المتحدث باسم المسلمين في زيمبابوي إيوني سكاشا لـ الجريدة.: الرجوع إلى مبادئ الإسلام ينهي مشكلات الأمة

نشر في 26-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 26-06-2015 | 00:01
«ثمة مؤامرات تحاك ضد العالم الإسلامي لتمزيقه وتفكيك وحدته»
قال المتحدث باسم المسلمين في زيمبابوي، الداعية إيوني سكاشا، إن 90% من مشكلات المسلمين يمكن حلها بالرجوع إلى مبادئ الإسلام التي تُرسخ التسامح والاعتدال، وأضاف سكاشا في حوار مع "الجريدة" أثناء زيارته أخيراً للقاهرة، أن العالم الإسلامي بحاجة إلى وحدة الصف وتضافر الجهود لمجابهة المخاطر المحدقة بالأمة، مؤكداً أن الأقليات المسلمة تعاني ويلات إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، ما يستوجب إيجاد حلول لإبراز صورة الدين الصحيحة. وإلى نص الحوار:

صف لنا أوضاع المسلمين حاليا في زيمبابوي؟

عدد المسلمين قليل جداً لا يتعدى ١٪ من إجمالي سكان زيمبابوي، وأصولهم تعود إلى دول مالاوي وموزمبيق وزامبيا، فالمسلمون نازحون خلال فترات الاحتلال البريطاني لتلك الدول وبالتالي فروا هاربين من القهر والظلم والاضطهاد، والحمد لله المسلمون في زيمبابوي يتمتعون بكل الحقوق ويمارسون شعائرهم الدينية في حرية تامة، كما توجد مدارس إسلامية، والعلاقة بين المسلمين وغيرهم طيبة.

هل يقتصر التعليم الديني في زيمبابوي على المدارس فقط؟

الحمد لله أوضاع المسلمين في بلادنا أفضل بكثير ولدينا عدة كليات إسلامية، على رأسها كلية "دار العلم" وأيضاً توجد أقسام للغة العربية والعلوم الإسلامية في جامعة هيراري يدرس فيها خريجو المدارس الثانوية، وأيضاً يتلقى عشرات من أبناء المسلمين منحا دراسية لاستكمال تعليمهم الجامعي في العديد من الجامعات الإسلامية مثل الأزهر، وجامعات عديدة في سورية والأردن والسعودية.

ما النتائج التي تحققت على يد تلك البعثات؟

بفضل الله توجد حاليا نهضة دينية على يد علماء زيمبابوي تساهم في التصدي لمظاهر الانحلال التي تفشت إبان الحقبة الاستعمارية وما سمي لاحقاً بعصر السماوات المفتوحة، وثورة الاتصالات التي أثرت بالسلب على المنظومة القيمية والأخلاقية لمسلمي زيمبابوي.

برأيك ما أكبر خطر يهدد الأمة الإسلامية؟

النزاع والشقاق فيما بيننا، فهناك مؤامرات تحاك ضد العالم الإسلامي لتمزيقه والنيل من وحدته، وبالتالي لابد من وقوف كل العالم الإسلامي يداً واحدة ونبذ كل أسباب الشقاق فيما بيننا، فنحن أمة عريقة قوتنا في وحدتنا.

كيف يواجه علماء الأمة المشكلات التي تواجهنا؟

نحن في أمس الحاجة إلى الاتحاد وجمع الصفوف على كلمة واحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بالأمة والعالم الإسلامي، حيث نعاني مشكلات متعددة وحلها مرهون بوقوفنا صفا واحدا ونبذ التشرذم والخلاف والفرقة.

توجه انتقادات للمؤتمرات الإسلامية بأنه لا طائل من ورائها... فما ردكم؟

المؤتمرات فرصة مهمة للالتقاء وتبادل الأفكار والرؤى بين العلماء والتعرف على مشكلات بلادهم عن قرب، مع اقتراح العلاج للخروج من الأزمات والوصول ببلادنا إلى بر أمان، لذا دائما أطالب بتفعيل توصيات المؤتمرات الإسلامية حتى لا تصبح مجرد حبر على ورق، فالوقت يدهمنا ولم يعد هناك مجال للتأخير أو التلكؤ في إنقاذ الأمة .

ما المطلوب من وجهة نظركم؟

أهم مطلب هو وحدة الأمة والرجوع إلى مبادئ الإسلام والتقرب إلى العلماء الأجلاء، والأخذ بيد الشباب وتوجيه النصح والإرشاد لهم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين لا سيما ما يتردد عن الجهاد والخلافة والحاكمية.

ما رأيك في إعلان بعض التيارات للجهاد في دول إسلامية؟

هذا أمر خاطئ، فالجهاد لا يعلن إلا من قبل الحاكم أو ولي الأمر، ولا يكون إلا ضد العدو وليس موجهاً ضد المسلمين، ودعوات الجهاد التي ترفع حالياً من بعض الفئات تسيء للإسلام وليست في محلها

هل يوجد تأثير على الأقليات المسلمة جراء إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام؟

بالتاكيد هناك تأثير سلبي، وتعاني الأقليات كثيراً من إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، فالجاليات المسلمة والأقليات متهمة بالإرهاب إلى أن يثبت العكس، وللأسف يتم تضييق الخناق على بعض المسلمين واعتبارهم إرهابيين.

كيف يمكن مواجهة هذه المسألة؟

من خلال إبراز الصورة السمحة للدين وتفنيد الحجج والأباطيل التي تستند إليها التيارات المتطرفة، وعلى الإعلام مسؤولية كبيرة لإظهار سماحة الدين الإسلامي واعتداله وبراءته من التشدد والتطرف، وعلينا أيضاً تضافر جهود المؤسسات الدينية لتصحيح المفاهيم المغلوطة.

ما التعامل الأمثل لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام في الغرب؟

يجب فتح قنوات للحوار والتواصل مع الغرب وإرسال قوافل دعوية لإزالة الالتباس، والتصدي للفكر المغلوط عن الدين وإعلان براءة الدين من ممارسات المتشددين.

الجرائم الإرهابية التي ترتكب على يد تنظيم "داعش" وأعوانه، كيف ترونها؟

هؤلاء المتطرفون أهانوا الإسلام بذبحهم الأبرياء وحرقهم للمدارس وقمعهم للنساء والأقليات الدينية وانتهاك حقوق الإنسان بطريقة صارخة، حيث تجاهلوا الأفعال والأخلاق النبوية وفشلوا في فهمها، والتي تسعى في نهاية المطاف إلى زيادة القرب من الله سبحانه وتعالى، ولن يكون ذلك إلا بالتخلق بالصفات الإلهية من الرحمة والشفقة والعطف والتعامل مع جميع البشر.

يزعم "داعش" أن الإسلام انتشر بالسيف، ما تعليقك؟

هذا كذب وافتراء على الدين، والنبي محمد (ص) تعرَّض مراراً وتكراراً لأسوأ معاملة من قِبل أعدائه، إلا أنه تجاهل هذه الإهانات، ولم يسعَ للانتقام، بل سلك طريق المغفرة والرحمة والشفقة بالخلق أجمعين، والدين انتشر بحسن المعاملة والصدق والإخلاص، والإسلام يعتبر القتل جريمة كبيرة يعاقب الله مرتكبها في الدنيا والآخرة، لقول النبي (ص): "إن أول ما يُحكم بين العباد في الدماء"، وهذا ما تؤكد عليه جميع التعاليم الإسلامية التي تنبذ العنف والإرهاب، فالنبي (ص) هو منارة الرحمة وينبوع الحكمة ودليل الكمال لجميع المسلمين في طريقهم إلى الله سبحانه تعالى.

لكن "داعش" تستشهد في ذلك بنصوص دينية؟

المتعصبون والمتطرفون يقومون بلي دلالات الأحاديث النبوية الشريفة وتحريف مدلولها وتشويه الأفعال النبوية بما يتماشى وأفعالهم الخبيثة وفهمهم السقيم الذي يتعارض مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية.

هل ترى أن المؤسسات الدينية تقوم بدورها حالياً؟

المؤسسات الدينية في العالم العربي والإسلامي أداؤها يحتاج إلى تنشيط من أجل محاربة التطرف الديني والفكر الشاذ، ولابد من معاونة كل الدول لتلك المؤسسات حتى تنجح في أداء رسالتها الدعوية، بدلاً من تقليص دورها ومحاربتها.

back to top