منظور آخر: هل الأدب مسألة عالمية؟

نشر في 16-08-2015
آخر تحديث 16-08-2015 | 00:03
أتمنى أن تقوم مكاتب تخليص الفيزا بدورة إرشادية في الأمور الممنوعة في الدول التي سيتم السفر إليها، تنبه فيها المسافرين إلى العقوبات التي سيواجهونها، لأن الاحترام في أرض الوطن ليس فرضا بل تطوع شخصي.
 أروى الوقيان احتل الخليجون المركز الأول في سوء استخدام المرافق العامة والتعدي عليها أثناء سفرهم، لا سيما في أوروبا، بالإضافة إلى ترك القاذورات خلفهم، وسرقة البط من البحيرات وطبخها، والكثير من القصص المخزية، إذ تم توثيق العديد من المشاهدات المحرجة للخليجيين في أوروبا هذا العام، والتي على أساسها سيصعّب السفر للخليجيين إلى هذه الدول ومن سيدفع الثمن سوانا؟

مشاهد كثيرة لا أعلم من أين نبدأ؟ أنبدأ من حيث الشاب الظريف الذي سرق البطة وطبخها وتفاخر بالتوعد بأن البطة القادمة ستتم سرقتها وطبخها في أميركا؟ أم نعرج على منظر الشباب الذين أحضروا قهوتهم العربية مع الشيشة وفرشوها أمام برج إيفل أحد أشهر معالم باريس السياحية؟ أم بالأطفال الذين يقودون دراجاتهم الهوائية داخل استقبال أحد الفنادق؟

هل لنا أن نعتب عليهم؟ لا أعتقد، فالعتب على دولنا التي لم تعلمهم احترام القوانين؛ لأن العقوبات بكل بساطة لا تطبق، فالغالبية من وافدين ومواطنين يفترشون الزرع ويتركون قمامتهم ملقاة عليه، الكويت على سبيل المثال؛ وذلك لأنهم يعرفون أن عين القانون نائمة، والغالبية هنا تدمر الممتلكات العامة دون قلب يخاف؛ لأنه لا حياة لمن تنادي، فقانون منع التدخين بالمطار والمجمعات لا يطبق، ويتم التدخين علنا وأمام رجال الأمن الذين لا يحركون ساكناً، بل على العكس قد يشاركون في التدخين.

القوانين غير محترمة هنا، لذا تعود الشعب على عدم الالتزام بها؛ مما سبب انفلاتا لا رادع له، فهاج وماج في بلاد الله ظناً منه أن العالم كله خليجي، ومن هنا يأتي العتب على من لم يعلم هؤلاء الأدب، فالمشاهد مثيرة للخجل، وتعتبر تعدّيا صارخا على جمالية أوروبا بتصرفات فجة وغير محترمة، وبالتأكيد العقوبة ستطاولهم ليتعلموا ولو القليل من الأدب.

تصرف واحد مسيء من شخص يحمل جنسيتك هو إساءة إلى شعبك كاملا وبلدك كذلك، ولأني أعرف أن «الضرب في الميت حرام» ولن يجدي كلامي نفعا، فإنني أتمنى أن تقوم مكاتب تخليص الفيزا بدورة إرشادية في الأمور الممنوعة في الدول التي سيتم السفر إليها، تنبه فيها المسافرين على العقوبات التي سيواجهونها، لأن الاحترام في أرض الوطن ليس فرضا بل تطوع شخصي.

قفلة:

الخطأ وارد في الحياة، لكن الوقاحة فيه وتصويره على أنه مغامرة فذّة فذلك غباء مطبق.

back to top