Youth... احتفال بالحياة في عمر متقدم!

نشر في 05-12-2015 | 00:00
آخر تحديث 05-12-2015 | 00:00
يعكس فيلم Youth النظرة التأملية التي يحملها الكاتب والمخرج باولو سورنتينو عن التقدم في السن، وهو يطرح حكاية بسيطة وشبه خالية من أي حبكة بين صديقين مسنّين: يقضي ملحن متقاعد ومدير أوركسترا (مايكل كاين) ومخرج (هارفي كيتل) العطلة في منتجع سويسري فخم.
حضر الموسيقي فريد بإصرار من ابنته (ريتشل وايز) التي رتّبت له فحوصات طبية يومية وجلسات تدليك. وجلب المخرج ميك معه مجموعة من الكتّاب كي يساعدوه على تأليف سيناريو لأحدث مشروع له بعنوان «آخر يوم في الحياة» (Life’s Last Day). يتجول الرفيقان في أنحاء الفندق ويدردشان. لقد دامت صداقتهما لأنهما يتكلمان بمواضيع تافهة. هما لا يتحديان بعضهما كما يفعل الآخرون.

يبدو الفيلم ثقيلاً ومملاً، فهو يقتصر عن رجلين مسنَّين وغنيَّين يسترجعان ذكريات الماضي ويندمان على أخطائهما. لكن يحوّل سورينتينو النص إلى احتفال سمفوني بعظمة الأفلام. قد لا يكون متفوقاً من الناحية البصرية مثل فيلمه The Great Beauty الذي فاز بجائزة أوسكار، لكن يبقى فيلم Youth مدهشاً ومليئاً باللوحات التي تتداخل مع رغبات وشخصيات الشباب وكبار السن من دون استعمال الحوار. أحياناً، يتخذ الفيلم منحىً موسيقياً. وفي لحظات أخرى، يتجه إلى عالم الخيال، وتحديداً حين يكشف سورينتينو عن تأثره الواضح بأسلوب المخرج الإيطالي فيليني. 

تبدو الشخصيات الثانوية بارزة: بالإضافة إلى أداء وايز البارع بدور ابنة كاين المستاءة، يظهر بول دانو بدور ممثل في هوليوود يستعد لأداء شخصية صعبة. وتلعب جاين فوندا دور ممثلة مخضرمة سريعة الغضب، وهي تسرق الأضواء في مشهد واحد فقط حيث تخبر كيتل بأنها لن تتمكن من المشاركة في فيلمه. لكنّ جوهر فيلم Youth يتعلق بالرابط القديم بين الرجلين، فهما فنانان وقد اتخذا مقاربات مختلفة جداً لعيش السنوات الذهبية من حياتهما. العمر ليس مجرد رقم: هذه هي رسالة فيلم Youth. المهم هو أن نترك بصمتنا في الحياة!

back to top