كيف نتعامل مع الشخصيات السامّة؟
إذا كنت تنزعج من أحد أصدقائك ولم تكن واثقاً من أنه وفيّ وموثوق في تعامله معك وإذا شعرت بوجود خلل معين في هذه الصداقة، ربما حان الوقت لمعرفة حقيقة ذلك الشخص وتحديد ما إذا كانت هذه العلاقة تستحق العناء فعلاً.
بشكل عام، لا تكون علاقات الصداقة بسيطة، بل إنها تعطي أثراً قوياً جداً لأن الرابط الذي ينشأ بين الطرفين يكون حميماً وعميقاً. وتزداد أهمية الصداقة بسبب الثقة المتبادلة بين الصديقين، ولكنها قد تسبب أحياناً سوء تفاهم وردود فعل مفرطة أو غير مناسبة مثل العدائية والنرجسية والغيرة والتبعية...يمكن أن يواجه أي كان هذا النوع من السلوكيات لكن لا يسهل دوماً تفسير العوامل التي مهّدت لهذا الوضع الشائك.
إذا كنت لا تشعر بالراحة في صداقتك، يجب أن تجد رد الفعل المناسب لتقييمها واتخاذ موقف بشأنها. من خلال رصد الصداقة التي تصبح {سامة} ستتمكن من إيجاد أفضل الاستراتيجيات لتجديد الروابط الحقيقية والصادقة والتخلص من العلاقات الشائبة!التعرف إلى الشخصيات {السامة}يمكن أن نقابل جميعاً شخصيات تسمم حياتنا ولا بد من رصدها للابتعاد عنها وقطع الروابط معها نهائياً. تكون الشخصية السامة منحرفة ومتلاعبة ودائماً ما تسعى إلى تحقيق غايات مشبوهة. إذا ادعى هذا النوع من الأشخاص بأنه صديق لنا، يعني ذلك أن مشكلته معقدة أكثر من العادة. لكن يصعب تحديد العلاقات السامة. بشكل عام، قد نشعر في البداية بالذنب تجاه هذا {الصديق}الذي يزعم أنه مستعد للقيام بكل ما يلزم لأجلنا. قد يعيد التأكيد على ذلك دوماً مع أنه لا يفعل شيئاً على أرض الواقع. هو يطبّق منطقاً بسيطاً: وحدها مشاكله الخاصة مهمة ولا مجال للتنبه لمشاكل الآخرين!خصائص الصداقات السامةالصداقات السامة موجودة، تماماً مثل علاقات الحب السامة. قد يتبين يوماً أن أقرب الأصدقاء لنا هم أشخاص متطفلون ومتطلبون بشكل مفرط. لا يتردد الصديق المزيف في اجتياح مساحتنا أو إغراقنا بالمطالب المتواصلة أو التدخل في علاقاتنا الحميمة. تصبح أي علاقة سامة حين يجرحنا سلوك {الصديق} أو يسيء إلينا أو يمعن في إضعافنا وينعكس سلباً على أعمق قيمنا. قد تكون الصداقة متطلبة أحياناً من حيث القيم التي تفرضها، لكن لا يمكن أن تكون متسلطة وتضعف احترامنا لنفسنا أو تزعزع معاييرنا والتزاماتنا.كيف نتجنب هذا النوع من العلاقات؟يجب أن نبدأ دوماً بتقييم ذاتي. غالباً ما نركز على الجوانب السلبية التي تزعجنا في الأصدقاء أو في علاقات الصداقة. ربما سبق واختبرنا علاقات مماثلة في الماضي، فيتأثر حكمنا الراهن على المحيطين بنا. لذا من الأفضل التأكد من الشكوك قبل وضع حد لأي علاقة. إذا تكررت المشكلة نفسها في علاقات كثيرة، فيعني ذلك أن الخلل لا يرتبط بالآخرين بالضرورة، بل تكمن المشكلة فينا. لذا يجب إعادة النظر في سلوكنا أولاً.من الأفضل أن نقيّم صداقاتنا وأن نحلل المشاعر التي ترافقها. هل نشعر بأننا عرضة للخيانة؟ هل يتدخل {الصديق} في حياتنا بشكل مفرط؟ من خلال رصد هذه العواطف، يمكن أن نحدد ما يزعجنا في مختلف السلوكيات وأن نعيد تعديل علاقاتنا مع الآخرين. إذا اتضح لنا أن الصداقة {سامة} فعلاً، يجب البدء بمقاربة سلسة وتدريجية لتجنب المشاركة في مناوراته والكشف عن ميوله الشائبة. حين يدرك أننا فهمنا حقيقة الوضع، سيبتعد من تلقاء نفسه ويذهب للبحث عن أشخاص آخرين للتلاعب بهم.لكن إذا لم نستطع مواجهته بالحقيقة خوفاً من جرح مشاعره أو مواجهة نتائج عكسية، من الأفضل أن نهرب منه بكل بساطة!3 سلوكيات محتملة 1 اتخاذ قرار بشأن صوابية متابعة الصداقة: إذا كان صديقك من النوع المزيف أو الشائب، وإذا كان يستنزف طاقتك وصبرك وقدراتك، سيتحسن وضعك حتماً عبر إخراج هذا الشخص من دائرة أصدقائك. لذا يجب أن تقرر أولاً ما إذا كان هذا الشخص يستحق أن تتابع علاقتك به. يتوقف هذا القرار على السياق العام للعلاقة: إذا كنت مضطراً إلى العمل معه في المكان نفسه أو إلى رؤيته في الاجتماعات العائلية، يمكنك أن تحافظ على علاقة رسمية معه. لكن إذا لم يكن ذلك الشخص مرتبطاً بحياتك مباشرةً، يمكنك أن تقطع أي رابط معه نهائياً.2 التوقف عن أخذ المبادرة للتواصل معه: إذا كنت الشخص الذي يبادر دوماً للاتصال بالصديق ولا يجيب هذا الأخير عليك، لا تعاود الاتصال بكل بساطة! إذا كان ذلك الشخص صديقاً حقيقياً لك، سيحرص على تجديد التواصل معك حين يدرك أنه ما عاد يعرف شيئاً عنك، وقد يكتب لك رسالة نصية أو إلكترونية أو يتصل بك. إذا لم يفعل ذلك، من الأفضل أن تنسحب بدل أن تضيّع وقتك مع أصدقاء لا يهتمون لأمرك.3 الإعلان عن انتهاء العلاقة: يجب أن تخبر الطرف الآخر بأن صداقتكما انتهت في الوقت المناسب. إذا لم تتمكن من الانسحاب بكل هدوء أو إذا كنت تعجز عن رفض جميع الدعوات التي تتلقاها من ذلك الصديق، يجب أن تضع حداً للصداقة بطريقة مباشرة. لقطع صداقة شائبة، تقضي أفضل طريقة بالتكلم مع الطرف الآخر وجهاً لوجه أو عبر الهاتف لإخباره بكل وضوح بأنك لا تستطيع متابعة هذه الصداقة لأسباب معينة. لكن تجنب إلقاء اللوم عليه واحصر المشكلة بانزعاجك الخاص من مسار العلاقة. يجب ألا تهين الشخص الآخر أيضاً وألا تحمّله مسؤولية ما تشعر به.مسألة إرادة وخيارلا تظهر المشكلة إلا إذا كانت الصداقة أحادية الجانب وإذا شعرتَ بأن الطرف الآخر يستغلك. إذا تغير أصدقاؤك نحو الأسوأ، من الأفضل أن تبتعد عنهم. يجب أن تستجمع شجاعتك للتخلي عن أي صداقة سامة. الشخص الذي يضايقك باستمرار ليس صديقاً حقيقياً! في ما يخص الأشخاص الانتهازيين، تذكّر أنهم أصبحوا أصدقاءك كي يستفيدوا منك قبل أن يتخلوا عنك حين لا يعودون بحاجة إليك. يُعتبر الخروج من دائرة العلاقات السامة درساً حقيقياً لإثبات الذات وتصويب الخيارات. سرعان ما تشعر بالراحة وتزداد نضجاً.أخيراً، يجب أن تدرك أن جميع الصداقات يمكن أن تتغير مع مرور السنين. لا يعني ذلك بالضرورة أن الصديق أصبح {ساماً}. بل يجب أن تدع الصداقة تتطور وتتغير بشكل تلقائي. ستسمح لك هذه المقاربة المرنة بزيادة مستوى تقديرك لنفسك وبكسب تقدير الطرف الآخر أيضاً.تشمل مختلف فئات الأصدقاء المزيفين:• الانتهازي• الأناني• الضحية الأبدية• المجنون بالشك• المتطفل• الكاذب والمخادع• الدخيل