الحكومة تعترض على طلب «غرين بيس» شراء منجم للفحم تمهيداً لإغلاقه

نشر في 07-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-11-2015 | 00:01
اشتهرت جماعة أنصار البيئة المعروفة باسم السلام الأخضر "غرين بيس" بأعمالها المباشرة التي تعرقل انشطة الوقود الحفري، وتمكنت من مواجهة سفن كبرى على زوارق كما صعدت الى منصات نفط أوفشور.

ولكن هذه المجموعة تهدف الى القيام بنوع مختلف جداً من الأعمال المباشرة في أوروبا: شراء واحد من أكبر مناجم الفحم هناك ثم اغلاقه بصورة تدريجية. وفي حال نجاحها في ذلك ستكون "غرين بيس" في وضع غريب يتمثل في تشغيل منشآت فحم حتى سنة 2030، وهو الموعد النهائي الذي ستحدده من أجل التوقف عن تلك العمليات والشروع المرحلي في استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

وجاءت هذه الحصيلة غير العادية بعد قرار صدر عن فاتنفول Vattenfall –وهو تكتل للطاقة مملوك للحكومة السويدية– ببيع عملياتها في تعدين الفحم ومصنعين للفحم في ألمانيا. وتماشياً مع هدف السويد في التحول الى أول دولة خالية من الوقود الحفري في العالم تسعى فاتنفول الى تحويل نشاطها في الطاقة الى مصادر أدنى في انبعاثات مصادر ثاني أكسيد الكربون وزيادة اعتمادها على الطاقة المتجددة. وقد طلبت في شهر سبتمبر الماضي عروضاً من شركات محتملة لهذا الغرض.

 

وجهة نظر مختلفة

ولكن من وجهة نظر "غرين بيس" فإن قيام فاتنفول ببيع منجم فحم الى شركة تستمر في استثمار مواردها لا يختلف عن عملية اعادة ترتيب مقاعد السطح على السفينة تايتانيك.

ويقول علماء المناخ إن 80 في المئة من احتياطيات الفحم الحالية يجب ان تظل في باطن الأرض، من أجل الحد من الاحتباس الحراري بحيث يصل الى عتبة الأمان المعترف بها دولياً والتي تبلغ درجتين فقط.

ومع هبوط أسواق الفحم العالمية تمثل عملية البيع اختباراً مهماً بالنسبة الى مستقبل الفحم في أوروبا، وبمشاركة دولتين مشهورتين في ريادة سياسة المناخ هما ألمانيا والسويد.

وتطرح مديرة "غرين بيس" نورديك مارتينا كراغر مجموعة من الأسئلة مثل عندما يهبط الفحم على أي حال ما الذي ستفعله؟ هل تحاول أن توفر ما أمكن؟ أم انك ستنشط حقاً في استثمار ما تريد بدلاً من ذلك؟ هذه المنطقة يمكن أن تتحول من مشكلة الى نقطة مشرقة للمستقبل، ونحن نريد أن نكون جزءاً من ذلك.

توجد طريق طويلة أمام "غرين بيس" من أجل اقناع فاتنفول بوجهة النظر هذه. وفي وقت متأخر من الأسبوع الماضي تلقت المجموعة رفضاً جلياً لبيان الاهتمام الذي تقدمت به من جانب "سيتي غروب" التي تدير عملية البيع، وقالت إن مجموعة "غرين بيس" لن يسمح لها بالتقدم بعروض، وانها لا تملك المزيد من التوضيح، بحسب كراغر.

موقف الحكومة السويدية

وتضيف كراغر "وعدت الحكومة السويدية بعدم السماح بفتح مناجم جديدة، وهي أول خطوة نحو التخلص التدريجي من الفحم. ونحن نخشى أن تكون عملية البيع محاولة للتنصل من ذلك الوعد –ما لم تكن لدى الحكومة معايير بيئية واجتماعية واضحة جداً تواكب ذلك. ورأينا أن اهتمام الحكومة يتركز على العروض الأعلى فقط".

وإذا لم تتراجع "سيتي غروب" فستوجه "غرين بيس" تحدياتها حول ذلك القرار مباشرة الى الحكومة السويدية. وتتمثل النقطة الجوهرية في قيمة الأصول المعنية، وقد وضع بعض المحللين القيمة عند ملياري يورو الى ثلاثة مليارات يورو.

وبينما تبلغ تلك القيمة ما يقل كثيراً عما كانت عليه قبل سنة، فإن غرين بيس تقول إنها يجب أن تكون أقل كثيراً، ما يقارب نصف مليار يورو، مع الأخذ في الاعتبار هبوط قيمة الفحم والأنظمة البيئية المستقبلية، بحسب كراغر.

والأكثر من ذلك، فإن الانتقال التدريجي الى مصادر الطاقة المتجددة الذي يحافظ على آلاف الوظائف في قطاع الفحم في الوقت الراهن سيتطلب كمية كبيرة من الاستثمارات.

وإذا تم أخذ ذلك في الحسبان، تقول غرين بيس، فإن العمليات قد تصبح مسؤولية وليس أصولاً.

وتقول كراغر إنها لا تشك في قدرتها على تمويل عرضها من خلال الهبات والتمويل الجماهيري والمنح وغير ذلك من المصادر. وتهدف خطتها الى تأسيس شركة اخرى منفصلة تعمل على ادارة عملية اغلاق فاتنفول، وتطور خططاً من أجل الانتقال الى اقتصاد جديد يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.

وتقول "غرين بيس" إن عرضها يتسم بالجدية وهي تأمل أن تفوز. ولكن حتى اذا لم يكتب لها ذلك فهي تريد الضغط على فاتنفول من اجل وضع اشتراطات بيئية واجتماعية قوية على عملية البيع.

يذكر أنه بالنسبة الى مجموعة تنفر من العمل ضمن النظام حظيت استراتيجية غرين بيس نورديك بالكثير من النقاش. وتقول كراغر: "نحن نعلم أننا ذوو توجه نحو الحلول، ولكن تلك ليست فكرة الناس عنا. نحن نريد أن نحدث الناس عن أحلامنا لا عن كوابيسنا فقط".   

back to top