«داعش» يتقدم باتجاه حلب... وإيران تتلقى أقوى ضربة

• فرنسا تضرب الرقة مجدداً
• صواريخ «قزوين» سقطت في إيران
• تركيا تترقب موجة لجوء بسبب الروس

نشر في 10-10-2015
آخر تحديث 10-10-2015 | 00:01
No Image Caption
شن تنظيم "داعش" هجوماً مباغتاً على كتائب المعارضة المشتتة في حلب بفعل الضربات الجوية الروسية المتواصلة منذ 10 أيام، محققا أكبر تقدم له في أكبر مدن سورية وعاصمتها التجارية، التي تلقت فيها أيضاً إيران أقوى ضربة لها مع خسارتها نائب قائد الحرس الثوري الجنرال حسين همداني في المنطقة ذاتها.
أحرز تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فجر أمس، تقدماً سريعاً باتجاه مدينة حلب في شمال سورية، في وقت اتهمت دول غربية مجدداً روسيا بإعطاء الأولوية لمساندة النظام السوري، الذي واصل بدعم من "حزب الله" اللبناني وإسناد من الطيران الحربي الروسي عمليته البرية ضد الفصائل المعتدلة والإسلامية في وسط وشمال غرب البلاد حيث لا وجود للتنظيم المتطرف.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن "داعش" استغل تشتت الفصائل المقاتلة بسبب العملية البرية ضدها والغارات الروسية في محافظات ومناطق عدة للتقدم ميدانياً، موضحاً أن ما يحصل هو بمنزلة  "أكبر تقدم التنظيم باتجاه حلب".

وقال المرصد إنه إثر معارك عنيفة استمرت طوال ليل الخميس وحتى فجر أمس وقتل فيها العشرات، طرد التنظيم المتطرف الفصائل المقاتلة من بلدات عدة في ريف حلب تسيطر عليها منذ عام 2012 بينها تل قراح وتل سوسين وكفر قارص، فضلاً عن قاعدة مدرسة المشاة ذات "الأهمية الاستراتيجية".

خطوط التماس

وعقب سيطرته على تلك البلدات، لم يعد "داعش" يبعد عن وسط حلب سوى 20 كيلومتراً فقط، ليصبح أيضاً على خطوط التماس مع مناطق وجود قوات النظام السوري وخصوصاً قرب مدينة الشيخ نجار الصناعية، بحسب المرصد، الذي أكد أنه "وصل إلى أقرب نقطة له من مدينة حلب".

وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012، وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على أحيائها.

ويستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف في حين تستهدف قوات النظام الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل أو الجهاديين بالبراميل المتفجرة التي حصدت آلاف القتلى.

ضربة لإيران

وفي ريف حلب أيضاً، قتل الجنرال الإيراني حسين همداني، القائد البارز في الحرس الثوري، على يد "داعش"، وفق ما أعلن الحرس الثوري أمس، مؤكداً أنه كان يقدم المشورة للجيش السوري.

وأوضح الحرس الثوري، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، أن "الجنرال همداني قتل في ساعة متأخرة يوم الخميس وأنه لعب دوراً مهماً في تعزيز جبهة المقاومة الإسلامية ضد الإرهابيين".

وفي تصريح لوكالة تسنيم "شبه الرسمية"، أكد النائب إسماعيل كوثري أن همداني ساعد في التنسيق بين القوات السورية والقوات المتطوعة في قتالها مع "داعش"، مبيناً أنه "لعب لسنوات دوراً مهماً للغاية في الحيلولة دون سقوط دمشق، ثم عاد إلى الوطن في نهاية مهمته، قبل أن يعود مجدداً إلى سورية لأيام قليلة بسبب معرفته العميقة بالمنطقة".

تقدم نظامي

وفي وقت سابق، أعلن الجيش النظامي أن المساندة الروسية كانت فعالة لقواته، لافتاً إلى تقدمه في منطقة جب الأحمر الجبلية بين محافظتي حماة (وسط) وريف اللاذقية (غرب). وهي تعتبر ذات أهمية استراتيجية لإشرافها على منطقة سهل الغاب، التي تخوض فصائل "جيش الفتح"، وهو تحالف من فصائل إسلامية تضم "جبهة النصرة"، مواجهات منذ أشهر للسيطرة عليها. وبحسب المرصد، فإن الحملة البرية "تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية مناطق سيطرة النظام في محافظتي حماة واللاذقية، لتشن قوات النظام بعد ذلك هجوماً مضاداً لاستعادة محافظة إدلب شمالاً".

وجدد الكرملين، أمس، أن الجيش الروسي سيواصل ضرباته طوال الفترة التي سيستغرقها الهجوم البري للقوات النظامية.

وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، لوكالة ريا نوفوستي، إن "هذه العملية تهدف إلى تقديم دعم للقوات الحكومية. ستستمر طوال هجوم القوات السورية".

ضربات جوية

وبينما كررت فرنسا، أمس، اتهامها لروسيا بأن 80 إلى 90 في المئة من حملتها الجوية تهدف إلى حماية النظام عوضاً عن استهداف "داعش"، أعلن وزير الدفاع جان إيف لودريان عن توجيه مقاتلات رافال الفرنسية ليل الخميس- الجمعة ثاني ضربة لها للتنظيم المتطرف في سورية، موضحاً أنها استهدفت معسكر تدريب في معقله في الرقة (شمال)، أعلن المرصد السوري أنها أسفرت عن مقتل 14 "داعشياً" وجرح العشرات.

وانطلقت "قاذفتا رافال" ترافقهما مقاتلات أخرى من الطراز نفسه من الإمارات كما حصل في الغارة الأولى في 27 سبتمبر، بحسب لودريان، الذي قال: "نعلم أنه في سورية وخصوصاً على مشارف الرقة معسكرات لتدريب المقاتلين الأجانب ليس ليقاتلوا في المنطقة بل للمجيء إلى فرنسا وأوروبا وتنفيذ اعتداءات".

وفي المقابل، نفى الجيش الروسي مساء أمس الأول سقوط أربعة صورايخ في إيران كان أطلقها الاربعاء باتجاه سورية من بحر قزوين، كما قال مسؤول أميركي في وقت سابق.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال إيغور كوناشنكوف، في بيان، إن "كل مهني يعرف أنه خلال هذه العمليات نقوم دائماً بتحديد الهدف قبل الضربة وبعدها، كل الصواريخ التي أطلقناها من سفننا أصابت أهدافها"، مضيفاً: "هذه حقيقة، وإلا فإن معنى ذلك أن أهداف تنظيم الدولة الإسلامية المتباعدة عن بعضها انفجرت لوحدها".

وكان مسؤول أميركي قال، أمس الأول، إن الصواريخ الروسية سقطت في إيران، مؤكداً خبراً بثته قناة "سي إن إن"، التي قال المتحدث الروسي إنه: "بعكسها لا نعتمد مصادر مجهولة لكننا نظهر مسار صواريخنا وأهدافها تقريباً بشكل مباشر".

وكانت الوزارة نشرت على موقعها الأربعاء رسماً بيانياً لمسار هذه الصواريخ التي قالت إنها 26 أطلقت من مسافة تبعد نحو 1500 كلم عن أهدافها في سورية مروراً بأجواء إيران والعراق متفادية المجال الجوي لتركيا وأذربيجان.

ورداً على سؤال عن احتمال سقوط الصواريخ في إيران، اكتفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم بالقول: "لا نؤكد" هذه المعلومات.

موجة لاجئين

في غضون ذلك، أعربت وزارة الخارجية التركية، أمس، عن قلقها من احتمال تدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين على حدودها نتيجة الضربات الجوية الروسية.

وقال المتحدث باسم الخارجية تانجو بلجيتش، للصحافيين، إن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، تواصل المحادثات مع الحلف وشركاء آخرين بشأن تعزيز قدراتها الدفاعية التي تتضمن أنظمة صواريخ باتريوت لكنها لم تقدم أي طلب للحلف لإرسال قوات إليها.

(دمشق، موسكو، طهران واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top