Hunger Games يعكس صورة سلبية

نشر في 29-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-11-2015 | 00:01
No Image Caption
يدفع فيلم The Hunger Games: Mockingjay الأخير القاتم، والسريع، والمتقن بسلسلة الخيال العلمي هذه التي تعكس واقعاً مريراً إلى منحى سلبي. لا شك في أن قراء رواية سوزان كولينز، التي يستند إليها الفيلم، يدركون ما يخبئه هذا الجزء. لذلك سيُسرون بملاحظة إخلاص هذا العمل التام لمصدره (أو ربما سيشعرون بانزعاج كبير، بما أن هذا الكتاب هو الأقل شعبية في هذه الثلاثية).

أما بالنسبة إلى الباقين منا، الذين يعرفون The Hunger Games من خلال أفلام هذه السلسلة المتنوعة، فيشكل Mockingjay – Part 2 دليلاً على أن هذه السلسلة لا تقتصر على التشابيه المستعارة، التعليقات الثقافية السطحية، والقلق الشبابي المستهلك. فلا ينسى المخرج فرانسيس لورانس، الذي زاد هذه السلسلة عمقاً خلال الأجزاء الثلاثة الأخيرة (وأنسانا الفيلم السطحي الأول الذي أخرجه غاري روس)، الهالة القاتمة التي تسللت إلى هذه الأفلام، مشيرة إلى الأسوأ القادم. فلا يمكن مواجهة الحرب الأهلية والفاشية بواسطة قوس وسهام. حتى الخاتمة التي يُفترض بها أن تكون سعيدة تحمل لمحة حزن، وهذا ما يتجلى بوضوح في الفيلم.

لكن القصة باتت الآن معقدة جداً، حتى إن لورانس لا يحاول مساعدة مَن يشاهدون هذه القصة للمرة الأولى على فهمها. يبدأ Mockingjay – Part 2 من حيث انتهى الجزء السابق: أُنقذ بيتا (جوش هاتشرسون) من براثن الرئيس الطاغية سنو (دونالد سوثرلاند)، إلا أنه يتعرض لعملية غسل دماغ ليحارب ضد كاتنيس (جنيفر لورانس)، غايل (ليام همسورث)، وسائر الثوار الذين يعملون في الخفاء. يستعد فينيك (سام كلافلين) للزواج، في حين أن جوانا (جينا مالون) ما زالت تشكل الواجهة. تناقش الزعيمة كوين (جوليان مور)، قائدة الثورة، ومساعدها بلوتارش (الراحل فيليب سيمور هوفمان الذي توفي خلال الإنتاج) أهمية كاتنيس كرمز. فقد تكون قيمتها أكبر راهناً كشهيدة.

يشكل Mockingjay – Part 2 في جزئه الأكبر فيلم حرب، مع أن هذه الحرب تتخذ طابعاً محدوداً، بما أن مجموعة صغيرة من الجنود تحاول تحقيق مهمة عسكرية مستحيلة، إلا أنها تصطدم بعقبات كبيرة مثل أعداء على شكل وحوش (أُعدوا بشكل متقن بالاستعانة بممثلين حقيقيين وتأثيرات خاصة على الكمبيوتر) وأشياء أقل وضوحاً، مثل موجة عملاقة من مادة لزجة تبدو حية. هدفهم بسيط: القضاء على سنو. وتتوصل كاتنيس، بسلاحها التقليدي (القوس والسهام)، إلى استعمالات جديدة لهذا السلاح المتعدد الاستعمالات.

يعاني الأبطال خسائر فادحة، على غرار كل الجنود في الحروب. إلا أن المشاهد لا يشعر أن هذا فيلم حركة تقليدي: يولّد الفيلم شعوراً بالخوف، شعوراً بأن الفيلم لن يكون متوقعاً بقدر ما يبدو. صحيح أن هذه السلسلة حققت نجاحاً كبيراً، غير أن The Hunger Games لم تتغلغل في الثقافة الشعبية على غرار الأبطال الخارقين أو حتى سلسلة Twilight. من المؤكد أنك تستطيع شراء لعبة كاتنيس، وأن Mockingjay – Part 2 ينجح بفاعلية في إبقاء هذه الشخصية محور القصة، مع أن العالم من حولها يتهاوى، إلا أن مَن يود أن يدّعي أنه كاتنيس؟

يبدو اختيار لورانس لتكون محور هذه السلسلة اليوم خطوة مبدعة وذكية بحق. فقد تطورت موهبتها ونضجت بطرق ما كان أحد ليتوقعها، فضلاً عن أن الفصل الأخير في السلسلة يركز مجدداً عليها، مذكراً إيانا بكل ما خسرته كاتنيس وعانته نتيجة محاولتها إنقاذ أختها الصغرى في الجزء الأول. تحصل على وداع جميل حلو ومر، وتجعلنا الممثلة نصدق كل الألم والتجارب الواضحة على وجهها، فهذه الضريبة التي تدفعها محاربة بريئة تقع على كاهلها مهمة إنقاذ العالم.

عندما أعلنت شركة Lionsgate أنها ستقسم Mockingjay إلى جزأين، شعرنا أن الهدف من هذه الخطوة جني المزيد من المال. ولكن بعد مشاهدة الفيلم الجديد، بدا القرار منطقياً. ففيلم Mockingjay – Part 2 حقاً الجزء الثاني من فيلم شاهدته السنة الماضية. إليك مكافأتك لأنك واظبت على مشاهدة The Hunger Games. ولكن انبته لما تتمناه.

back to top