الجيل المثقف

نشر في 18-07-2015
آخر تحديث 18-07-2015 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب كثيرا ما نضع أمامنا الأوراق ونمسك بالأقلام، ويهيج في داخلنا إعصار من الجمل والكلمات والعبارات التي نود أن نسطرها على تلك الأوراق، وعندما نقول "بسم الله" تُمحى الصورة كاملة، وتتلاشى العبارات، وتختفي الكلمات، وتتحجر أناملنا عن تحريك أي قلم على تلك الأوراق، فلا نعلم بماذا نبدأ، ولا ماذا نقول، ولا كيف نسطر ما بداخلنا على الورق.

هذه معضلة يشتكي منها الكثير، وفي اعتقادنا أن السبب في ذلك قلّة ممارسة الكتابة، والجرأة على التعبير عما في داخلنا أو حولنا، ويمكن حل هذه المعضلة من خلال تكثيف الحصص الدراسية الخاصة بالتعبير والمطالعة والاهتمام بهما، ووضع سياسة وخطة لتنمية هاتين المهارتين (التعبير والمطالعة)، فمن خلال المطالعة المستمرة والمكثفة والمدروسة، يصل الطالب إلى معرفة أسلوب التعبير والكتابة بالإضافة إلى الاكتساب المعرفي والمعلوماتي لتنوع المراجع أثناء المطالعة.

وديننا أمرنا بالقراءة، وأول أمر نزل به القرآن الكريم هو "اقرأ"، فديننا يحث على العلم والمعرفة والقراءة، وعندما يكون الإنسان قارئا ومطلعا فلا شك أن من السهل عليه الكتابة، ووضع ما في عقله وقلبه على الورق، ورسم الأسطر التي تشع بمفردات وجمل تبين مدى عمقه المعرفي.

إن الكتابة علم جميل، ولا يخلو من أن يكون للكاتب موهبة في فن الكتابة، إلا أن هذا الفن يمكن اكتسابه بالتدريب والمحاولة على أسس علمية، فمتى حرصت الدولة والمجتمع معها على تثقيف الأجيال بما هو في مصلحتهم ومصلحة وطنهم، فسيكون الناتج جيلا واعيا مثقفا ذا معرفة، يستطيع أن يثري الأمة بكتابات علمية أو تاريخية أو مجتمعية.

لتنهض الجهات الحكومية بأجيالنا القادمة، ولتنمِّ فيهم حب المطالعة والقراءة، فالجيل المثقف خير من الجيل الجاهل.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top