نجوم الدراما والتحدّي الأكبر... الكوميديا أم التراجيديا؟

نشر في 19-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-09-2015 | 00:01
تتنوع أدوار نجوم الدراما بين الكوميدي والتراجيدي، وتتباين مستويات النجاح من فنان إلى آخر، لكن تبقى الأدوار الكوميدية هي الأصعب بنظرهم، لأن الجمهور العربي عاطفي بطبعه ويسهل إبكاؤه في حين يصعب إضحاكه...
إذا كان الفنانون، في معظمهم، يطمحون إلى أداء الأدوار كافة وإغناء مسيرتهم الفنية بالتنوع والشمول، يبقى للخبرة والنضج الفضل الأكبر في بلوغ هذا الهدف وتخطي العقبات والصعوبات...
«الجريدة» استطلعت آراء النجوم حول الأدوار التي يفضلونها ومدى قدرتهم على تجسيدها.
لا تقوقع... ودقة في الاختيار  

فادي عبدالله

عبير الجندي

{يفترض على الفنان أن يؤدي الأدوار كافة، سواء كوميدية أو تراجيدية، شريرة أم خيرة}،  تؤكد الفنانة القديرة عبير الجندي مشيرة إلى وجود مساحة كوميدية كبيرة في حياتها، لكن  غالبية الأدوار التي أسندت إليها هي من النوع التراجيدي، مع أنها لا تحبذ أن يتقوقع الفنان في مجال واحد، بل عليه التغيير والتنويع.

تضيف أنها قدمت أدواراً كوميدية قبل الغزو الغاشم، لا سيما في المسرح، بيد أن ارتداءها الحجاب وضعها في إطار معين لا دخل لها به، واستقطبها المنتجون والمخرجون في الأدوار التراجيدية والإنسانية،  اعتقاداً منهم أن الفنان، إذا نجح في دور ما، يجب أن  يؤديه نفسه في أعمال أخرى، وهذا ليس صحيحاً.

تتابع: {رغم ذلك، شاركت بتقديم {كراكترين} مختلفين وباللهجة المصرية في مسلسلين كوميديين لمصلحة إذاعة الكويت، الأول {أبو الحريم} مع الفنانين: داود حسين، هدى حسين ومنى شداد، من تأليف أميرة نجم وإخراج أبرار المفيدي، والثاني {الدنيا مصالح} للكاتبة ابتسام السيار، إخراج غادة السني، بطولة الفنانين: عبدالرحمن العقل، انتصار الشراح وجمال الردهان}. ترى أن الفنان  يكون ناقصاً في حال صنف نفسه، بل  {عليه معرفة كيفية توظيف إمكاناته  لا سيما عند توافر نص ودور ملائمين، فضلا عن مخرج مناسب يستخرج منك مناطق إبداعية أخرى لم تستثمرها، مثل شخصية {مرفت} التي جسدتها في الـ {ست كوم} الإذاعي {الدنيا مصالح}.

عبدالله العتيبي

{يجب أن تمسك العصا من الوسط، وهذا أمر صعب، لأن الجمهور لا يحب أن يرى الفنان على وتيرة واحدة، بل متنوع في أدواره}، يؤكد الفنان عبدالله العتيبي موضحاً أن الكوميديا صعبة جداً، فليس بمقدور أي ممثل أن يضحك الناس، وأن الفنان الذي يؤدي أدواراً كوميدية يكون قريباً من الوصول إلى قلب الجمهور.

رغم ميله نحو الأدوار التراجيدية إلا أنه يقدم، من خلال المسرح الجماهيري، دوراً كوميدياً في {هذا هو الكويتي} مع العائد إلى المسرح ولد الديرة ومجموعة من الفنانين، تأليف نايف الراشد وإخراج صالح الحمر، إذ يجسد شخصية جادة وكوميدية في آن، حازت إعجاب الجمهور وتعاطفه.

كذلك  قدّم شخصيتين لافتتين مع النجم الكوميدي طارق العلي في {لن أعيش في جلباب زوجتي} و}بشت المدير}، وهما من تأليف الكاتب محمد الرشود.

 في هذا السياق يوضح أن الرشود كتب أعمالا جماهيرية حققت نجاحاً على صعد الإقبال والمضامين والمشاهدة  والهدف، وتنبأت بالمستقبل، مثل {انتخبوا أم علي} التي حملت نظرة مستقبلية بأن المرأة ستنتخب وسترشح نفسها للبرلمان، وهو ما حصل بعد سنوات، ومسرحية {الشرطية الحسناء} التي توقعت دخول المرأة سلك الشرطة، وحدث ذلك فعلاً بعد العرض بسنتين.

يتابع: {أثناء الغزو الغاشم على دولة الكويت، قدم الرشود مسرحية {أزمة وتعدي} في القاهرة، وتوقع فيها التحرير ورجوع البلد، وكان الهدف منها بث روح التفاؤل في نفوس الكويتيين}.

ميثم بدر

{ليس لكل فنان قدرة على تقمص التراجيديا والكوميديا، لأنه يحتاج كاريزما تؤهله أداء الشخصيات كافة}، يؤكد الفنان ميثم بدر الذي يمتلك تجارب في المجال الكوميدي من خلال برنامج {واي فاي}، و{وبعدين} مسرحية تجارية للكبار مع الفنانين داود حسين وطلعت زكريا، وهي من تأليف بدر محارب وإخراج عبدالعزيز صفر، ثم مسرح الطفل حيث شارك في ثلاث مسرحيات هي: {مصنع الكاكاو} تأليف عبدالأمير رجب وإخراج علي العلي، {بياع الجرايد} إعداد بدر محارب وإخراج عبدالعزيز صفر، وأخيراً {ستاند باي} ـتأليف فاطمة العامر، إخراج عبدالعزيز صفر، بطولة حمد العماني، وسيعيد تقديمها في عيد الأضحى.

كذلك شارك في المسرح النوعي من خلال أعمال عدة من بينها {نيرفانا} تأليف فاطمة المسلم وإخراج يوسف البغلي، وقد حصدت جوائز مسرحية.

يشير إلى أن الفنان القدير والمخرج سلوم حداد غيّر وجهة نظره وعلمه كيفية اقتناص أدوار مناسبة له وهي تراجيدية، بعدما شارك معه في مسلسل {القياضة (1و2) من خلال شخصية {غانم}، وهذا ما حصل في اختياره لدور جديد يحمل تقلبات درامية في المسلسل الكويتي {النور}، تأليف حمد بدر وإخراج جمعان الرويعي، وعرض في رمضان الماضي.

بعد عن السطحية

بيروت - ربيع عواد

ماغي بو غصن

{عندما يصدّق الممثل ما يؤديه ويعيش الحالة بواقعية، سواء كوميدية أو تراجيدية، يقتنع الآخرون بشخصيته ويصدّقونه لأن التمثيل، بكل بساطة، هو عدم التمثيل}،  تؤكد ماغي بو غصن موضحة أنها من محبي كوميديا الموقف غير المصطنعة والبعيدة عن السطحية.

تضيف: {تكشف الكوميديا الممثل بسرعة وتوقعه في الفشل، في حال لم يتميز بعفوية وصدق في التعبير، فيما في التراجيديا، وحده الممثل المحترف يعرف كيفية إيصال الشخصية بشكل مناسب إلى الجمهور بعد ان يعيش تفاصيلها}.

تتابع: {اعتدت الخروج من الشخصيات عند كل فاصل بين مشهد وآخر، إنما في مسلسل {جحيم} (من سلسلة حكايات {كفى}) الذي يتحدث عن تجارب حقيقية لنساء معنّفات، شعرت، للمرة الأولى،  بعدم قدرتي على الخروج من الشخصية، فكنت استمرّ  بالبكاء بعد انتهاء التصوير}.

جورج خباز

«أحب الكوميديا الهادفة والأعمال التي أقدمها لا تستخف بعقول الناس فلا نقدّم أي فكرة ابتزازية أو تهريجاً، بل نحمل رسالة معينة» يوضح جورج خباز مشيراً إلى أن أعماله تستوفي الشروط والقيمة الفنية والإنسانية والكوميدية.

يضيف: «نعبّر صراحة عن رأي الناس ليسمعوا لغتهم وقصصهم ونترجم أفكارهم، فيكون هذا المسرح مرآة ذاتهم، وهذه أمور أفتخر فيها لأن هذا هو دور المسرح الحقيقي».

يتابع أنه مع المواضيع التراجيدية لكنه  يفضل معالجتها بطريقة كوميدية على غرار فيلم «غدي»، فرغم أنه يتمحور حول واقع مرير لكنه مُعالج بطريقة كوميدية ساخرة، تنطلق من نظرة المجتمع المتخلّفة تجاه المختلف، الحمدلله وصلت رسالتي يومها إلى أكبر عدد ممكن من الناس».

كارلا بطرس

{أحب الكوميديا لكنها غائبة في نصّها الجميل}  تشير كارلا بطرس التي كشفت، في حديث لها، أنها تبحث عن نص كوميدي، خصوصاً أن بدايتها  كانت في الكوميديا التي وصفتها بغرامها الأول والأخير.

تضيف: «للاسف النصوص الكوميدية  نادرة وبعضها تهريج، انا  بانتظار سيناريو كوميدي يرضي طموحاتي}.

تلفت إلى أنها، في بعض أدوراها التراجيدية، تضيف نكهة من الكوميديا عليها وتتابع: {أضفت نكهة كوميدية الى شخصية «رحاب» في مسلسل «الإخوة»، وبعض النهفات في مشاهدها القاسية التي تصرخ فيها، فأحبّ القيمون هذا الأمر الذي خفف من حدّة الشخصية وجعل الدور مركبًّا لا عادياً».

حول الأدوار التي تلفتها تقول:»أرفض الأدوار المسطحة وافتشّ عن تلك المركبة النافرة التي لا نراها عادة من حولنا، لكنني أقدمها بطريقة لائقة لا تخدش عين المشاهد».

ورد الخال

«المسلسل الدرامي يغلب الكوميدي في معظم الأوقات، رغم أننا قدمّنا كوميديا جميلة وبأسلوب جديد حققت نسبة حضور في لبنان والخارج»، تؤكد ورد الخال التي نافست نفسها في عملين مختلفين، فجسدت شخصية غادة في «عشق النساء»، ونورا في المسلسل الكوميدي «عريس وعروس».  حول كيفية جمعها بين الاثنين رغم أن قلة من الممثلين تبرع في أداء الكوميديا والدراما تضيف: «يعود الأمر الى موهبة الممثل وشغفه وشخصيته، فأنا أتمتع أساساً بحسّ الفكاهة، وحين دخلت عالم الدراما اكتشفت قدرتي على أداء الاثنين اللذين أحبهما بالتساوي.  تتابع: «بصراحة اشعر أنني قادرة على تقديم أداء متفاعل اكثر مما قدّمت، لغاية الآن، في الكوميديا والدراما، وانتظر نصوصاً وأدواراً اتحدى من خلالها  ذاتي أكثر، علماً أن اداء شخصيتين في الوقت نفسه ليس أمراً سهلا، كونه يتطلب بحثاً عن الشخصية في صوتها وتصرفاتها ولباسها». حول سيطرة الشخصيات على شخصيتها الحقيقية تشير: « من الطبيعي أن أتأثر بجوانب معيّنة من الشخصيات التي أؤديها، لكنني أفضل العودة الى حياتي الطبيعية وشخصيتي الحقيقية، لذا اكسر دائماً الصورة التي أديتها عبر اللباس والتصرفات، لئلا أفسح في المجال أمام سيطرتها عليّ».

الدور الجيد يفرض نفسه

القاهرة – بهاء عمر

ترى هبة عبدالغني أن اختلاف الأدوار التي تعرض عليها بين التراجيدي والكوميدي جعلها، في بعض الأحيان، تستصعب أداء دور أكثر من غيره، تقول: «مثلا تأتي الصعوبة في أداء أدوار كوميدية من منطلق أن الشعب المصري أصلا «ابن نكتة»، وبالتالي من الصعب إضحاكه، ما يجعل الدور الكوميدي أكثر صعوبة نوعا ما من الأدوار التراجيدية،  لا سيما أن الجمهور عاطفي بطبعه ويبكي لأقل الأشياء تأثيرا، فهو من السهل إبكاؤه ومن الصعب إضحاكه».

تضيف أن اهتمام الجمهور بقصص الحب والتراجيديا في المسلسلات، يأتي بعد موجة اهتمام بالكوميديا، «إلا أن ذلك لا يعني أن ثمة أفضلية لنوع من دون الآخر من ناحية صانعي الدراما»، مؤكدة ضرورة وجود تعبيرات درامية حول القضايا التي تستحق العرض تاريخياً واجتماعياً، مشددة على أهمية وجود معيار الجودة لضمان جذب المشاهدين.

تنوع وجودة

تشير نورهان إلى أن العمل الجيد المتميز بفكرة  عميقة يجذب الجمهور إلى مشاهدته، بغض النظر عن تصنيفه (كوميدي أو تراجيدي) آخذة في الاعتبار رواج أعمال ذات طبيعة عاطفية في سوق الدراما المصرية، بحكم أن الجمهور يميل إلى أدوار تراجيدية، وبالتالي اختيار الممثل للدور التراجيدي يحمله شيئاً من الصعوبة، لأن الجمهور عندما يقرر مشاهدة عمل تراجيدي ينتظر من الممثل أداءً عالياً، وفي حال جاء أقل من المتوقع يحكم المشاهد على الممثل بالفشل.

 تضيف: {يحتاج العمل الذي يشجع الفنان على خوض تجربة الكوميديا جهداً من كاتب القصة، فيرسم الشخصيات ويضع سيناريو لائقاً يجذب الجمهور من خلال مواقف كوميدية جديدة.

لا بد من وجود كل الأعمال على الساحة، في رأي رانيا يوسف، مؤكدة رغبتها  في تمثيل الأدوار كافة، سواء كوميدية أو تراجيدية، {ويساعدني حكم الجمهور حتماً على تحسين أدائي في أي من هذه النوعيات}.

تضيف: {من الممكن أن تكون ثمة قصة جيدة للغاية لأحد الأعمال وتمتلك مقومات النجاح، لكن يغيب عنها ممثلون محترفون أو لا يتم اختيار الممثل المناسب للدور، ما يسبب الفشل، والعكس صحيح}.

تتابع: {من الضروري أن يحرص صانعو الدراما وممثلوها على تقديم أفكار درامية متنوعة بين التراجيديا والكوميديا، من  دون الاعتماد على أحد الأنواع}، مؤكدة أن {أي عمل درامي، بغض النظر عن تصنيفه (تراجيدي أو كوميدي)، يجذب الجمهور من خلال أداء الممثلين، وتمكنهم من تقمص الشخصية وإظهارها كما يجب من دون تطرف في الأداء التمثيلي، الذي يفقد العمل الفني مصداقيته، ويعكس نتائج أكثر سلبية في الأدوار الكوميدية على وجه التحديد}.

 

تمرد وطموح

تعتبر انتصار أن لكل فنان طموحات وتطلعات تكبر وتزداد مع تقدم سنين عمره وسنوات خبرته في المجال الفني، وهذه التطلعات تتحقق بعد أن ينجح الممثل في أداء أدوار كوميدية وتراجيدية، على حد سواء، فيصعب على النقاد والمخرجين تصنيفه في دور واحد، ما يحمّل الممثل أعباء أثناء أدائه للدور الكوميدي والترجيدي.

تضيف أن سنوات الخبرة تكسب الممثل  أحد أنواع الطموح أو تفرضه عليه، فيتغير نمط تفكيره، ويبدأ البحث عن أدوار أكثر تعقيداً وتركيباً أحياناً، أو يقرر تغيير جلده من الكوميدي إلى التراجيدي، أو العكس، وتضرب مثلاً بالفنان حسن عابدين الذي قدم أعمالاً كوميدية في أواخر مشواره الفني قبل رحيله، رغم اعتياد الجمهور عليه في أدوار تراجيدية.

أما حسن الرداد  فيعتبر أن تمرد الفنان على قالب معين من الأدوار التي يحاول البعض حصاره فيها هو الطموح الذي يسعى إليه، بعد أن يصل إلى مرحلة معينة من الخبرة في حياته الفنية، مشيراً إلى أنه يحاول دوماً تقديم أدوار هي مزيج بين التراجيديا والكوميديا.

يضيف أنه، نظراً لتقديمه أدواراً درامية جادة في بداية مشواره الفني، تردد قبل تقديم تجربته الكوميدية في فيلم {زنقة ستات} وبذل فيها مجهوداً شاقاً مع فريق العمل، ما ساهم في نجاحه.

back to top