الرسام سيفادا غريغوريان: الجمال قيمة عالمية لا جنسية لها ولا دين

نشر في 18-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-12-2015 | 00:01
• أعماله معروضة في اليابان والصين وأميركا وموسكو
هو فنان أرمني مولود في عام 1959. تخرّج في كلية التربية في جامعة ولاية يريفان وتخصّص في مجال الفنون الجميلة، وهو عضو في {اتحاد الفنانين الأرمن} وفي {الاتحاد الدولي للفنانين العالميين في فرنسا} (اليونسكو). نظم سيفادا غريغوريان معارض في أنحاء اليابان والصين والولايات المتحدة، وتحديداً في متحف محافظة هيوغو للفنون في كوبي، ومعرض داتيان للفنون في شنغهاي، وبيت الفنون المركزي في موسكو. تُعرَض لوحاته ضمن مجموعات عامة، أبرزها في السفارة الروسية في أرمينيا، ومقاطعة ساندي للتعليم في مدينة سالت لايك، وبلدية كارلوفي فاري في الجمهورية التشيكية، وفي معالم سياحية عدة مهمة في أرمينيا.  في عام 2014 دعاه «برنامج دونغ دونغ ولولو لإقامة الفنانين» للعيش في نانجينغ الصينية حيث رسم أكثر من 12 لوحة وشارك في معارض عدة في مدن مختلفة من الصين: نينغبو، تشانغشا، جياشان، شنغهاي.

في الوقت الراهن، لا يزال يعيش ويبتكر أعماله الفنية في نانجينغ.

كيف اكتشفت حبك للرسم؟ أخبرنا عن أول لحظة اكتشفت فيها أنك تجيد الرسم وعن مشاعرك حينها.

في طفولتي، كنا أنا وأشقائي نقصد البلد لزيارة جديّ خلال العطلة الصيفية. في أحد الأيام، زار ثلاثة رسامين قريتنا. كانت القرية تشمل حديقة فيها شجرة كرز وقد جاؤوا لرسمها. أتذكر أنني شعرتُ بالحماسة والانبهار حين رأيت ثلاثة فنانين وهم يرسمون قريتنا في لوحة زيتية. ولحزني الشديد لم يرسم أي منهم منزل جدي للأسف. أتذكر أنّ هذا الأمر أثر بي كثيراً حين كنت طفلاً. شعرتُ بالخيبة وبرغبة شديدة في أن أصبح رساماً في أحد الأيام كي أرسم منزل جدي بنفسي.

هل شجعتك عائلتك على تطوير موهبتك؟ وكيف حسّنتَ مهاراتك؟

دعمتني عائلتي كي أحصل على تعليم مهني في مجال الفنون، فحضرتُ دروساً خاصة بالفن كي أتمكن مستقبلاً من الذهاب إلى كلية الفنون.

ما رأي عائلتك في مسيرتك المهنية؟ هل تفتخر بك؟

تتعدد المصاعب والتقلبات في حياة الفنان طبعاً، لكن لطالما آمنت عائلتي بموهبتي وكنت أشعر بدعمها لي على مر مسيرتي.

هل الرسم موهبة تولد معنا أم يمكن أن ندرسها ونبتكر أعمالاً مبهرة؟

لطالما كان هذا السؤال محط جدل ويظن عدد كبير من الفنانين، بمن فيهم أنا، أن الموهبة أساسية طبعاً. لكن يجب أن يجتهد الفرد كي يحقق أحلامه بغض النظر عن حجم موهبته.

هل تظن أن أكاديميات الرسم ضرورية أم من الأفضل عدم الالتزام بقواعد محددة؟

أولاً، يجب أن يعرف الرسام القواعد كي يقرر إذا كان يريد تطبيقها أو رفضها. بعبارة أخرى، يعطي العمل المجتهد ثماره دوماً، رغم غياب التعليم المهني.

ما الذي يميّز لوحاتك كرسام؟

التفاصيل، الرمزية، الأسلوب الشعبي، الجذور الثقافية الوطنية، والنمط العاطفي السلس في لوحاتي.

ما هي الرسالة التي تريد توجيهها للعالم من خلال أعمالك؟

الحب، العائلة، التناغم، اللطف، الإيمان، مسار النور والأمل.

يقال إنك تركز بشكل مفرط على أسلوب الحياة الريفي الأرمني. لماذا؟

تؤثر هويتي الأرمنية على لوحاتي من حيث الثقافة والأسلوب الشعبي، لكن تكون أعمالي رمزية بطبيعتها وتطرح مواضيع مختلفة. يمكن أن تجسد حكاية في عالم خيالي، أو شخصيات تحلق في الفضاء، أو عائلة في الجبال، أو موسيقيين لهم قصة محددة... أعيش وأعمل في الصين منذ سنتين تقريباً ولا شك أن هذا المكان يترك أثره في لوحاتي.

ما مدى صعوبة أن يصبح رسام من يريفان معروفاً على الساحة الدولية؟

الأمر صعب جداً. كي يصبح الرسام معروفاً على الساحة الدولية، يجب أن يقوم بمعارض دولية كثيرة، لكن لا داعي للشعور بالإحباط لأن الفنان يجب أن يقوم بما يحبه ويتابع مسيرته مهما حصل.

تجارب وإلهام

عرضتَ أعمالك في معارض دولية عدة مثل الصين. ما الذي تضيفه هذه المغامرات إلى مسيرتك وما هي الأماكن التي قصدتها خارج الصين؟

المعارض ضرورية بالنسبة إلى الرسامين كي يتفاعلوا مع رسامين دوليين آخرين ويقارنوا أعمالهم ويحصلوا على أفكار ومصادر إلهام جديدة.

كيف رحّب الرسامون الصينيون بعملك؟

نظمتُ معارض في مدن عدة من الصين مثل شنغهاي وتشانغشا وجياشان وسأتجه قريباً إلى قوانغتشو وغيرها. يسهل على الرسامين دوماً أن يتفاعلوا في ما بينهم، وبما أن أسلوبي يُعتبر جديداً وفريداً من نوعه بالنسبة إلى الرسامين الصينيين، هم يهتمون بلوحاتي وقد سمعتُ حتى الآن تعليقات إيجابية.

من يلهمك؟ وعلى المستوى الأرمني، أي أعمال تؤثر بك للرسامين الأرمن المعاصرين؟ وماذا عن الرسامين الدوليين؟

يمكن أن يتعلّم الرسام من الفنانين العظماء القدامى مثل رافاييل وإل غريكو وفان غوخ، لكنّ أهم جانب في الفنون هو أن يجد الفنان أسلوبه الخاص.

لا يمكن أن أسمي أي فنانين أرمن معاصرين، لكن من بين العظماء القدامى أحب مارتيروس ساريان وفاردجس سورنيانتس.

هل يمكن أن يعيش الفنان من الفن في أرمينيا؟ أم ينعكس الوضع الاقتصادي سلباً على الرسامين؟

لا شك في أن للوضع الاقتصادي أثراً على المجتمع وينطبق الأمر نفسه على الفنانين. لذا يسعى الفنانون إلى دخول الساحة الدولية لتحقيق النجاح.

ما ثمن لوحاتك؟

لدي موقعي الإلكتروني الرسمي وثمة مواقع اجتماعية مختلفة حيث أعرض أعمالي لكل المهتمين بها مع أسعار متفاوتة.

هل تلجأ إلى التكنولوجيا لتسويق أعمالك؟ وهل تظن أن مواقع التواصل الاجتماعي أداة فاعلة بالنسبة إلى الفنان؟

شخصياً، أستعمل مواقع التواصل الاجتماعي وأظن أنها مفيدة للفنانين.

هل تحظى بالتقدير في بلدك؟

لا شك في أن شريحة من الناس في بلدي معجبة بأعمالي، لكن من الطبيعي أن يكون الفنان طموحاً وأن يسعى إلى تحقيق المزيد.

هل أنت راضٍ عن المستوى الذي وصلت إليه حتى الآن أم تشعر أنك بحاجة إلى تحقيق المزيد؟

أظن أنني بدأتُ للتو! (يضحك)

ما أهمية أن تكون عضواً في {الاتحاد الدولي للفنانين العالميين في فرنسا»؟ ما هي امتيازات هذا المنصب؟

حصلتُ على هذا المنصب منذ فترة طويلة في موسكو لكني بكل صراحة لا أشعر بشيء مميز تجاهه.

في سيرتك الذاتية، ذكرتَ أنك زرت روسيا كثيراً. لماذا؟ وما هي عاصمة الرسم العالمية بحسب رأيك؟

نعم لأنني كوّنت صداقات كثيرة في روسيا في حقبة ما بعد الحكم السوفياتي. وبما أنني أجيد اللغة الروسية، كان من الأسهل عليّ التواصل مع الناس في المجال المهني أيضاً. كنت أتلقى دعوات كثيرة لحضور معارض وللتعاون في مشاريع فنية. في ما يخص عاصمة الرسم اليوم، لا أستطيع تحديد اسم معين.

هل عرضتَ أعمالك يوماً في الشوارع؟ وهل تفضل هذا النوع من المعارض أم تظن أن أعمالك يجب ألا تُعرَض في الشوارع بل في المعارض؟

طوال 10 سنوات تقريباً، كنت أعرض أعمالي في شوارع موسكو وأرمينيا. لا أعتبر الأمر خاطئاً لكن لا يمكن أن يستمر هذا النهج إلى ما لانهاية. برأيي، تقضي مهمة الرسام بالابتكار ثم يجب أن يتولى تجّار اللوحات عملية العرض والبيع. إنه الوضع المثالي بالنسبة إلى أي رسام.

هل يمكنك أن تسمي رساماً تحب أن تشتري لوحاته؟

أحب أن أعلّق طبعاً لوحات رافاييل وفان غوخ وإل غريكو ورامبرانت على جدراني.

ما التحديات التي يواجهها الرسام راهناً؟

يواجه مشاكل مادية بشكل أساسي. يحتاج إلى الحد الأدنى من الظروف المؤاتية للعمل والإبداع. في ما يخص جني المال، يصبح الاعتناء بالعائلة أكثر تعقيداً.

يقول بعض النقاد إن الفن الحقيقي بدأ يختفي في جميع المجالات: الأدب، الرسم، الموسيقى... يبدو أن الفن {الحقيقي} لا يحظى اليوم بالتقدير سريعاً وبات الاستهلاك يحرك العالم. ما رأيك بذلك؟

أظن أن الفنون الجميلة لا يمكن أن تختفي. الناس سيجذبهم الجمال دوماً لأن تقديره موجود منذ نشوء الجنس البشري. ربما يفضلون اليوم شراء سلع أخرى عدا اللوحات.

لكني أظن أن أي مجال فني، مثل الأدب أو الموسيقى أو الرسم، يبقى أعلى مستوى من المسائل المادية لأنه يتخذ طابعاً روحياً.

هل تعرف رسامين من العالم العربي؟

بصراحة لم يتسنَّ لي أن أتعرف إليهم. لكني شاهدتُ بعض اللوحات على الإنترنت.

هل يمكن أن تفكر بتنظيم معرض في العالم العربي؟ ولماذا؟

لا مانع لديّ إذا تلقيتُ دعوة من تاجر فني أو حصلتُ على عرض مناسب، سأفكر بذلك طبعاً. حبّ الجمال قيمة عالمية ليس لها جنسية ولا دين.

back to top