«البتكوين» تسقط ضحية التحايل والمضاربة

نشر في 21-11-2015
آخر تحديث 21-11-2015 | 00:03
No Image Caption
كانت هذه السنة تبدو كأنها السنة التي تتحرك فيها عملة البتكوين "الرقمية الإلكترونية" وراء شهرتها الباهتة على شكل أداة غامضة لتمويل شراء المخدرات، واستخدام بطاقات الائتمان المسروقة. 

وبدأت البنوك بدراسة الطرق التي تمكنها من استعمال هذه العملة الرقمية ذات الستة أعوام، بغية تحديث آليات تحويل الأموال العتيقة في العالم، كما أن تغير أسعارها أصبح أقل حدة، ما جعلها أقل خطورة لاستعمالها من قبل الأشخاص العاديين. 

لكن سعر البتكوين قفز من دون تفسير منطقي بنسبة 98 في المئة خلال ثلاثة أسابيع، ولامس 502 دولار في الرابع من شهر نوفمبر قبل أن يهبط 20 في المئة في اليوم التالي. وهذا نوع من التباين الجامح الذي يمكن توقعه في السوق، وليس اختراعاً مدفوعاً بكونه البديل الموثوق للنقود الحكومية التي لا يمكن التعويل عليها.

وفيما يستحيل تحديد سبب جموح هذه العملة فإن التفاوت جاء في وقت بدأ الناس فيه حول العالم يكتشفون طريقة جديدة لاستخدام البتكوين: الاستثمار في ام ام ام، وهي خطة هرمية اون لاين تعد بعوائد تصل إلى 100 في المئة خلال شهر واحد. 

وتشير معلومات من متابع الإنترنت أليكسا Alexa الى أن الحركة الى موقع "ام ام ام" على الشبكة العنكبوتية بدأت في شهر أكتوبر. وطرح أكثر من 30000 مشارك شهاداتهم على 

يوتيوب بشكل رئيسي من الصين والفلبين وجنوب إفريقيا. 

أسس ام ام ام سيرجي مافرودي، وهو روسي كان يدير مثل هذا النوع من العمل منذ أيام "الوايلد وست" في الخصخصة. وقد تمكن من تفادي مقاضاته لعقد من الزمن، وذلك بالترشح والفوز بمقعد في البرلمان لنيل حصانة قبل أن يمضي في السجن أربع سنوات ونصف السنة بتهمة الاحتيال. وقال في آخر رسالة له: "حول ما لديك من بتكوين إلى عملة أخرى اون لاين تدعى مافروس وشاهد رصيك ينمو". كما قال في مقطع مصور في الثامن من نوفمبر "الرؤية المالية محتمة، ومعاً سوف نغير العالم"، ويضيف أنه لا ينتهك أي قوانين ولا يأخذ المال لنفسه.

ويقول أنصار البتكوين إنهم يشككون في كون خطة مافرودي ضخمة بما يكفي لتحريك معدلات الصرف، مع أكثر من 100 مليون دولار من العملة الرقمية تباع وتشترى يومياً. وتقول جيل لوريا وهي محللة لدى ويدبش سيكيوريتيز Wedbush Securities التي ترصد العملة "إن ذلك بالتأكيد ليس الشيء الوحيد الذي يحرك الطلب على البتكوين".    

يذكر أن عملة البتكوين بدت كأنها صممت بشكل تقريبي من أجل تشجيع المضاربة، وقد طرحت بشكل أولي وبكميات ضئيلة لـ"المشتغلين بالتعدين"، وقد حقق بعض أوائل المشاركين فيها ثروة في عام 2011 عندما أعلن موقع غوكر عن طريق الحرير، وارتفع سعر البتكوين من دولار واحد الى 32 دولاراً.

back to top