«كاستينغ» نقابة الممثلين... عودة «الغائبين» إلى الاستوديوهات

نشر في 16-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-09-2015 | 00:01
سيطرة مجموعة من الممثلين على الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون والمسرح في السنوات الخيرة، دفعت نقابة المهن التمثيلية لتأسيس مشروع {كاستينغ} للقضاء على هذه الظاهرة، وإعادة النجوم إلى الساحة الفنية بعد اختفائهم رغم موهبتهم الكبيرة. علامات استفهام ترتسم حول موعد تنفيذ هذا المشروع، وإمكانية تطبيقه، وسبل التعاون بين النقابة والمخرجين والمنتجين، وهل سيكون لزاماً عليهم قبول هذه الترشيحات، أم ستكون مجرد اقتراحات من النقابة؟
 يقوم {كاستينغ} على ترشيح نقابة المهن التمثيلية النجوم لصنّاع الأعمال الفنية، ويساعدهم في الانضمام إليها، وذلك بعدما عمد المنتجون إلى إسناد أدوار البطولة أو الأدوار الرئيسة في الأعمال إلى نجوم بعينهم، خشية الفشل في حال تعاونوا مع نجوم اختفوا من الساحة.

يوضح د.أشرف زكي، نقيب الممثلين، أن هذا المشروع يهدف إلى أن يصبح لكل فنان موهوب مكان في الأعمال التي يتم تقديمها، وأن النقابة  تجتهد لتنفيذ خطته خلال الفترة المقبلة، عبر تحديد أسماء النجوم الموهوبين الغائبين، وتوفير بيانات متعلقة بهم، بهذه الطريقة تساعد المنتجين والمخرجين في التعرف عليهم وتذكيرهم بأعمالهم، والتفكير في الأدوار التي يمكنهم تقديمها.

تفعيل

يشير أحمد صيام، أمين صندوق نقابة الممثلين، إلى أن المشروع بدأ العمل به العام الماضي لكن على استحياء، وأن النقابة تعمل على قدم وساق لتفعيله خلال هذا العام.

يضيف: {ليست الفكرة حديثة العهد، فقد طرحها أشرف طلبة سكرتير النقابة منذ  سنوات حينما رشح نفسه للانتخابات، وبدأت إجراءات تنفيذها، لكنها توقفت مع ثورة يناير 2011،  وما لبثت أن عادت الفكرة إلى الضوء في نهاية 2013، وتتمحور حول وجود مكتب {كاستينغ} للممثلين الجدد والقدامى، تأمين صور شخصية لهم، توفير فيديوهات خاصة بأعمالهم، عقد اتفاقيات مع صنّاع الدراما لإعادة هؤلاء النجوم إلى الساحة الفنية بعدما اختفوا وسط زحمة  الوجوه الجديدة، والتغيير الذي حدث لأهل الفن، وموجة الإنحلال والتجديد التي سيطرت في السنوات الأخيرة}.

يتابع: {غاية هذا المشروع {تسويقية} أكثر من كونها {تشغيلا}، نهدف إلى عرض قدرات الفنان وبيان شكله للصنّاع فيتعرفون عليه، ما يساعد في إعادة توظيفه، وهي خدمة مجانية لا نتقاضى أي مقابل من الفنان عنها، انطلاقًا من كونها ضمن واجبات النقابة تجاه أعضائها}.

يلفت إلى أن {الممثل عندما يعود إلى العمل يقل حجم الإعانات والإنفاق، عكس الحال حينما يجلس في منزله فيكتئب ويختفي، وإن كان من الجائز أن نقدم هذه الخدمة  للمنتجين بمقابل رمزي لأننا نساعدهم في لقاء الممثلين بعد الاختيار بين الكشوف التي سنوفرها لهم وفقاً للبروتوكول القائم بيننا}.

بدوره يعتبر إيهاب فهمي، عضو مجلس نقابة الممثلين، أن النقابة تطلق على هذا العام اسم {عام التشغيل}، ويقول: {عانى زملاء كثر  داخل الوسط الفني طوال السنوات الماضية من الجلوس في منزلهم من دون عمل، لكننا لن نسمح بذلك بعد الآن، وفي الوقت نفسه لا  نلوم المجلس السابق، لأن ظروف البلد كانت سيئة، لكننا سننفذ هذه القرارات اليوم، وسنرشحهم لأعمال طالما أنهم موهوبون، إلا إذا اعتزلوا أو لا يرغبون في العمل، لكن طالما أنهم بكامل صحتهم سندعمهم}.

يضيف أن الأمر لن يكون  بفرض اسماء على المنتجين والمخرجين وإجبارهم بها، {الإنتاج والتمثيل والنقابة يكملون بعضهم بعضاً، فإذا لم يرَ المنتج مثلا أن الممثل الذي رشحناه مناسباً للدور، من حقه أن يعترض عليه،  تتوافر مسلسلات وأفلام ومسرحيات يمكن استغلال هؤلاء النجوم فيها، وأعتبر رمضان المقبل اختباراً حقيقياً لقدرة النقابة في تنفيذ هذا المشروع بالتنسيق مع الصنّاع}.

تسهيل الاختيار

يبدي المنتج صادق الصبّاح إعجابه بهذا المشروع، مشيراً إلى أن كثيراً من أعضاء النقابة من الفنانين المحترفين وخريجي معاهد السينما والمسرح. يضيف: {يحتاج ذلك إلى إعادة ترتيب لبيانات الأعضاء، بشكل واضح، عبر الصور والسيرة الذاتية لكل فنان، على أن يتم ذلك بطريقة تكنولوجية متطورة، فإذا تم تنفيذ المشروع سيسهل  علينا كمنتجين ومخرجين اختيار الممثل المناسب لكل دور بطريقة سهلة}.

يتابع: {حضرت جلسة في النقابة مع أشرف زكي وبعض الأعضاء وأعجبت بالفكرة، لكن يجب عقد جلسات جديدة لنبحث في تفاصيله، عموماً لن تحدث مشكلة بشأن اختيار الفنانين المرشحين من النقابة أو استبعادهم، لأن  ذلك عمل ولا مجال للمجاملات فيه}.

وجوه جديدة

يتوقف موقف المنتج ريمون مقار من هذا المشروع على ما إذا كان سيتم العمل به بشكل محترف، بما في ذلك تدريب الممثلين، معتبراً أنه اتجاه محترم لتشغيل أعضاء النقابة، لذا لا يرفض التعاون في {كاستينغ} النجوم وإعادة تسويقهم.

يضيف: {شركة {فنون مصر العالمية} التي أملكها مع المنتج محمد محمود عبد العزيز، تهتم باستمرار في تقديم وجوه جديدة من بينهم ياسمين صبري في {جبل الحلال} العام الماضي، كذلك إعادة تقديم نجوم موهوبين ويستحقون البطولة أمثال طارق لطفي في {بعد البداية}، إلى جانب ضخ دم جديد في الدراما، عموماً، سواء في التمثيل أو الإخراج أو غيرهما من المجالات}.

يتابع: {نتمنى أن يعمل كل فنان موهوب في مجاله، ولكن المشكلة أنني إذا رغبت في التعاون مع أعضاء النقابة فأنا لا أعرفهم من الأساس، لأن البيانات المطروحة  تعود إلى 15 عاماً تقريبًا، ونصفهم رحل عن عالمنا والنصف الثاني لا أعلم أين أجده، لذا أتمنى تحديثها وتوفيرها على أقراص مدمجة يسهل التعامل معها، مع بيانات مثل السن والمؤهلات والأعمال ورقم الهاتف لتسهيل التواصل}.

يؤكد أنه لن أسمح بالتعاون مع أي فنان غير مؤهل لدور، إنما مع من يقتنع به ويجده الأصلح له، لأنه قد يحدث أن يكون الدور أعلى من إمكانات الممثل، وبتقديمه له يقلل منه}.

أما المخرج محمد النقلي فيتعاون باستمرار مع نقابة الممثلين في القرارات والمشروعات التي تنفذها، مشيراً إلى أن النقابة كانت ترشح له بعض الفنانين، لكنه لم يكن يعرفهم ولا يعرف أسماءهم ليرشحهم في ما بعد.

يثني على فكرة المشروع ويتوقع أن تفتح آفاقا جديدة لاختيار ممثلين في أدوار رئيسية، {ما سيوفر حركة فنية مفيدة لكل الأطراف المشاركة فيها، وتساعدني كمخرج في اختيار الممثل الذي أحتاجه، وإن وجدته غير مناسب للدور سأعتذر له فوراً، لأن لا مجال للواسطة في التمثيل، وربما أسمح بوجوده في مشهد أو مشهدين، لكن في دور مؤثر، لا يمكن، لأنه في النهاية يصب في صالح العمل.

back to top