(الإسلام في كتاب) موقف أهل السُّنة من الشعر والغناء

نشر في 13-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 13-07-2015 | 00:01
No Image Caption
يستعرض كتاب "الشعر والغناء عند أهل السنة حتى القرن السادس الهجري" الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، للدكتور محمد علي سلامة موقف الإسلام من الشعر والغناء، لاسيما مع تمسك المتشددين بالتحريم القطعي للغناء، وقد أوضح المؤلف كيف تعامل فقهاء الإسلام مع هذه القضية وتناول بالتحليل أسباب كل رأي.

وينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين اختص القسم الأول بدراسة الموقف من الشعر حيث يتناول موقف القرآن من الشعر، وموقف النبي من الشعر وأيضا موقف أهل السنة مع تحليل هذه الآراء وكيف تعامل معها الأقدمون والمحدثون من الفقهاء.

ويشير إلى أنه ورَدَ في الشِّعر أحاديث ووقائع تدلّ على إباحته، منها ما يدلُّ على إباحتِه بشرطِ حُسْن موضوعه، واستشهد بحديث رواه عبد الله بن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): "الشِّعر كالكَلام، فحسَنُه حسَن، وقَبِيحه قبيح".

ومنها ما يدلُّ على ذَمِّه بشرط قُبْح موضوعه، واستشهد بحديث أبي هُرَيرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "لأَنْ يَمتلئ جوفُ أحدِكم قَيْحًا وصديدًا حتَّى يَرِيَه، خيرٌ له من أن يَمْتلئ شِعرًا".

ورَوى الإمام أحمدُ عن شدَّاد بن أوسٍ أن النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – قال "مَن قرَض بيت شِعر بعد صلاة العِشاء الآخرة، لَم تُقبَل له صلاة تلك اللَّيلة".

ويتناول القسم الثاني من الكتاب قضية الغناء في الإسلام، وجاء في مدخل تناول العلاقة بين الشعر والغناء ويعرض أيضا موقف القرآن من الغناء وكذلك موقف النبي (صلى الله عليه وسلم)، وموقف المحرمين للغناء ثم موقف المبيحين للغناء، حيث هناك من الفقهاء من أباح الشعر والغناء مثل ابن حزم واستعرض شروط إباحة الغناء عند الفقهاء واستعرض أسباب التحريم للغناء.

ويشير الدكتور سلامة في كتابه إلى أن الشعر ملتبس بالغناء، باعتبار أن الغناء في الأساس شعر، وغني بعد امتزاجه أو إلباسه ثوبا موسيقيا، فالغناء في رأي المؤلف ما هو إلا نوع من أنواع الشعر، والشِّعر ما هو إلا كلامٌ موزون مُقفًّى.

ويضيف: الغناء يمكن أن يعد تطورا لإنشاد الشعر، والإنشاد كان الوسيلة الأهم في نشر القصيدة وإعلانها للناس، والشعر نفسه هو الشكل الغنائي الأول الذي ظهر عبره الشعر، حيث تم تطويره ليصبح شعرًا متكاملا، وهكذا التبست نشأة الشعر بالغناء، كما ظل الإنشاد سمة أساسية فيه، ولا يظهر تأثيره في متلقيه أكثر إلا عند إنشاده.

في نهاية الكتاب يضع الكاتب ببلوغرافيا بالكتب التي تناولت مشكلة السماع وبالتحديد في مجال الغناء ما بين التحليل والتحريم.

back to top