رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري لـ الجريدة.: «بوكو حرام» صناعة غربية والإسلام منها براء

نشر في 28-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 28-06-2015 | 00:02
No Image Caption
«الفرق الضالة أساءت للإسلام... والعلماء المستنيرون ملاذ الأمة»

وصف رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري الشيخ إبراهيم صالح واقع الأمة الإسلامية بالمأساوي والأليم، "بسبب تدخل الغرب في ديننا وثقافتنا". وقال صالح، في حوار مع "الجريدة"، أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، إن الأمر يتطلب تضافر جهود العلماء المخلصين والمفكرين المستنيرين لمجابهة الأفكار التكفيرية والتنظيمات الإرهابية المستترة خلف الدين الإسلامي، والتي تسيء للإسلام، موضحا أن الإسلام براء من أفعال جماعة "بوكوحرام" التي تقتل وتخطف وتبيع النساء والأطفال، ومثل هذه الجماعات صناعة غربية... وإلى نص الحوار:
• كيف ترى واقع الأمة الإسلامية في ظل التحديات التي تواجهها اليوم؟

- هناك واقع لا يجهله المهتمون بالدعوة إلى الله، وهو واقع له حساباته واعتباراته وتأثيراته علينا في المظهر والسلوك، تعيش الأمة هذا الواقع الأليم منذ أمد بعيد وظهور جماعات دينية متطرفة مثل "داعش" و"النصرة" و"بيت المقدس" وفي بلداننا "بوكوحرام"، وجميعها صناعة غربية.

لكن مع ذلك فإن الإسلام بسماحته جعل أتباعه يقومون بفتح باب الحوار الديني والثقافي والحضاري، ما يجبر الغرب على القبول بالحوار وبالوجود الكبير الواسع للإسلام والمسلمين في بلاده. 

والحق يقال إن الغرب قبل مهاجري العالم الإسلامي من أميين وعلماء ومثقفين وسياسيين وخبراء وفنيين ولم يجبرهم على التخلي عن دينهم بل دمجهم في مجتمعه وزاد تعليمهم وثقافتهم، وحسن أوضاعهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بما لم يتح لهم في بلادهم، حتى إن الكثيرين من المحرومين من الهوية في بلادهم منحوا هويات تلك البلاد.

وصار للمسلمين فيها مؤسسات ثقافية اقتصادية واجتماعية ودينية، حتى بدأ العقلاء والحكماء منهم نشاطهم في الدعوة إلى الله وهم بمجموعهم دبلوماسيون طبيعيون من بلادهم ينقلون ثقافاتهم وديانتهم إلى المجتمعات المسالمة الأخرى في أوروبا وأميركا.

• ما أثر التعصب والخروج عن المألوف على أمن المسلم؟

- من أكبر أسباب انتشار الفوضى في هذا العصر وانفلات الأمن هو الخروج عن المألوف والمعروف من التعصب لآراء أقلية من الناس، وإلغاء كل ما لعلماء الإسلام من قادة الأمة على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، ما جعل العامة لا يثقون بشيء من آراء العلماء من غير هذه الأقلية، وأحدث ذلك شرخا يصعب تداركه وسبب فوضى في الفتوى وبلبلة في الأفكار.

فحمل راية التعصب لآراء كهذه وشن حملة الخلاف الشرسة على مذاهب السواد الأعظم في تفسير وبيان وشرح قضايا الدين في أصوله وفروعه إلى درجة تبديع وتفسيق وتكفير المخالف، ثم دعم هذا الاتجاه بكل الإمكانات من جهات ترى في ذلك ظهورها وبقاءها قد أسهم إسهاما كبيرا فيما تعانيه الأمة اليوم. 

• من برأيك المستفيد من وراء هذا الغلو؟

- من الواضح أن العدو الحقيقي هو المستفيد وحده من هذا الغلو وهو وحده الذي يربح من وراء سلوكيات وأدبيات هذا المنهج المتعجرف الذي تتبعه هذه الفئات، ومن أهم نتائجه المباشرة زعزعة الأمن القومي والاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي في كثير من البلدان وبصفة خاصة بلدان العالم الإسلامي كلها. 

• كيف ترى نتائج التكفير على المجتمع؟

- نتج عن هذا خراب بيوت وطلاق وفراق بين الآباء والأبناء، فكم كفر الولد والديه والطالب أساتذته والتلميذ شيوخه، وهناك نماذج يمكن التنبيه عليها، فمثلا الإسلام والقرآن هو الأصل فيه أعطى كل الأهمية للإيمان وصحته وفساده بالميزان الذي أعطاه الإسلام، وجاء أخيرا من أعطى كل الاهتمام إلى قضايا في أساسها جزئيات وإن تعلقت بذات الباري كبعض الصفات الإلهية فاعتبرت ميزانا لا تعتبر صحة الإيمان إلا بها، وإلا يكون المؤمن عندهم فاسد العقيدة مع أن ذلك لم يؤخذ من الكتاب أو السنة.

والموضوع الذي جاءت فيه تلك الآيات وسيقت من أجله انحرف التعصب بها عنه تماما فأسلوب التشكيك في الأولين بالتعصب لقلة من المتأخرين يجعل التراث الفكري المتكامل المتسلسل المترابط بوحدة الأصول والقواعد والضوابط والوسائل والثمار غير آمن.

• ما الآثار السيئة الناجمة عن غياب أمن التراث؟

- إذا كان تراثنا غير آمن فلا أمن لعقولنا وقلوبنا وسلوكنا فننتهي إلى الإصابة بمرض التناقضات والمفارقات والاضطراب في الفكر والعمل والسلوك، ونفقد الوحدة المفروضة علينا كفريضة الصلاة والزكاة وغيرها من فرائض الدين وأركانه. 

back to top