الكويت تفرح باستاد جابر

نشر في 19-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-12-2015 | 00:01
أعلن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، افتتاح استاد جابر رسمياً، أمس، خلال حفل رائع يليق بهذا الحدث التاريخي، الذي ستتحاكى عنه الأجيال القادمة، وشهد العديد من الفقرات.
في ليلة "أنيقة" سيسجلها التاريخ بأحرف من "نور وذهب"، وبوجود جماهيري مهيب، وفي منظر جميل، احتفلت الكويت عن بكرة أبيها، بافتتاح الاستاد الدولي، الذي يحمل اسم "أمير القلوب" الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، بحضور رفيع المستوى، تقدَّمه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، راعي الحفل، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة م. مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ولفيف من الوزراء وأعضاء مجلس الأمة والشيوخ، أعلن سمو الأمير افتتاح استاد جابر الدولي.

 وسيظل هذا الحفل حدثاً تتحاكى عنه الأجيال القادمة سنوات طويلة... حفل لم تغب عنه "الرسميات"، وحضرت فيه الأهازيج والأغاني، التي شدت بها الجماهير الرياضية، بمختلف ميولها، وتفاعلت وأشارت فور ظهورها على شاشات الاستاد العملاقة بعلامات النصر، في تعبير عن فرحتها العارمة وسعادتها الغامرة، بافتتاح الاستاد الذي انتظره الجميع طويلاً.

دخول سمو الأمير

بدأ الحفل بدخول سمو الأمير الملعب بسيارته، ليتلقى سموه سيلاً من التصفيق والهتافات من قبل الجماهير، ثم انطلقت فقرات الحفل، بالنشيد الوطني للكويت، ثم تلا حارس مرمى منتخب الكويت في عصره الذهبي أحمد الطرابلسي آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى سمو أمير كلمة، إيذاناً ببدء الافتتاح الرسمي لاستاد جابر الأحمد الدولي هذا نصها:

 "بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم... الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه... على بركة الله وبعونه، وبتوفيق منه، نعلن افتتاح هذا الصرح الرياضي الكبير، استاد جابر الأحمد الدولي، مهنئين بناتنا وأبناءنا الرياضيين بهذا المَعلم الرياضي المتميز، ومتمنين لهم كل التوفيق والنجاح، وتحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية، لرفع راية الكويت عالية في مختلف المحافل الرياضية الإقليمية والدولية، سائلين المولى تعالى أن يحفظ وطننا العزيز، ويُديم عليه نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار، وأن يجعل أيامنا مليئة بالأفراح والمسرات".

ثم تم عرض فيلم وثائقي عن الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيَّب الله ثراه، والذي يحمل الاستاد اسمه، بعد ذلك ألقى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، كلمة بمناسبة الافتتاح.

المجد يبدأ من هنا

وعقب كلمة الحمود، تفاعلت الجماهير مع الأوبريت الغنائي "المجد يبدأ من هنا"، الذي شارك فيه نجوم الغنائي الكويتي عبدالكريم عبدالقادر وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل ومحمد المسباح والفنانة نوال، ومن الخليج الفنان الإماراتي حسين الجسمي، والفنان القطري فهد الكبيسي، والفنانة الإماراتية أحلام، والمغربية أسماء المنور، والجزائري الشاب خالد.

وحظي استاد جابر الدولي، الذي يفتخر به كل كويتي، في ليلة عرسه، بإعجاب ورضا المسؤولين والجماهير، سواء الموجودة في مدرجاته، أو خلف شاشات التلفاز، ليمنحه الجميع العلامة الكاملة في الجودة والفخامة.

تكريم نجوم العصر الذهبي

نجوم الكرة الكويتية في عصرها الذهبي لم يغيبوا عن واحد من أبرز الأحداث الرياضية في تاريخ الكويت، وتفاعلت معهم الجماهير، ليعود الجميع بذاكرتهم خلال رؤيتهم معا للأيام الخوالي، تلك الأيام التي شهدت صولات وجولات مازلنا نتذكرها جيدا، خليجيا وعربياً، آسيوياً وعالمياً، نجوم الزمن الجميل والعصر الذهبي تفاعلوا مع الحدث التاريخي، فمنهم من أبدى إعجابه بالاستاد، ومنهم من ذرف الدموع، فرحا وسعادة بهذا الحدث.

 وكان من بين الحضور النجوم الكبار سعد الحوطي وفتحي كميل وعبدالله البلوشي وحمد بوحمد ويوسف سويد ومحمد كرم وسعود بوحمد وعادل بوعباس وعبدالعزيز العنبري وعلي الشمري وعبدالعزيز حسن وجاود مقصيد ومؤيد الحداد وعبدالحميد محمد وإبراهيم الدريهم وسامي الحشاش وعادل السيد وآدم مرجان وعبدالنبي حافظ وعبدالرضا عباس ووليد الجاسم وجمال يعقوب وعادل مرزوق وبدر بوعباس وأحمد دشتي وعادل عبدالنبي وفهد كميل ونعيم سعيد وعلي مروي ووائل سليمان وبشار عبدالله، والذين تم تكريمهم على هامش الحفل، عرفاناً بما قدموه طوال تاريخهم الزاخر، كما كرَّمتهم الجماهير على طريقتها الخاصة، بالهتاف لهم بالاسم.

واختتمت فعاليات حفل افتتاح استاد جابر بمباراة نجوم منتخب الكويت الوطني ونجوم العالم، حيث شهدت تفاعل الجماهير معها.

أشرقت شمس الصباح

فاجأ سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الحضور في استاد جابر الدولي بوجوده بينهم داخل أرض الاستاد، وحيّا سموه الجماهير عبر سيارته وسط حفاوة غير مسبوقة.

وبدورها لوّحت الجماهير بالأعلام الكويتية تحيّة لسمو الأمير، الذي بادلهم إياها بكل محبة وأبوة حانية، بعدها توجه سموه للقاعة الأميرية لمتابعة أحداث الاحتفالية.

 سفينة شراعية كويتية

يظهر الاستاد بصورة خارجية على شكل سفينة كويتية شراعية "بوم" بطول 650 متراً في الاتجاه الشمالي والجنوبي له، بينما يمتد الاتجاهان الغربي والشرقي له بمسافة 610 أمتار.

ويتميز الاستاد بوجود شاشات "إل آي دي" وكاميرات عنكبوتية كما توجد فيه تجهيزات تقنية حديثة ومتطورة لنقل المباريات.

وتم تخصيص 300 مقعد لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى ساعتين إلكترونيتين معلقتين في السقف، فضلاً عن تخصيص غرف للصحافة والإعلام والمؤتمرات الصحافية والقنوات الفضائية تطل على الملعب.

إجراءات أمنية مشددة

اتخذت وزارة الداخلية إجراءات أمنية مشددة في كل الطرقات المؤدية إلى المداخل الخاصة لاستاد جابر الدولي، استعداداً لبدء احتفالية افتتاح الاستاد برعاية أميرية سامية.

وتوزعت الجهات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية على العديد من نقاط التفتيش، كما انتشر رجال الجيش والحرس الأميري لضمان سلامة الجماهير الكويتية، التي اصطفت بطوابير طويلة في وقت مبكر خارج منطقة الاستاد، في مواقف خاصة انتظاراً لركوب الحافلات التي ستقلهم إليه.

وتمت عملية دخول الجماهير وفق آلية منظمة، من خلال الركوب في حافلات مخصصة لنقلهم إلى الاستاد، في حين منعت المركبات الخاصة من الدخول إلا لمن لديه تصاريح خاصة من وزارة الداخلية، وسط تعاون كبير من الجماهير.

وتوزعت مركبات الداخلية والدوريات والإطفاء والإسعاف على جميع مداخل الاستاد، التي تضمنت مداخل خاصة لكل من العائلات والشباب ورجال الإعلام.

إبهار ناري

تحول استاد جابر إلى لوحة فنية رائعة بإطلاق الألعاب النارية التي أبهرت الحضور، ورسمت حاضرا مضيئا أعاد الأفراح إلى الرياضة الكويتية التي كانت رائدة على المستوى الآسيوي.

وتنوع عرض الألعاب النارية، على أنغام الموسيقى بقدرة واقتدار.

الحمود: بإذن الله «راح نلعب»

ألقى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود كلمة رحب فيها بسمو الأمير وسمو ولي العهد وبقية الحضور، وهنأ من خلالها دولة قطر والشعب القطري الشقيق بمناسبة العيد الوطني، متمنياً أن تتواصل الأفراح الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي بدءاً من سلطنة عمان الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ومملكة البحرين الشقيقة.

وقال الحمود في كلمته:

"بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم وروسوله والمؤمنون).

صدق الله العظيم

وهنا من أرض الإنسانية والصداقة والسلام... من أرض التاريخ والصمود... من أرض الرجال الأبطال والنساء الشامخات.

هنا من أرض الريادة والقيادة والسيادة، من أرض الثقافة والفن والسياسة والرياضة.

هنا من هذا الصرح الرياضي الشاهق، في سماء المجد الذي يحمل اسم أمير كريم ملك القلوب، هنا من (استاد جابر الأحمد الدولي) في الكويت.

من هنا يحتفل وطننا الغالي بالعديد من الشواهد والمعالم التي تسجل مسيرتنا الناهضة بقيادة سمو الأمير حفظه الله ورعاه، والتي تعد علامات مضيئة تعكس أحلاماً وطموحاً دائماً وإيماناً وطيداً في المستقبل، وثقة مؤكدة بأننا في الكويت جديرون بالنجاح والتقدم.

إن الكويت اليوم، كما كانت في الماضي وستبقى في المستقبل، ذلك البيت الكبير الذي يعتز الجميع بشرف الانتماء إليه، ويتنافسون في خدمته ويتفانون في الولاء تجاهه والذّود عنه".

سيدي حضرة صاحب السمو، نحن اليوم أمام أحد المشاريع العملاقة والصروح المهمة والمعالم الرائعة التي توجتها تعليماتكم الكريمة لافتتاحها وبدء العمل بها.

إن الرياضة كانت على الدوام منارة تتلألأ ولا تنطفئ ومسيرة تقدم وازدهار وملتقى دائماً للإخاء والمحبة لما تملكه من رسوخ على الأرض وعلو في الآفاق".

سيدي حضرة صاحب السمو، كلنا فخر ورفعة في دولة الكويت، مركز العمل الإنساني، ونحن نرى سموكم حاضر بين أبنائك لتفتتح هذا الصرح الذي يحمل اسم أخيك ورفيق دربك ووالدانا صاحب السمو المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه.

إن رعايتك لنا وحضورك بيننا اليوم، ماهو إلا تميز رائع يضاف لجليل أعمالك ونبل حرصك على أن ترى بعينك أبناءك وهم يبتهجون ويفرحون بافتتاح هذه المنشأة الرائعة التي ستشكل إضافة مهمة لمسيرتهم وطموحاتهم وتمثل دفعة لنهج رياضي جديد نحترم فيها تاريخ مضى وحاضراً نصنع به مستقبل تستحقه الكويت.

ضيوفنا الكرام وجمهورنا العزيز ياشباب الكويت.

هنا من أرض الكويت، نعلنها عالياً ليسمعها العالم أجمع، "من اعتاد على المضي في الحق مستعيناً بالله فليمض في طريقه والله مؤيده والتوفيق حليفه" وتابع "سنكمل المسيرة برؤية واضحة وعزيمة صلبة لنعيد للكويت تألقها الرياضي".

نبارك لكم مجدداً افتتاح هذا الصرح الكبير، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً لخدمة هذا البلد المعطاء في ظل قيادة سموكم الحكيمة وولي عهدكم الأمين واضعين نصب أعيننا مخافة الله وحب الوطن والإخلاص له".

وبإذن الله "راح نلعب".

وزير الشباب الإماراتي: إنجاز كبير تحقق في الكويت

قال وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ نهيان بن مبارك

آل نهيان، إن افتتاح استاد جابر الدولي يُعد إنجازا لكل دول الخليج العربي.

وأضاف آل نهيان، في تصريح للصحافيين، خلال فعاليات افتتاح الاستاد، التي أقيمت برعاية وحضور سمو أمير البلاد، أمس، إننا "نتشرف بالحضور والمشاركة في افتتاح هذا الصرح الكبير"، الذي يرعاه ويحضره سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد".

وأعرب عن سعادة الشعب الإماراتي بتدشين هذا الصرح، مؤكدا أننا "بلد واحد وشعب واحد، ومشاركتنا لأشقائنا في الكويت، وفرحتنا واحدة".

نواف بن محمد: هدية لجميع الرياضيين ودول الخليج

قال رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى وممثل الرئيس العام لرعاية الشباب بالسعودية الأمير نواف بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود إن استاد جابر الدولي يعد هدية من القيادة الكويتية لجميع الرياضيين في الكويت ودول الخليج، معتبراً أي مشروع رياضي كويتي مصدر فخر لجميع دول مجلس التعاون.

وأضاف الأمير نواف في تصريح للصحافيين لدى حضوره فعاليات افتتاح الاستاد، التي أقيمت أمس، أنه يشعر بالفخر والسعادة لحضور هذا الحفل الكبير، خصوصاً أن الاستاد يحمل اسماً غالياً على قلوبنا وهو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه.

وأوضح أن هناك فئة من الناس تنظر إلى الجوانب الرياضية باعتبارها من الأمور الثانوية، لكن نرى أن الاهتمام بها دليل على الاستقرار السياسي والاقتصادي مما يدل على أن منطقتنا الخليجية آمنة ومستقرة.

حوار الأجيال بين الحربان والكواري

استعاد الحضور ذكرياته خلال الحفل، حينما تحدث "شيخ المعلقين" خالد الحربان، وبدأ كلامه بجملته الشهيرة "سيداتي آنساتي سادتي"، ووجَّه كلامه إلى سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد، معربا عن سعادته، بافتتاح الاستاد.

 وأجرى عريف الحفل، المذيع القطري المعروف محمد سعدون الكواري، حوارا سريعا مع الحربان، وجَّه له خلاله عددا من الأسئلة.

بدوره، هنأ الكواري الحضور، بافتتاح الاستاد، مؤكدا أن هذا اليوم شهد مناسبتين غاليتين، هما: العيد الوطني لدولة قطر، وافتتاح الاستاد.

تغطية واسعة عالمية ومحلية

حظيت احتفالية الافتتاح بحضور كثيف لوسائل إعلام عالمية ومحلية، ونجحت اللجنة المنظمة في توفير كل ما يلزم تلك الوسائل بداية من وسيلة نقل إلى داخل الاستاد، مروراً بتوفير الأجهزة التلفزيونية والكمبيوترات وليس انتهاء بالأدوات المساعدة.

وتولى تلفزيون الكويت التغطية غير المسبوقة للحدث اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً حتى منتصف الليل، حيث تمت تغطية الحدث مع الجماهير والمواطنين في الكثير من المواقع المنتشرة بمناطق مختلفة من الكويت عبر مراسلين، إلى جانب الاستوديو الذي كان يبث من الاستاد ورافق الأحداث، مع استضافة العديد من النجوم السابقين.

back to top