الدهون... ليكبر أطفالك
هل تميلين إلى الحد من كمية الدهون التي يستهلكها أطفالك؟ لا تنسي أنهم يحتاجون إلى كمية كافية من الدهون لينموا ويكبروا. إليك لمحة عن حاجتهم الفعلية من هذه المواد.
لا شك في أن الأولاد كلهم حفظوا العبارة التي يسمعونها مراراً على شاشات التلفزيون: «للحفاظ على صحتك، تفادَ الإكثار من الدهون، الحلوى، والأطعمة المالحة». فبقدر ما تتردد هذه العبارة في وسائل الإعلام، باتت مطبوعة في أذهاننا. فما النتيجة؟ يستخلص أطباء الأطفال أخيراً أن كثيراً من الأولاد لا يستهلكون معدل الدهون اليومي الموصى به لهم. لكن الدهون بالغة الأهمية للنمو السليم. ففي كل أسبوع من سنة الطفل الأولى، تُضاف إلى الدماغ من 4 إلى 5 ملليغرامات من حمض أوميغا- 3 DHA. لذلك من الضروري تأمين هذه الأحماض الدهنية من خلال الغذاء.
قليل من الدهونمن الضروري أن تشكل الدهون نحو 45% إلى 50% من استهلاك الطاقة في حالة مَن لم يتخطوا الثلاث سنوات من عمرهم (35% إلى 40% في حالة البالغين). على سبيل المثال، إن كان الطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، تساوي حاجاته من الطاقة نحو ألف سعرة حرارية تقريباً في اليوم، ما يعني أن من الضروري أن يستهلك 45 غراماً من الدهون. وإن كان يحصل من الحليب ومشتقاته على نحو 24 غراماً من الدهون، يبقى بحاجة إلى ملعقة صغيرة من الزيت أو قليل من الزبدة في وجبته.يوضح خبراء تغذية الأطفال: «تُسد هذه الحاجات ما دام الطفل يتغذى من حليب أمه أو من حليب الأطفال الاصطناعي. ولكن من الضروري إضافة قليل من المواد الدهنية إلى الأطباق المالحة (حتى مراطبين الطعام الصغيرة الجاهزة). ما إن يبدأ الطفل بتناول شتى أنواع الأطعمة بعد أربعة أشهر، وعندما تستبدل الأم حليب النمو بعد سنة بحليب المرحلة الثانية من حياة الطفل». وبعد 3 إلى 4 سنوات، نلاحظ أن النقص في هذه المواد يتراجع نظراً غلى انخفاض الحاجة إلى الدهون.زيت أم زبدة؟ضرورة الموازنة بين الاثنينتُعتبر الخطوة المثالية الموازنة بين مصادر الأحماض الدهنية النباتية المصدر وتلك الحيوانية. كذلك من الضروري التنويع بين الأحماض الدهنية الأساسية المختلفة: أحماض أوميغا- 3 الدهنية المتوافرة في الأسماك الدهنية، زيت الكولزا، زيت بذور الكتان، الجوزيات... من دون أن ننسى أحماض أوميغا- 6 المركزة في زيوت دوار الشمس، بذور العنب... أما في ما يتعلق بالحليب، فمن الضروري أن نطعم الطفل حليباً كامل الدسم. وماذا عن زيت النخيل أو الأحماض الدهنية المهدرجة والمعالجة المتوافرة في عدد من المنتجات المعدة صناعياً؟ يوضح خبراء التغذية أن «هذه المواد لا تلحق أي ضرر بالأطفال». لذلك إن كان طفلك يحب المأكولات المخبوزة ويطلبها باستمرار، فلا مشكلة في ذلك. إذاً، لا تحاولي منع طفلك من تناول بعض المأكولات بحجة أنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون. تذكري أن الولد بحاجة إلى الدهون كي يكبر وينمو.فوائد الدهونفضلاً عن تزويد الجسم بالوقود:• تساعد الدهون الجسم على امتصاص الفيتامينات (تذوب الفيتامينات A، D، E، وK في الدهون، ما يعني أن من غير الممكن امتصاصها إلا إذا احتوى نظام الإنسان الغذائي على الدهون). • تشكل أسس بنية الهرمونات.• تُعتبر ضرورية لعزل كل أنسجة الجهاز العصبي في الجسم.• تساعد الناس على الشعور بالشبع، ما يحد من احتمال إفراطهم في تناول الطعام.توجيهات حسب العمر • من صفر إلى أربعة أشهر:- كمية الدهون الضرورية: بين 600 و850 مليلتراً يومياً.- المصادر: من حليب الأطفال.• من أربعة إلى ستة أشهر:- كمية الدهون الضرورية: 850 مليلتراً من حليب الأطفال كل يوم، فضلاً عن بضعة غرامات- من الزبدة في طبق الوجبة الرئيسة.• من 6 إلى 12 شهراً:- كمية الدهون الضرورية: 800 مليلتر تقريباً من حليب الأطفال يومياً + نصف ملعقة صغيرة من زيت الكولزا أو الجوز أو الصويا مع التبديل بينها، فضلاً عن قليل من الزبدة في الوجبة.• من 12 شهراً إلى 3 سنوات:- كمية الدهون الضرورية: 500 مليلتر من حليب النمو + ملعقة صغيرة من زيت الكولزا أو الجوز أو الصويا مع التبديل بينها، فضلاً عن قليل من الزبدة في الوجبة. ومن الضروري إضافة مصادر مكملة من الدهون (اللحم، الجبنة...).