بالعربي المشرمح الإصلاح و«الأص... لاح»!

نشر في 20-06-2015
آخر تحديث 20-06-2015 | 00:01
 محمد الرويحل الإصلاح كلمة تعني إصلاح الخلل أو العطل أو إصلاح فساد الشيء، وعادة ما يرددها المسؤولون والسياسيون في كل مناسبة، ومع ذلك لا نرى شيئاً أصلحوه أو أزالوا عنه الفساد، فكل وزارات الدولة بحاجة لإصلاح، وكل شيء يريد من يصلحه، ورغم توفر كل الإمكانيات البشرية والمادية التي من شأنها أن تصلح العباد والبلاد فإن ثَمَّ من يعوقها ويتعمد إتلافها وفسادها، وبلغ الحال بِنَا إلى فساد الأخلاق وفساد الذمم وفساد النشء، ومازال هناك من يردد كلمة الإصلاح ويتبناها فقط بتصريحاته.

في اعتقادي إن غالبية من يرددها من المسؤولين والسياسيين لا يعرفون معناها الحقيقي أو أنهم يعرفونه ولكنهم لا يعرفون الطريق السليم لتطبيقها، أو أن ثمَّ من هو أقوى وأقدر يمنعهم من تطبيقها، وإلا فلماذا مازلنا نبحث عن هذا المصطلح على أرض الواقع، ولا نجد له أي أثر في حياتنا. لقد وصلنا كمواطنين إلى أن مفهوم الإصلاح الذي نعرفه يختلف تماماً عما يعرفه المسؤولين ويصرحون به، وما نشاهده اليوم من تضييق على الحريات وفساد منتشر مقابل رضا وسكوت المسؤولين هو "أص لاح" بمعنى السكوت على الفساد والخلل الذي يعم وزارات الدولة والصمت إزاء تصرفات المسؤولين وعدم محاسبة المخطئين منهم، وهذا ما نراه اليوم رغم اعتراف المسؤولين بتفشي الفساد بوزاراتهم إلا أنهم لا يصلحون ذلك الفساد أو قد لا يستطيعون حتى أصبحنا كمواطنين نعتقد أن قوى الفساد قد تمكنوا من كل مفاصل الدولة، وفرضوا مبدأ "الأص لاح" بدلاً من مبدأ الإصلاح.

يعني بالعربي المشرمح:

أصبح الحديث عن الإصلاح مجرد شعار يرفعه المسؤولون والساسة للاستهلاك الإعلامي بينما واقعنا يشير "للأص لاح"، حيث الفساد الذي ينتشر بصورة لافتة وعلنية ومحاربة المصلحين وقمع الحريات التي أصبحت بعض الصحف ووسائل الإعلام تتبناها وتحث عليها، بل وحتى نواب الأمة يشجعون على قمعها ومحاربتها، الأمر الذي جعلنا نعتقد أن الإصلاح الذي ننشده ونسعى إليه مختلف تماماً عما يتبناه المسؤولون من ساسة ونواب، وهو "الأص لاح" بمعنى أن هذا زمن "الأص لاح" لا الإصلاح.

back to top