخيرة، كانت روبرتس أكثر انتقائية في الأدوار التي تقبلها. فقد ركزت في المقام الأول على تربية أولادها الثلاثة. لكن أصبح الأولاد الآن كباراً بما يكفي كي يعرفوا أن والدتهم مضطرة إلى الغياب بسبب أيام التصوير الطويلة، كما حصل معها عند تصوير فيلم August: Osage County.

أعماق الذات

 

لكن صُور فيلم Secret in Their Eyes في منطقة لوس أنجلس، وهذا ما سمح لروبرتس برؤية عائلتها في مناسبات إضافية. إنها نعمة فعلية!

أخذتها هذه القصة إلى أعماق ذاتها كما لم يفعل أي دور آخر.

تقول روبرتس وعلى وجهها ابتسامة عريضة: {يجب أن ننتبه من الأمور التي نتمناها! أردتُ دوراً معقداً ومثيراً للاهتمام. أشعر بأن هذا العمل مشروع موثوق لكن فيه مجازفة في الوقت نفسه. شعرتُ بأن هذه الشخصية كُتبت بطريقة صافية وكان أكبر جزء من المرحلة التحضيرية يتعلق بتحديد شكلها في البداية ثم شكلها بعد 13 سنة. ثم طورتُ الأداء بناءً على ذلك}.

لم تتعامل روبرتس مع أي دور آخر بهذه الطريقة. لا تسمح لحياتها الخاصة بالتأثير على الشخصيات التي تجسدها. جميع العواطف التي تُظهِرها تنبثق من نظرتها إلى الشخصية والمشاعر التي تحملها..

سعيدة جداً

 يرتكز Secret in Their Eyes على فيلم أرجنتيني فاز بجائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم باللغة الأجنبية في عام 2010. لو نُفّذت النسخة المقتبسة بالطريقة التي أرادها راي في البداية، ما كانت روبرتس لتشارك في الفيلم. فقد كُتب الدور لرجل.

لكن انجذبت روبرتس كثيراً إلى المشروع فتغير السيناريو لأجلها.

بما أن روبرتس بلغت ذروة النجاح في هوليوود، لدرجة أن تتغير الأدوار لإشراكها في الأفلام، هل ستتوجه في المرحلة اللاحقة إلى الإخراج؟

تقول إنها لن تتخذ هذه الخطوة مطلقاً لأنها تعمل أصلاً على إخراج أهم عمل على الإطلاق: «أحرص على أن يذهب الأولاد إلى المدرسة في الوقت المحدد بعد تنظيفهم وإطعامهم وجعلهم سعداء. أُخرِج مشروعاً كاملاً».

منذ أن قدمت روبرتس أداءً مبهراً في فيلم Steel Magnolias، بدأت مسيرتها التمثيلية تزدهر. بين العمل والمنزل، هي سعيدة جداً بما وصلت إليه اليوم: {احتفلتُ للتو بعيد ميلادي ولا أظن أنني شعرتُ بهذه السعادة في مناسبة مماثلة منذ فترة طويلة.أظن أن جزءاً من السبب يتعلق بالمساحة السعيدة التي أحتلها في العالم مع عائلتي وأصدقائي. لكن سرعان ما بدأتُ أتساءل: ما المغزى من عدم الشعور بالسعادة لأي سبب؟ لا قيمة لذلك}!

back to top