نواب وقوى سياسية يستذكرون الغزو العراقي للكويت في ذكراه الـ 25

نشر في 01-08-2015 | 14:49
آخر تحديث 01-08-2015 | 14:49
No Image Caption
استذكر عدد من النواب والقوى السياسية في الذكرى الـ 25 للغزو العراقي التي تصادف غداً الأحد، حجم الآلام والتضحيات والمعاناة التي مرت بها الكويت وشعبها خلال هذه التجربة المريرة.

وأكد النواب والقوى السياسية، على ضرورة استخلاص العبر للاستفادة من هذه التجربة بما يعود بالخير على الوطن.

في البداية، استذكر النائب حمدان العازمي بطولات وأمجاد الكويتيين خلال محنة الغزو العراقي الغاشم، والتي بذلوا خلالها الغالي والنفيس من أجل تحرير الوطن من براثن الاحتلال، داعياً في هذه الذكرى إلى الاعتبار من الغزو باحترام القوانين ونبذ الخلافات التي نثق في أن  جميع أطرافها يعملون من أجل مصلحة هذا الوطن كل حسب قناعاته.

وأضاف العازمي في تصريح صحفي بأن الكويتيون جميعهم سنة وشيعة وبدواً وحضراً وقفوا كالبنيان المرصوص ليؤكدوا على أن ما يجمعهم هي أمهم الكويت بلدهم الذي ولدوا وسيموتون فيه فسطروا أروع أمثلة الوحدة والاتحاد والتضحية والملاحم في سبيل وطنهم.

وأكد العازمي على أن من ضحوا بدمائهم وأرواحهم خلال الغزو، تمنوا لهذا الوطن أن يكون أفضل مما هو عليه الآن، موضحاً بأن ما تمر به الكويت حالياً وبعد هذه السنوات التي مرت علينا بعد الغزو، يتطلب منا جميعاً التعاضد والتكاتف من أجل المرور بهذا البلد الطيب أهله من هذه المرحلة الحرجة، وأن نقف صفاً واحداً من أجل بناء هذا الوطن وبدء مرحلة جديدة عنوانها العمل، وركيزتها الاستفادة من تجاربنا الديمقراطية السابقة، وهدفها بناء مستقبل أفضل لابنائنا وأجيالنا القادمة.

واستطرد العازمي قائلاً: من حقنا أن نخاف ونقلق، ومن حقنا أن نستاء ونرتاب، فما شهدناه أخيراً وما عشناه، لم يكن بالأمر اليسير، فقد واجهنا محاولات للانقضاض على الدستور واجهاض تجربتنا الديمقراطية، واقصاء شرائح لحساب شرائح أخرى، بسبب تصفيات سياسية في سابقة هي الأولى بتاريخ الكويت.

واختتم العازمي قائلاً: نتمنى أن نطوي صفحة الخلافات والتصفيات السياسية ونعود كما كنا صفاً واحداً نعمل من أجل هذا البلد ونستذكر جميعاً محنة الغزو العراقي الغاشم الذي أظهر المعدن الأصيل لأهل الكويت، مؤكداً على ضرورة التمسك بتلك القيم التي أعادها التلاحم الوطني أثناء الاحتلال الغاشم، والتي كانت من ثوابت الآباء والأجداد.

تلاحم وطني

وفي نفس السياق، أكد المنبر الديمقراطي الكويتي بأن الغزو العرافي الغاشم باحتلال الكويت عام 1990 عملية دنيئة من قادة النظام العراقي آنذاك، كان نتائجها وخيمة على المنظومة العربية كافة.

وأضاف المنبر في بيان صحافي بأن الكويتيين سطروا خلال هذه المحنة موقفاً بطولياً نادراً، وجسدوا أقوى صور التلاحم الوطني.

جاء نص البيان كتالي:

تمر علينا يوم غد الأحد "الثاني من أغسطس 2015" الذكرى الخامسة والعشرين للغزو العراقي الغاشم واحتلال الكويت عام 1990، في عملية دنيئة من قيادة النظام العراقي في تلك الفترة، التي كانت نتائجها وخيمة ليست على الكويتيين فقط الذين عانوا من هذا الاحتلال البغيض، بل على كافة المنظومة العربية وأطرها.

لقد سطّر الشعب الكويتي، بكل فئاته بلا استثناء، موقفاً بطولياً نادراً، وجسّد بإيمانه العميق الراسخ أفضل وأقوى صور التلاحم الوطني، على الرغم من بشاعة الاحتلال وتسلطه.

ومن هنا، قدّم الشعب الكويتي كوكبة غالية من شهداء الوطن من الذين تبنوا المقاومة المسلحة، ومن الذين تصدروا العصيان المدني، ومن الذين حرصوا على تقديم الخدمات والحاجات الملحة للشعب المحتل، دون كلل أو ملل أو مبالاة بالخطر، وأثبتوا للعالم أجمع حرصهم على وحدتهم وتمسكهم بوطنهم، حتى عجز الاحتلال وأعوانه عن إيجاد شخص واحد يتعاون مع سلطته، وتجسد ذلك بوضوح تام مؤتمر جدة الشعبي الذي عقد أثناء الاحتلال، وأكدوا فيه على تمسكهم بشرعيتهم الكويتية المستمدة من دستور 1962.

وفي الوقت الذي كان أمل الجميع أن تأتي الكويت بعد أفراح التحرير في 26 فبراير 1991، بصورة مغايرة من خلال تفعيل الدستور وأدواته، إلا أن السلطة – للأسف الشديد –  لم تلتزم بوعودها التي نكثتها وعادت إلى أسلوبها القديم باتباع سياسة التفريق بين مكونات المجتمع من خلال تقريب فئة ومخاصمة أخرى، وخلق أسباب وقضايا تثير الخلاف، ولم تستفد من قوة هذا الشعب الجميل بمكوناته لإعادة إعمار الوطن على أسس صحيحة من خلال عمل مؤسسي يقوم على دولة المؤسسات ذات الطبيعة الديمقراطية كطريق بناء الدولة المدنية.

لقد مرت البلاد بمحطات وأحداث مقلقة في السنوات الأخيرة بلغت مستويات ومؤشرات خطيرة قادها وتنباها الطائفيين والمتمصلحين وغيرهم، حتى قدم لهم الشعب الكويتي العظيم صفعة شديدة مدوية بإظهار معدنه ونقاء سريرته الذي تمثل باللحمة الوطنية مجدداً إثر الجريمة النكراء الذي تعرضنا لها في أحداث جامع الإمام الصادق مؤخراً، التي حاول فيها الإرهابيون في أجندة مشبوهة الدفع بالمجتمع الكويتي نحو صدام جسدي.

إلا أن الشعب الكويتي، بمكوناته، وعلى رأسهم سمو أمير البلاد حفظه الله، جسد التلاحم والتضامن الوطني مع الشهداء والمصابين الذين سقطوا إثر هذه الجريمة النكراء، معززاً في نفوسنا جميعاً الأمل في أهمية التعايش السلمي والتعاضد والتضامن بين مكونات الشعب.

والمنبر الديمقراطي الكويتي إذ يؤكد أننا اليوم أمام فرصة تاريخية، قد لا تتكرر، بخلق بيئة أفضل لأجواء المصالحة الوطنية، والبدء بمرحلة جديدة من الإعمار الوطني، تتمثل في إسقاط التهم وإصدار قانون العفو العام تجاه أبناء الوطن الذين اتهموا وصدرت بحقهم أحكاماً بالسجن، فإنه يدعو إلى التمسك بدستور 1962 وتفعيله، وممارسة العملية الديمقراطية بأطرها السليمة وسيادة القانون، وأن الاختلاف الفكري والسياسي يجب أن يقود إلى حوار وطني مبني على احترام الآراء وتشعبها، يضاف إلى ذلك التنمية الحقيقية لصالح المجتمع الكويتي بعيداً عن التنفيع الموجه للبعض.

back to top